بعد طريق “الضاحية” المقفل، هل يجرّب الجنرال الحالم بالرئاسة خط “الوسط”؟ كل الطرق تؤدي إلى.. بعبدا! وقد لا تؤدّي..!
*
نقلت معلومات عن قيادي عوني قوله إن الجنرال عون “طفح كيله” من ممارسات حزب الله، وان الجنرال بدأ يعد العدة للانسحاب نحو الوسطية الجنبلاطية، مع هامش استقلالية في الحركة السياسية اوسع من جنبلاط، نظرا لان مناطق جمهور الحزب الالهي والتيار العوني لا تتداخل في ما بينها، على غرار مناطق الجمهور الجنبلاطي، و”الالهيين”.
ونقلت المعلومات عن القيادي العوني، إن حزب الله يحمل اجندة متشعبة، طابعها عسكري، ولا مكان للسياسي فيه، ولا مكان للدولة ومؤسساتها في حسابات الحزب الالهي، “خصوصا بعد ان امضينا معهم تجربة 30 شهرا في الحكم، حيث بان بالملموس ان مرجعية الحزب في الخارج ولا تمت بصلة الى الدولة اللبنانية”!
ويقول القيادي العوني إن تورط الحزب في الشأن السوري فاق كل تصور واعتبار، وهذا ما لا طاقة لنا على الاستمرار في تغطيته. خصوصا ان هذا التورط استدرج الارهاب بأشكاله المختلفة الى الداخل اللبناني، وكشف الساحة اللبنانية على كل الاحتمالات، من تعطيل دور الجيش اللبناني، وصولا الى العمليات الارهابية الانتحارية التي تستهدف اللبنانيين بفئاتهم كافة عاجلا ام آجلا.
ويشير القيادي العوني الى ان ربط لبنان باحلاف اقليمية خارجية، لا يصب في مصلحة الدولة ومؤسساتها ولا في مصلحة اللبنانيين، وان سياسة الاحلاف جرت على لبنان الويلات التي ما زلنا نعاني من آثارها المدمرة الى اليوم. وأن ما رفضه الشعب اللبناني، من اتفاق 17 أيار الى الاتفاق الثلاثي، لن يقبل به وإن بطريقة غير معلنة، من ربط لبنان بمحور إيران سوريا العراق، من خلال قتال حزب الله في سوريا. فجيمع هذه المحاولات ستبوء بالفشل، ونحن لسنا على استعداد للغرق في مركب يتهاوى!
ويضيف إذا كان الامر يتعلق بـ”مقاومة” إسرائيل، واستعادة الاراضي اللبنانية في الغجر وتلال كفرشوبا ومزارع شبعا، فهذا ما لا يختلف لبنانيان مع الحزب بشأنه. أما ان تتحول “المقاومة” الى سوريا، والى الداخل اللبناني، فهذا تدمير للكيان والدولة وتقويض لمؤسساتها.
القيادي العوني، أضاف، ان التيار قارب من انجاز إعادة قراءة مواقفه السياسية منذ توقيع ورقة التفاهم الى اليوم، وهو بصدد التحول الى “الوسطية” معتمدا سياسة الانفتاح على سائر اللبنانيين، وفي مقدمهم تيار المستقبل، بعد ان اثبتت التجارب ان هذا التيار ضامن اساسي للاعتدال في البلاد، وان اختراع بدائل له في الوسط السني، لا يعدو كونه محاولات فاشلة عززت تيار التطرف السني، على حساب الاعتدال، “ونحن اليوم في امّس الحاجة الى الاعتدال لمواجهة موجات الارهاب والتكفير وسواها”!
حزب الله: ليراجع عون حساباته الإنتخابية!
وفي المقابل ينقل وسطاء عن قيادات في حزب الله، موقفا لا يقل سلبية عن موقف التيار العوني. قيقول هؤلاء: “لقد تحملنا طويلا عبء التيار العوني ومزاجية الجنرال وطمعه وجشعه! هل كان يحلم بأن يتمثل بعشرة وزراء في اي حكومة؟ والجنرال الذي يباهي بتمثيله المسيحي بـ 30 نائبا، هو يدرك تماما، اننا نحن من أمّن له هذا التمثيل، وما عليه إلا أن يراجع حساباته الانتخابية من جزين الى جبيل، الى البقاع حتى كسروان، وبعبدا”!
ولا تتوسع قيادات حزب الله في التطرق الى موقفها من الوسطية المستجدة للتيار العوني، في حال أعلن عون تخليه عن ورقة التفاهم مع الحزب.
“طفح كيله” من نصرالله: عون ينسحب إلى “وسطية” جنبلاط!لم تعد التحالفات مع التيار. ذات اهمية بالنسبه لحزبالله. كان التحالف اساساً صفقه, عون رئيس جمهوريه, مقابل غطاء مسيحي لحزبالله, ولكن لم ولن يحصل عون على هذا الجزء من العقد, وحزبالله استنفد مصالحه من العقد. اي ان جزبالله في خضم حرب طاحنه في سوريا, والتفجيرات في مناطقه. لم يعد الغطاء المسيحي ذات قيمه. اذا فشل حزبالله في سوريا فسينتهي في لبنان ايضاً. لأن الثورة السورية لن تترك حزبالله ينام على حرير في لبنان, الإنتقام سيكون سيّد الموقف. اما اذا انتصر نصراً الهياً في سوريا, سيكون لبنان بخبر كان كلّياً في الفوضى, فالغطاء… قراءة المزيد ..