مقدمة نشرة اخبار تلفزيون “الجديد”:
“هدرت الجنازير في “عرسال” ودخل الاخضر الخط الذي اقاموه أحمر في وجه الجيش”، هكذا قالت المقدمة الحربية !التي اشتهر بها تلفزيون “نيو تي في”، مقدمة حربية تذكّر بمقدمات تلفزيون “ال بي سي” ايام حرب عون جعجع
لم يقف الامر على مذيعة تلفزيون “نيو تي في” التي خرجت باللباس العسكري الكامل مشاركةً في تصعيد الحماسة وتحميس الجيش لغزوة “عرسال” ودكّ الارهاب، بما يذكّر بنداء “راغدة” للرئيس بشار “آن للكيماوي ان يستشيط”. بل تعدى الامر الى اطلاق مُنشد حزب الله، علي بركات، اغنيته الجديدة “سيطر على عرسال” وهي دعوة لحزب الله وليست للجيش اللبناني لدخول “عرسال”.
“ففي اليوم الاول من هذا الشهر – آب/أغسطس 2014 أطلق علي بركات على صفحته الرسمية على يوتيوب أنشودته الجديدة بعنوان “سيطر ع عرسال”. تبدأ الاغنية بعبارة “يا صاحب العصر والزمان”متوجها بها إلى الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، بالتزامن مع مشهد مقاتل يطلق “صاروخا مضادا للدروع” على “عرسال”.
انشودة اخرى عبر اليوتيوب نشرها علي بركات منشد حزب الله بعد ثلاثة ايام من الاولى، يوم 4 آب/أغسطس، بعنوان “احسم نصرك في عرسال” الامر الذي ربما يكشف حقيقة ان حزب الله يحارب في عرسال الى جانب الجيش اللبناني، ربما كان الجيش اللبناني هو من يحارب الى جانب حزب الله!
بهذه الخلفية غير المهنية التي تخوضها تلفزيونات 8 آذار ستكون حرب “عرسال” حربا تلفزيونية ويكون احتمال انها معدة مسبقا من احد الاطراف او من الطرفين احتمال كبير… وفي وجه آخر من وجوه تلفزيونية هذه الحرب ما نشره تلفزيون لبناني من اخبار عن نقل مدرعات الجيش اللبناني لمواطنين من “عرسال” الامر الذي علّق عليه نشطاء لبنانيون بسخرية….
استخدام التلفزيون في تصعيد الحرب وليس في نقل احداثها لم يتوقف منذ ان بدأ تلفزيون الجزيرة هذا “التقليد” في غزو امريكا للعراق. عدا هذا هناك وعي متنامٍ في الصحافة الغربية على ان حرب عرسال مفتعلة. يؤكد ذلك ظهور بعض الافلام المفبركة عن تعرض جنود لبنانيين للتعذيب والتنكيل الامر الذي دعا وزير العدل اشرف ريفي إلى ملاحقة المرتكبين……..
تلفزيون الفتنة:
يعتبر بعض السوريين الموالين لنظام الاسد تلفزيون “الجديد” تلفزيوناً مقاوماً! والبعض يذهب للقول انه “تلفزيون سوري في الاراضي اللبنانية”! قد يكون في الامر مبالغة، لكنك لو تابعت تلفزيون “الجديد” في برامجه العادية لوجدت علي الديك، احد اركانه الاساسية، ولوجدت المسلسلات السورية القديمة والحديثة تملأ اوقاته واركانه. ولا يخفى على احد ان للتلفزيون مشاهديه السوريين لا سيما في صفوف الموالاة. فهو قد اطفّ منذ زمن ليس بالقريب، الى جانب النظام السوري وكانت شائعات طالت احد مذيعاته قيل انها على علاقة شخصية باحد اركان النظام…
يكتب مواطن لبناني من آل مزهر “هيدا تلفزيون الجديد تلفزيون الفتنة”.
حرب يغيب عنها التلفزيون:
ولئن كانت حروب اليوم تُخاض تلفزيونياً، فهي تخاض ايضا بتغييب التلفزيون! في “عرسال” لم يكن الامر على نحو مختلف. فـ”عرسال” كما أنها احد الحروب التي تخاض تلفزيونيا من جهة الاقوياء فهي حرب تخاض بتغييب التلفزيون عن الضحايا، عن الخاسرين. يكتب احدهم “عرسال تقصف من مناطق تحت نفوذ الميليشيات الالهية في لبنان والاعلام غائب…”!
“فهل الهرمل لبنانية و”عرسال” من كوكب اخر؟”، يتساءل لبناني من انصار تيار المستقبل. ويكتب غسان ابراهيم الاعلامي السوري نقلا عن ناشط سوري ان “تغطية قناة “العربية” لما يحدث في عرسال اسوأ من قناة المنار”.
وتكتب امل من بيروت “انا واعوذ بالله من كلمة انا اذا بسمع بخ السموم من #المنار او #القديم/الجديد او #OTV او بشوف صفحاتهم #المذهبية بصير داعشية على قاعدة على تطرف” ؟؟؟
……
صحيح ما كتبه معد نشرة تلفزيون “نيو تي في” في احدى نشراته بعد حرب “عرسال”: لو حذفنا داعش ووضعنا بدل منها عرسال: ” أخطرُ مِن حربِ داعش.. تغطيتُها.. وعدَمُ إدانتِها.”
لكن لأجل ماذا كل هذا الخراب؟ دماء اطفال ونساء نازحين ومقيمين، واحراق نصف خيام النازحين في عرسال؟ هل يمكن ان نحزر لأي شيء هذه الحرب التلفزيونية المواكبة لحرب مفبركة؟
يكتب اسامة ابراهيم وهو ناشط سوري: ” كم عظيمة انتِ يا دماء السوريين الابرياء، ها انتِ تصنعين رئيساً للبنان في عرسال”! لكأن مسلحي النصرة وداعش “شرّفوا” إلى “عرسال” من اجل تهيئة اجواء مناسبة للجيش وانسحبوا الى الحدود قبل انتخاب قائده رئيساً لجمهورية لبنان!
إن بعض الظن إثم وإن بعض الظن داعش ونصره!
“عرسال”، كحرب تلفزيونية او كحرب مفبركة
مجرمين قتلة
اله يعين النازحين
“عرسال”، كحرب تلفزيونية او كحرب مفبركة
وكأن عرسال قهوجي تكرار لنهر بارد سليمان. نفس الإخراج ونفس التوقيت ونفس التسويق… ونفس الوقود!