جیلا بنی یعقوب – قرأت بالتو خبرا نشرته وكالة الانباء الايرانيه “فارس” بأن موظفي هذه الوكاله الحكوميه يعربون عن أسفهم وإنزعاجهم اتجاه المعامله التي يعاملون بها المعتقلون الفلسطينيون في السجون الإسرائليه. فالإسرائليون لا يسمحون للسجناء الفلسطينيون أن يجتمعوا و يحتفلوا بحلول عيد الفطر المبارك و كأن هذا اليوم هو يوم عادي كأي يوم أخر وحتى أن كثيرا من سجناء الزنزانات الإنفراديه يبقون مسجونون في زنزاناتهم في يوم سعيد كهذا.
أنا ا يضا بصفتي فردا من عائله لديها سجين سياسي في المعتقلات الإيرانيه أعرب عن أسفي لما يحدث في السجون الإسرائليه من اضطهاد للمعتقلين الفلسطينين وعدم السماج لهم بالإحتفال بعيد الفطر المبارك وكأن هذا اليوم هو يوم عادي لهم. أنا أشعر بالأسى إتجاههم أكثر من أي موظف في الوكاله الإيرانيه المذكوره لأنني أدرك جيدا ماذا يعني أن لا يسمح لسجين أن يتصل بأهله في يوم عيد الفطر وما يسبب له وعائلته من ألم.
أنا كنت أتصور أن المدعي العام ومسؤلوا معتقل 350 في سجن “اوين” سيسمحون للسجناء بالإتصال هاتفيا بعائلاتهم والتحدث معهم حتى ولو لدقيقة واحدة في يوم عيد الفطر المبارك ولكن مع الأسف هذا لم يحدث ولم يسمح لهم مسؤلوا السجن بذلك ولذا فإن هذا اليوم بالنسبة للسجناء الإيرانيين يوم عادي دون أن يتصلو بأهاليهم.
ولأنني كنت قد قرأت في الأخبار بأنه تزامنا مع يوم عيد الفطر المبارك سيطلق سراح أحد السجناء الأمريكيون في إيران بعد قضاء سنه في السجن فأعتقدت أن السجناء الإيرانيون في معتقل 350 سيحظون بفرصه كي يتصلو هاتفيا بعائلاتهم بعد شهريين من الإنقطاع. هل ترون, أنا لم أكن أتوقع الكثير فأنا لم أكن أتوقع أن يطلق سراح “بهمان” والمعتقلون السياسيون الأخرون بل ماكنت أتمناه رنةهاتفا فقط من السجن.
أدرك جيدا ما يحس به عائلات المعتقلون الفلسطينيون لأنني أعلم أن هذا اليوم هو ليس يوم عادي كالأيام الأخرى بل وأنه يوم أصعب بالنسبة لهم .لابد وأن والدة بهمان التي يناهز عمرها الثمانون وهي مريضة ومقعده لم تسمع صوت إبنها من شهور كانت تتمنى أن يسمح المسؤلون في الجمهوريه الإسلاميه إحتراما لهذا اليوم المبارك والعيد الكبير بالنسبة للأمه الإسلاميه أن يسمحو لإبنها بهمان أن يتحدث معها على الهاتف ولو لدقيقة واحدة و أن يقول لها “عيدكي مبارك يا أمي ” ولكن لم يرن هاتف منزلها ولا هاتف منزل أي معتقل أخر .
أدرك جيدا ما يشعر ويحس به عائلات المعتقلون الفلسطينيون لأن هذا اليوم هو يوم عادي بالنسبة لسجناء معتقل 350 بل و أصعب من اي يوم عادي أخر أعلم بأن بهمان و زملائه إستيقظو من النوم وهم يفكرون بعائلاتهم وأمهاتهم وأطفالهم وزوجاتهم وأدرك بأن المعتقلون الفلسطينيون يحسون تماما بما يحس به المعتقلون السياسيون الإيرانييون .
أدرك جيدا مايشعر به المعتقلون الإيرانييون في هذا اليوم من ملل وأعلم بأنهم يبقون جالسون في أسرتهم لا يفكرون إلا بأهاليهم وأسرهم وهو يتمنون مئات المرات لو أن يسمح لهم مسؤلوا سجن “اوين” أن يتحدثو هاتفيا مع عائلاتهم ولو لدقيقة واحدة فقط ولكنهم سرعان ما يتذكرون بأن مسؤلوا السجن يقضون عطلة العيد مع عائلاتهم .
أدرك جيدا ما يشعر به المعتقلون الفلسطينيون في يوم عيد الفطر لأنني أنا وبهمان كنا معتقلون في زنزانات إنفراديه ومضضت علينا أعياد عدة من ضمنها عيد الفطر المبارك أعتقد أن ما اشعر به هو حقيقي أكثر مما يشعر به موظفوا وكالة الأنباء الحكوميه الذين لا يعلمون شيئا عن الزنزانات الإنفراديه إلا مايقرؤنه في القصص أو يسمعونه في الأخبار .
أدرك جيدا مايشعر به المعتقلون الفلسطينيون لأنني سمعت مرارا من بهمان وهو يقول أن ايام العيد لا تختلف عن أي يوم عادي أخر بل وهي مؤلمة أكثر لأن المعتقلون في أيام كهذه يفتقدون أهاليهم واسرهم أكثر من اي يوم عادي أخر.
أدرك ما يشعر به المعتقلون الفلسطينيون أكثر من موظفوا الوكاله الفارسيه لأنني اعلم انه في يوم عظيم كهذا بالنسة للمسلمين لا يوجد أحد في السجن كي يقدم لهم الحلوه أو يغير لهم غذائهم الكريه وأنهم لا يقدمون الحلوى للمعتقلين الإيرانيين في سجن إوين أو رجايي شهر وأكثر السجون الإيرانيه في يوم عيد الفطر أو يوم عيد نوروز.
أنا بنفسي قضيت أعيادا في سجن إوين و أدرك جيدا بأن العيد لا يختلف عن اي يوم عادي أخر بل و أنه يوم مغموم أكثر.
أنا أحس جيدا بما يشعر به المعتقلون الفلسطينيون وأهاليهم وأتمنى أن تمضي هذه الأيام الصعبه بأسرع ما يمكن وأعلم جيدا بأن المعتقلون الفلسطينيون وأهاليهم يدعون لنا ولمعتقلينا و يطلبون من الله أن تمضي هذه الأيام بسرعه و أمد يدي
مصافحا المعتقلون الفلسطينيون من بعيد و أقول لهم عيد فطر مبارك وتصبح أيامنا و أيامكم خضراء يوما ما