ورد إلى “الشفاف” الردّ التالي على سلسلة ردود غاضبة كنا تلقّيناها بعد نشر موضوع “عاشوراء النبطية تعصى على حزب الله: “التطبير” زاد والعراقي “الفالي” يعبّئ الجمهور“. وحيث أنه يتضمن كثيراً من التفاصيل التي لم نكن نعرفها، فقد قرّرنا نشره كمقال، وأضفنا إليه بعض الصور من مناسبات عاشورائية. ولا حاجة للقول أن باب الردود مفتوح.. وواسع! و”الشفاف” سيظل “شفافاً”!
*
ستوقفني المقال المنشور على موقعكم ووجدت فيه الكثير من الحقائق التي يعرف تفاصيلها كل أبناء منطقة النبطية، خاصة في ما يتعلق بالعلاقة المتوترة بين الشيخ صادق وحزب الله، أو “زواج الإكراه” الذي تم في مدينة النبطية بين حركة أمل وحزب الله استجابة لظروف سياسية مستجدة.
وكوني واحداً من أبناء المنطقة، ما زالت أيام القلق والخوف التي كنا نعيشها في ذكرى عاشوراء ماثلة في ذاكرتي، حيث حَرَمَنا الإنقسامُ الحاد الذي أصاب الطائفة الشيعية بصعود حزب الله إلى الواجهة السياسية في أوائل التسعينيات من المشاركة في ليالي عاشوراء في المدينة. فلم تكد ليلة من لياليها تمرّ على خير! وصار وسط المدينة، المكان الذي تجوبه المسيرات الشعبية في الليالي العشر الأولى من شهر محرم، يتحول فجأة إلى ساحة عراك يسقط فيه الكثير من الجرحى. وأصبح يوما التاسع والعاشر، اللذان يشهدان مسيرات شعبية ضخمة، موعداً سنوياً مع المواجهات بين أبناء الطائفة الواحدة والمدينة الواحدة.
ومن ينسى، في تلك الأيام، الإشتباك الدموي الكبير الذي حصل في مسيرة اليوم التاسع، والذي أطلق عليها الظرفاء من أهل المدينة “ثورة الحجارة”. يومها لاحق أبناؤنا المختلفون سياسيا، والموزعون بين حزبي الطائفة العريقين، بعضهم البعض على أسطح المنازل متراشقين بكل أنواع الحجارة. كان حجم التعصّب السياسي حينها أكبر بكثير من حجم الذكرى وأهميتها. وصارت هذه المواقف تتكرر كل عام، ولم ينبرِ أحد من عقلاء الطائفة أو كبارها ليضع حداً لها.
أذكر حينها أن حزب الله كان يحاول التمدد في المدينة ويسعى إلى السيطرة عليها من أهم بواباتها، أي بوابة عاشوراء! ومن منا ينسى أن الشيخ صادق كان يصاب، لفرط الإستفزاز، بنوبات توتّر شديد تستدعي نقله إلى المستشفى!
وليس سرا أن حزب الله تحدى الشيخ صادق كثيرا في عقر داره. لذلك فإن العلاقة بينهما تشبه إلى حد بعيد علاقة “المؤمن لا يلدغ من جحر مرتين”. والمعارك الطاحنة التي دارت بينهما في الإنتخابات البلدية عام 2004 خير دليل عل ذلك. وكذلك المعركة الخفية في بلديات 2010.
كما استفزتني بعض الردود الغاضبة والتي ركزت بمعظمها على تعظيم الشيخ صادق وتلميع صورته. أظن أن شخصا على هذا القدر من النزاهة لا يحتاج إلى جوقة من المداحين، إلا إذا كان مذنبا، فوجبت تبرئته!
ولم التركيز على شرح كيفية صرف أموال وقف النبطية لو لم تكن قضية حساسة يعرف من كتب الرد أن أبناء المدينة يتداولونها همسا. الكل يعرف أنه يتركز في النبطية نسبة عالية من الفقراء والمعوزين تتعدى حاجاتهم الخطوط الحمر! فمتى يمكن لهذه الشريحة الإستفادة من الأموال الشرعية؟ وهل تبذير الأموال والتفريط بالحقوق الشرعية من أجل الصرف على مراسم عاشوراء مثل: بناء المسرح ونصب الخيمة العملاقة على البيدر، وتكاليف الممثلين اللبنانيين والسوريين والمخرجين العراقيين واللبنانيين وأعمال الإضاءة والسينوغرافيا، والأزياء، ومظاهر البذخ والترف في صنوف الضيافة من عصائر و حلوى وطعام، أعظم أجرا عند الله من حفظ كرامة محتاج؟
ماذا حدث أثناء زيارة السيد الشهرستاني للنبطية؟
وهنا لا بد من التذكير بمعاناة أكثر من 150 عائلة عراقية تعيش في النبطية. فكيف تساهم الأموال الشرعية في تخفيف في معاناتهم؟ وهم يزدادون يوما عن يوم فقرا وذلا ومرضا وجوعا، أمام أعين الجميع! ما زلنا نذكر زيارة السيد محمد جواد الشهرستاني، صهر المرجع الديني السيد علي السيستاني، منذ عامين إلى النبطية. وحين استقبلته وفود المستفيدين من الأموال الشرعية في حسينية النبطية، تجمهر وقتها عدد من العراقيين المتشردين قرب السيارة الفاخرة التي أقلته، ورفعوا أصواتهم يقولون له: “أين أموالنا؟ نحن محتاجون ومشردون وجياع”! من طردهم يومها، وكمّ أفواههم، ومنعهم من الدخول إلى الحسينية؟ إن إدعاء العفة شيء والعمل بها شيء آخر.
أكبر مراجع الشيعة ضد التطبير
اما مسألة التطبير، أو ضرب الرؤوس، فلقد اجتمع أكبر مراجع الشيعة على تحريمها. ومع هذا، ما زال الشيخ صادق مصرا على الإستمرار فيها خوفا من فقدان شعبيته! وهو، بدل أن يضيف إلى الذكرى أبعادا حضارية وإنسانية، من موقعه الديني المسؤول، تراه يبارك هذه الظاهرة ويتمسك بها حتى لا ينفض من حوله مؤيدوه. وهنا بعض من فتاوى مراجع الشيعة في تحريم التطبير على سبيل العرض:
السيد الخميني: التطبير يسبب وهناً للإسلام.
السيد الخوئي: هذه الشعائر لا تجوز إذا أوجبت هتك حرمة المذهب، وهتك حرمة المذهب يتم بسخرية الناس من المذهب.
السيد محمد باقر الصدر: إنه فعل عوام الناس وجهالهم، والعلماء دائبون على منعه وتحريمه.
السيد السيستاني: يحرم التطبير إذا كان يؤدي إلى السخرية وهتك المذهب.
السيد الخامنئي: التطبير بدعة تسللت إلى عاشوراء.
أما بدعة “الفالي” فأمر آخر!
فهو أقرب إلى الحكواتي منه إلى قارئ العزاء، صاحب خيال خصب في نسج الخرافات وتحريف الحقائق التاريخية. ولا يختلف اثنان من عقلاء الطائفة أنه يشكل خطرا حقيقيا على الذكرى الحسينية إذا ما استمر في إضافة أبعاد خرافية جديدة على تاريخ عاشوراء. وأنا أدعو من ينتقد كلامي للإستماع إلى مجلس واحد من مجالسه ليرى حجم الكارثة التي أصابتنا!
عاشوراء النبطية تعصى على حزب الله: “التطبير” زاد والعراقي “الفالي” يعبّئ الجمهور
“عاشوراء النبطية.. مجدّداً: لم ننسَ إشتباك “ثورة الحجارة” بين أمل وحزب الله!ثورة الحسين ومحاولات التهشيم (1) عندما خرج اﻹمام الحسين بن علي عليهما السلام من مكة متجهاً نحو الكوفة، لم يكن أمامه ﺇلا هذا الطريق، طريق الصحراء، لقد كانت خطة بني أمية محكمة، القضاء على أخطر رجل على الدولة الأموية، الرجل الذي يستطيع أن يهدم أسوار وأركان هذه الدولة، ويحطم هيبتها، وهو الحسين بن علي عليهما السلام، حفيد الرسول محمدۖ، والذي قال فيه: “حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسينا “، ” الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة “، هو ابن الخليفة علي بن أبي طالب(ع)، ربيب… قراءة المزيد ..
“عاشوراء النبطية.. مجدّداً: لم ننسَ إشتباك “ثورة الحجارة” بين أمل وحزب الله! ثورة الحسين ومحاولات التهشيم (2) وهذا لا يكون إلا بإحياء مراسم عاشوراء الحسين(ع) في كل عام، وخلال العام من خلال المآتم أيضاً، لتبقى مستمرة مع الأجيال الصاعدة، عبر مجالس العزاء والبكاء واللطم وزيارة الإمام الحسين(ع) وحتى إدماء الرأس… وإذا رجعنا إلى حديث الإمام الصادق(ع) ” كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين(ع)…” وكلمة الجزع في المعجم الوسيط وردت: ” جزع : لم يصبر على ما نزل به “… ومن لم يصبر على ما نزل به قد يفعل أي شيء بشرط أن لا يسبب الضرر لنفسه أو… قراءة المزيد ..
“عاشوراء النبطية.. مجدّداً: لم ننسَ إشتباك “ثورة الحجارة” بين أمل وحزب الله!علي حسين مواطن نبطاني تكلم الكاتب الجنوبي عن أمل وحزب الله، وذكر بعضا من الاحداث التي جرت بين الفريقين . أقول تأييدا له:الواقع ان ماجرى بينهما منذ انسحاب العدو الاسرائيلي من منطقة النبطية حتى حرب تموز 2006 كان اكثر بكثير واعظم مما ذكره الكاتب، وفي مناطق مختلفة من لبنان كالضاحية واقليم التفاح والنبطية وغيرها، فقد تضرر كل لبنان من احداث تلك الفترة، وماجرى بينهما في النبطية في تاسوعاء وعاشوراء من التراشق بالحجارة وغيرها كان الاقل سوءا بالنظر الى ماحدث قبل سنة 2006. إن مايهمني الاشارة اليه هنا هو ان… قراءة المزيد ..
“عاشوراء النبطية.. مجدّداً: لم ننسَ إشتباك “ثورة الحجارة” بين أمل وحزب الله!علي — r.ed.a@hotmail.com مقالة جيدةجدا تلقي الضوءعلى دواخل التشريعات والسنن التي يعتمدها فقهاء هذاالعصر التي تبدأ من التطبير إلى الحقوق الشرعية إلى ولاية الفقيه التي تشكل تهديدا للفكر الإسلامي وتزعزع أصالته بحيث تجرده من عظمته الأخلاقية. من أكبر مغالط هذه المرجعيات من ناحية الحقوق الشرعية حتى الآن أنها لم تعتمد نظاما لصرف الأموال الشرعية فيبقى الداخل مفقود والخارج مولود, تشريعات لم تتغير لكي تتفاعل مع عالم اليوم بل تعود بنا إلى ما قبل العصر الجاهلي, والكارثةالعظمى أنهم كلهم يجيزون ويحللون نيابيا عن الخالق, أرجو من الله أن ينير قلوب… قراءة المزيد ..