إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
يَتَعَمَّق يوميا مأزق حزب الله في الداخل اللبناني بعد ان بات معزولا داخليا، ويقاتل منفردا بذَريعة “اسناد غزة، في حين ان مشاركة ما يسمى “حركة حماس ـ فرع لبنان“، ليست سوى مشاركة صورية، ووهمية، حقيقتها ان الحزب هو من يطلق الصورايخ اليتيمة على إسرائيل، ويطلب الى “حركة حماس” إعلانها وتبنّيها.
أما مشاركة تنظيم “الجماعة الإسلامية”، فلم يأتِ ثماره المرجوة، من تظهيرِ الدعم والتضامن السُنّي مع حزب الله في حربه العبثية مع إسرائيل، بدليل محدودية مشاركة الحركة العسكرية في العمليات العسكرية، وإقتصار محاولتها إظهار شعبيتها داخل الطائفة السُنية على عَراضات مُسلَّحة لبضع عشرات من المسلحين المُلثَّمين، يتم تجميعهم من مُختلف المناطق اللبنانية، بمشاركة ما يسمى أحزاب “محور الممانعة” من “سوريين قوميين“، وبعض المنظمات الفلسطينية، وما يسمى “سرايا المقاومة” وهي الميليشيا التي أنشأها “حزب الله“ـ كل ذلك لإظهار حجم الشعبية التي تحظى بها الجماعة داخل الطائفة السنية.
لحظة استشهاد القيادي في الجماعة الإسلامية أبو محمود جبارة جراء استهداف سيارته في #البقاع من #مسيرة إسرائيلية pic.twitter.com/gOHzFqLEBR
— Lebanon Debate (@lebanondebate) July 18, 2024
معلومات تشير الى لقاء عقد مؤخرا في الجنوب اللبناني، في مدينة صيدا، بطلب من “حزب الله” وشاركت فيه ما يعرف بـ“التنظيمات الاسلامية“، العاملة على الساحة السُنِّية في لبنان، ودار نقاش غير مسبوق بين هذه التنظيمات وقياديي “حزب الله.
تضيف المعلومات ان قادة “حزب الله” طلبوا مشاركة تنظيمات إسلامية في القتال على جبهة الجنوب، مشيرين الى ان القتال مسؤولية وطنية مشتركة، وعلى الجميع (وليس “الجماعة الإٍسلامية” وحدها) المشاركة فيها، خصوصا انها ضد “العدو الاسرائيلي” ولنصرة للقضية الفلسطينية.
أما جواب التنظيمات بالإجماع فكان :” نحن من يقرر نصرة القضية الفلسطينية وقطاع غزة، ولكن ليس وفقَ أجندتكم. ولسنا على استعداد للانخراط في اي قتال عسكري من اي نوع مع الاسرائيليين في حرب غير متكافئة، لم نكُن نحن من قررّ ويقرر مسارها! وبطبيعة الحال ،لن نقاتل تحت قيادتكم، في حال اتخذت الفصائل الاسلامية اي قرار بالمشاركة في القتال، وهذا امر مستبعد ولن نتخذه لا اليوم ولا غدا“!
وتضيف المعلومات ان المشاركين سألوا قياديي الحزب الايراني عن موقف الحزب منهم، قائلين لهم: “نحنُ بالنسبة لكم، في سوريا “تكفيريين” و”دواعش”، و”أحفاد بني أمية”، تريدون الثأر منا لمقتل الحسين بن علي قبل اكثر من 1300 سنة، وفي لبنان “دواعش” نريد تهديد صيغة لبنان، واحتلال المناطق المسيحية وسبي النساء فيها”!
وأضافوا: “منذ اكثر من عقدين من الزمن وانتم تتهموننا بشتى التهم وتعملون على التنكيل بنا وما غزوة 7 ايار/مايو 2008 واحتلال عاصمة لبنان سوى خير دليل! فضلا عن جريمة “خلدة” في حق عشائر العرب السنة“. وتوجّهووا لهم بالقول: “انتم تعرفون ما اقترفت ايديكم، لن نستفيض في تعداد اعتداءاتكم على السُنَّة، وشيطنتكم لهم، واليوم تطلبون منا مؤازرتكم في حرب اختار ولي أمرِكُم توقيتها، وهو سيختار نهايتها ولو على حسابكم، لذلك نحن نعتذر منكم ولن نشارككم اي حرب“!
أحد المشاركين من التنظيمات الإسلامية توجه الى قياديي الحزب بالقول:” كان الاجدر بكم ان تصدروا موقفاً من قِبَلِكم قبل الدعوة الى هذا الاجتماع، يتضمن اعتذاراً عن ارتكاباتكم في حق “أهل السُنَّة”، تعترفون فيه بالجرائم التي ارتكبتموها من لبنان الى سوريا الى العراق واليمن، في حق البشر والمقدسات الدينية خصوصا في سوريا، وبعدها قد نلتقي معكم على موقف واحد من اي قضية، وطالما لم تقوموا بهذا الامر لن نستطيع الاتفاق حتى على مواجهة العدو الاسرائيلي“.
وعلى هذا الخلاف انتهى الاجتماع، من دون ان يتفق المجتمعون على لقاء ثان حتى تاريخ كتابة هذا التقرير.