بيروت مروان طاهر – “الشفاف” خاص
تنعقد طاولة الحوار اللبناني، اليوم الثلاثاء، بأعضائها الجدد والقدامى وسط احتدام اجواء التوتر الداخلي بين نظرتين لحماية لبنان من الاخطار والتهديدات الاسرائيلية: الاولى يمثلها حزب الله متزعما قوى 8 آذار والثانية تمثلها قوى 14 آذار وقيادات ثورة الارز.
النظرة الاولى تجلت في ابرز معانيها في المشهد الدمشقي الذي جمع الرئسين السوري بشار الاسد والايراني محمود احمدي نجاد وامين عام حزب الله حسن نصرالله. الترجمة اللبنانية لهذا اللقاء هي أخذ لبنان الى المحور السوري الايراني، وجعل لبنان ساحة المواجهة الوحيدة مع اسرائيل لغايات قد لا تتصل في معظمها بتحرير مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر.
وتستند مقولة حزب الله الى ان قوة لبنان في مقاومته، وان توازن الرعب هو الذي يحمي لبنان من التهديدات الاسرائيلية، وان تعزيز ترسانة الحزب الصاروخية خير رد على وجود اسرائيل. والعمل، تاليا، لخلق واقع جيوسياسي يستند الى شرق اوسط جديد ليست اسرائيل من ضمنه.
اما في المقلب الآخر فإن قيادات ثورة الارز، وفي مقدمها رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع والرئيس الاسبق امين الجميل ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة والامانة العامة لقوى 14 آذار وسائر القوى والشخصيات المنضوية في قوى الرابع عشر من آذار، تعمل على تشكيل مظلة وشبكة امان لحماية لبنان من التهديدات الخارجية الاسرائيلية. وترى هذه القوى ان حماية لبنان تنطلق من العمل في إطار شرعيات ثلاث اولها الاتفاق والتضامن الداخلي انطلاقا من اتفاق الطائف الذي حدد اسس الجمهورية وعلاقة الطوائف بعضها ببعض في ظل مؤسسات الدولة منهيا تاريخا من الحروب وسوء الفهم بين اللبنانيين. والشرعية الثانية هي القرارات الدولية التي رسمت إطار العلاقات اللبنانية مع الجيران والاعداء. اما الشرعية الثالثة فهي الشرعية العربية التي يحكم سقفها مبادرة السلام العربية التي اعلنت في قمة بيروت، وضرورة ان لا يكون لبنان مستفردا في مواجهته مع اسرائيل.
قوى 14 آذار تتخوف من مجريات ما سيحصل على طاولة الحوار في الجلسة الثامنة، في ضوء التصعيد الذي يمارسه حزب الله لجهة اعلان اكثر من قيادي فيه ان موضوع سلاح الحزب ليس مطروحا للنقاش بل الاستراتيجية الدفاعية بما هي الابقاء على سلاح الحزب والتناغم بين الجيش اللبناني وحزب الله.
واعتبر قيادي في قوى 14 آذار ان توزيع الادوار بين قوى 8 آذار على طاولة الحوار يرتكز على محورين إثنين من اجل عدم التطرق الى مسألة سلاح حزب الله.
الموضوع الاول، وسيتولاه رئيس تجمع الاصلاح والتغيير النيابي العماد عون الذي سيتطرق الى مواضيع الموازنة والهدر المالي والمديونية معيدا الى الاذهان اتهام الرئيس الشهيد رفيق الحريري بالمديونية مما سيضع رئيس الحكومة سعد الحريري في موقع الدفاع عن النفس. اما المحور الثاني فيتمثل بطرح رئيس المجلس النيابي نبيه بري مسألة الغاء الطائفية السياسية من جديد مما سيثير حساسية المسيحيين ويضعهم في موقف الدفاع عن رفضهم لالغاء الطائفية السياسية وطرح مصير شكل النظام اللبناني برمته على طاولة الحوار وصولا الى تبني مقولة العلمنة الشاملة.
وإزاء تنسيق الخطى بين قوى 8 آذار، سيجد الاقطاب من الطرف المقابل انفسهم في موقع الدفاع عن النفس مما سيؤجل البحث في مسألة سلاح حزب الله الى أجل غير مسمى ويفسح في المجال لحزب الله ان يعيد انتاج مقولته على طاولة الحوار عن ضرورة الانتقال الى المجتمع المقاوم. ويتحول النقاش بعد طرح الحزب الى كيفية تجهيز البنى المجتمعية سياسيا واقتصاديا لتستجيب اكثر فاكثر لطروحات حزب الله مما سيضع الدولة اللبنانية بمؤسساتها تحت رحمة وسيطرة الحزب.
إزاء هذا التخوف من ما ستؤول اليه الاوضاع على طاولة الحوار، سوف يصر قادة قوى 14 آذار على مشاركة جامعة الدول العربية في الاجتماعات ولو بصفة مراقب وشاهد، من اجل إيجاد نوع من التوازن بين المحور السوري الايراني من جهة والمظلة العربية الممثلة للشرعية العربية من جهة ثانية.
ويستشهد احد قياديي قوى 14 آذار بموقف الرئيس المصري جمال عبد الناصر من لبنان ابان المواجهات المفتوحة مع اسرائيل حيث اصر على ان يتبنى لبنان موقف المساند وليس دولة المواجهة الوحيدة مع اسرائيل. ويقول انه في ظل غياب زعامة عربية بحجم وتأثير الرئيس المصري الراحل، من الاجدى للبنانيين ان يلجأوا الى شرعية جامعة الدول العربية من اجل العمل على إيجاد شبكة امان عربية تحول أولاً دون حصول مواجهة ستكون نتائجها تدميرية على لبنان، وفي حال حصلت المواجهة تأمين الحد الاقصى الممكن من التضامن اللبناني في مواجهتها.
ويشير القيادي في قوى 14 آذار الى ان حزب الله لا يبدي اي تجاوب مع طروحات القوى المقابلة، وهو يريد ان يستأثر بقرار الحرب والسلم من دون ان يبدي اي استعداد لإشراك الشركاء في الوطن معه في هذا القرار. كما انه لم يتوانَ عن أخذ لبنان الى محاور إقليمية. وهو في المقابل حدد دور الشركاء بتنمية اقتصاد المقاومة تحت اشراف حزب الله.
وبذلك يُـختصر موقف الحزب بممارسة الغلبة الداخلية بأن “ما له هو له وحده، وما للآخرين له ولهم”.
“طاولة الحوار” من يحمي لبنان: الشرعية الدولية أم المحور الإيراني-السوري؟ بالطبع انها الشرعية الدولية التي تحمي لبنان والتي برهنت على مر الزمن أنها حمت لبنان من كل الحروب الإسرائلية التي كادت أن تحصل لولاها! فهي تعمل ليل نهار على إسترداد الأراضي للتي لم تحتلها إسرائيل بالأساس لكي تنسحب منها! ومن منا ينسى هذا الفضل الكبير؟ لولا وجود حزب الله منذ تأسيس الكيان الصهيوني لما فكرت إسرائيل يوماً في مهاجمة هذا الوطن الغالي على قلوب كل العالم! ومن أدرى بهذه الثوابت التاريخية إلا الكاتب مروان صهيوني طاهر، الذي لا يجد سوى هذا الموقع العميل لنشر هلوساته الموجهة أصلاً للموهلوسين والجهل في… قراءة المزيد ..