بدت أوساط إصلاحية إيرانية تخوفها من استمرار احتجاز القيادي الإصلاحي مير حسين موسوي وزوجته زهرا رهنورد في منزلهما الكائن في شارع “باستور” وسط العاصمة طهران، منذ مساء الأحد في 13 شباط عشية التظاهرات التي نظمتها حركة المعارضة الخضراء في 36 مدينة إيرانية، محملة الحكومة الإيرانية مسؤولية تعرضهما لأي مكروه. وأفاد موقع “جرس” المعارض أن قوة من الحرس الثوري ما زالت تضرب طوقا أمنيا مشددا على مداخل الحي الذي يسكنه “موسوي” منذ خمسة أيام، و قامت بطرد حراسه الشخصيين واستبدلتهم برجال مقنعين. وذكر الموقع أن بنات موسوي الثلاثة فقدن جميع وسائل الإتصال بوالديهن بعد ان منعتهن القوة الأمنية المتمركزة أمام المنزل من الدخول إليه وقطعت عنه خطوط الهاتف وشبكة الإنترنت.
وحددت حركة المعارضة الخضراء يوم الأحد القادم 20 شباط موعدا لتجديد الإحتجاجات السلمية في الميادين الرئيسية في المدن الإيرانية الكبرى، وغطت شوارع طهران ملصقات إعلانية تحمل شعار “كل الميادين حرية وكل الشوراع ثورة”، في إشارة إلى أن المظاهرة سوف تنطلق من شارع الثورة (إنقلاب) باتجاه ساحة الحرية (آزادي). ويقوم طلاب جامعة طهران وجامعة آزاد بالإعداد لمسيرات يوم الأحد التي تتزامن مع حلول “أسبوع” الطالبين الجامعيين “صانع جاله” و”محمد مختاري” اللذين سقطا شهيدين في مواجهات 14 شباط .
وفي تطور لافت، أفادت المعلومات أن مدنا عربية في إقليمي خوزستان وهرمزكان نظمت تظاهرات احتجاجية بناء على دعوات إصلاحية قامت على إثرها الأجهزة الأمنية باعتقال 6 اساتذة جامعيين في مدينة خلف آباد شرق مدينة الأهواز. يذكر أن الإقليمين يقطنهما أكثر من خمسة ملايين عربي يعانون صنوفا من القهر والتمييز العرقي.
من جهة أخرى، أعلن الزعيم الإصلاحي مهدي كروبي من خلال موقعه على الفايس بوك، ستعداده مجددا للمثول أمام المحكمة الثورية بشرط أن تكون المحاكمات علنية,وطالب السلطات القضائية الإيرانية بالقليل من الشفافية .
على خط المحافظين، دعا رجل الدين المتشدد آية الله أحمد جنتي الأجهزة الأمنية الإيرانية بالتعامل بحزم مع قادة الحركة الإصلاحية وقال في خطبة الجمعة:امنعوا عنهم كل شيء واسجنوهم داخل منازلهم.
كما قلل الرئيس محمود أحمدي نجاد من شان الدعم الذي أبدته واشنطن لمطالب الإصلاح في إيران. وقال في خطاب وجهه للشعب الإيراني: إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لا يرى أبعد من أنفه وأنا أشك أنه يستطيع كتابة اسمه بطريقة صحيحة. إنه يريد السيطرة على العالم في حين ليس بمقدوره حل مسألة بسيطة في بلاده.
طهران والمدن الإيرانية الكبرى تتحضر لموجة احتجاجات جديدة سوف تشهد ذروتها يوم الأحد.
وفي حين تظهرالحركة الخضراء نيتها في مواصلة الإعتراض وعدم العودة من الشارع على غرار تجربة “ميدان التحرير”، ترتفع أصوات داخل الحرس الثوري معترضة على استعمال العنف في قمع المتظاهرين. كما وتحذر من تكرار سيناريو أحداث حزيران 2009، ما يبشر ببوادر خلاف في صفوف الحرس الثوري، وفقا لمعلومات إصلاحية .