في مقابلة نشرتها جريدة “لوموند” الفرنسية اليوم، قال عثمان أوجلان (شقيق عبدالله) أنه “ليس لديه شك” في أن “كوادر حزب العمال الكردستاني التجأوا مؤخّراً إلى القرى الكردية في الجانب الإيراني من الحدود، تحسّباً لغزو عسكري تركي”، مضيفاً: “ها هو التكتيك المعتاد”. وكان عثمان أوجلان (49) عضواً في اللجنة المركزية للحزب الكردي، أي أنه كان من “السياسيين” وليس من “العسكر”، وأمضى 18 عاماً في جبال قنديل حيث يتمركز الألوف من مقاتلي حزب العمال الكردستاني منذ 24 سنة. وقد تسلّل عثمان أوجلان من جبال قنديل في يونيو 2004، والتجأ إلى إقليم كردستان العراقي حيث وفّرت له حكومتها الحماية. ولكنه يقول أنه “ما زال لديه أصدقاء في المعسكرات” وأنه “يعلم” ماذا يجري فيها.
يضيف عثمان أوجلان أن “عملية 21 أكتوبر” التي قتل فيها 12 جندي تركي، وأثارت أزمة واسعة النطاق في المنطقة “تقّررت، وتم تنفيذها، من جانب المقاتلين السرّيين التابعين للحزب المتواجدين في الأراضي التركية”.
وهو يعتقد أن عدد المقاتلين السرّيين “في البلاد” (أي في تركيا) هو حوالي 2700 شخص، يضاف إليها 2500 من الرجال والنساء الذين يتنقلون بين جبال العراق وتركيا، وحوالي 1500 شخص ينشطون في الجانب الإيراني من الحدود تحت إسم “بيجاك”، أي “حزب الحياة الحرة لكردستان إيران”، الذي يعتبر أنه ليس أكثر من فرع محلي لحزب العمال الكردستاني.
ويضيف عثمان أوجلان: “أعداد الأكراد الإيرانيين الذين ينضمون لبيجاك تتزايد باستمرار، وهذا سبب تزايد العمليات داخل إيران.” وعلى غرار أنقره، فقد قامت إيران بقصف جبال قنديل العراقية مراراً خلال الأسابيع الأخيرة، كما أقفلت مركز الحدود مع العراق لعدة أيام.
يعارض “أساليب حزب العمال الكردستاني”
جدير بالذكر أن عثمان أوجلان يُعتبر “خائناً” في نظر عدد من نشطاء الحزب. بالمقابل، فهو يُعتبر “رجلاً شجاعاً” من جانب مقاتلي الحزب، وهم كثيرون وبينهم قادة ميدانيون و”سياسيون”، الذي تخلوا عن الحزب بعد أن سأموا من التقلبات الإيديولوجية للرئيس المؤسس ومن الأساليب الستالينية المتبعة ضمن الحزب. وعلى غرار هؤلاء، فإن عثمان أوجلان يعارض “أساليب حزب العمال الكردستاني” ويقف ضد “قيادته اليسارية المتطرفة الحالية التي يمثّلها مراد قاراييلان وجميل باييك” وغيرهما.
ولكنه يقول أنه ما يزال يؤيد “القضية الكردية، ويدعو إلى حل سلمي وتفاوضي” مع تركيا. مضيفاً أن ذلك “مستحيل، لأن جنرالات أنقره يرفضون أية إمكانية للعفو والحوار، ولا يرغبون في السلام”. وهو يعتقد أن حزب العمال الكردستاني، بلجوئه إلى عمليات مثل عملية 21 أكتوبر “وقد في الفخ الذي نصبه له الجنرالات”. فتكتيكهم يقوم على إقامة حاميات صغيرة أو قوافل مجندين معزولة، مع إدراكهم بأن مقاتلينا سيسارعون للوقوع في الفخ، الأمر الذي يسمح للجنرالات بتبرير ميزانياتهم واستنفار الرأي العام الكردي بشعارات قومية”. وهو يعتقد أن الجيش التركي”يرغب في بقاء “الوضع القائم” وفي ضرب الرضيد السياسي للحكومة المنتخبة عبر دفعها إلى زيادة الهوة بين أنقره وأصدقائنا الأميركيين”.