نقلت الإستخبارات العسكرية الفرنسية إلى وزارة الدفاع وإلى قصر الإليزيه، قبل أيام، أن الإسرائيليين تعهّدوا لواشنطن بعدم مهاجمة إيران قبل انتخابات الرئاسة الأميركية في ٦ نوفمبر. ولكنهم مصرّون على نقاش هذا الملفّ مع الرئيس المنتخب، أيّاً كان، فور انتخابه.
وردت هذه المعلومة في مقال خصّصته جريدة “لو كنار أنشينيه” الفرنسية لموضوع الضربة الإسرائيلية لإيران، الذي يعتبر عدد من رجال السياسة الأوروبيين أنه بات وشيكاً.
وحسب “لو كنار أنشينيه”، فإن هيئة الأركان الفرنسية تعتقد أن التقرير الذي قدّمته “الوكالة الدولية للطاقة الذرّية” في ٣١ أغسطس يثير الذعر، وأنه يقدّم حججاً إضافية للإسرائيليين المؤيدين لفكرة شن غارات على المواقع النووية في إيران. وذلك، مع أن باراك أوباما يسعى لإقناع الإسرائيليين بعدم شن هجوم لأن مثل هذه العملية، برأي أوباما وعدد من رؤساء الدول، يمكن أن تشعل المنطقة كلها. في حين أنها لن تسفر عن أكثر من تأخير البرنامج الإيراني لمدة سنتين او ثلاث سنوات فقط. وقد شعرت واشنطن بالإرتياح لأن عدداً من قادة الجيش الإسرائيلي، ومن مسؤولي الإستخبارات الإسرائيليين، علاوة على وزراء وخبراء عسكريين، عارضوا الهجوم على إيران.
وحسب تقرير “الوكالة الدولية للطاقة الذرية”، تقوم إيران بتسريع إنتاج اليورانيوم الصالح للإستخدام العسكري. وهي تمتلك الأن ٦٨٧٦ كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة ٥ بالمئة، و١٩٠ كيلوغراماً من اليورانيوم المخصّب بنسبة ٢٠ بالمئة، في حين يعمل التقنيّون الإيرانيون لزيادة تخصيب اليورانيوم إلى نسبة ٩٠ بالمئة التي تسمح لهم بتصنيع قنابل ذرية. وقد تضاعف عدد أجهزة الطرد المركزي بهدف زيادة التخصيب (٢١٤٠ جهازاً) في “فوردو” بين مايو وأغسطس ٢٠١٢. كما ما زال مفتشو الوكالة الدولية ممنوعين من زيارة موقع “بارشين” السرّي.
أوباما ضد، ولكن!
ومنذ سنتين، يمارس باراك أوباما مختلف الضغوط لإقناع الإسرائيليين بعدم القيام بعملية عسكرية. بالمقابل، فقد وفّر للطيران الإسرائيلي ما يحتاجه لقصف المواقع النووية الإسرائيلية!
فقامت الولايات المتحدة بتسليم الإسرائيليين قنابل “جي بي يو-٢٨”، التي تزن الواحدة منها ٢،٣ طن ويمكنها الوصول إلى المعامل المشيّدة تحت الأرض واختراق الجدران الإسمنتية التي تبلغ سماكتها ٦ أمتار التي تحمي المعامل النووية الإيرانية.
ولا يستطيع الإسرائيليون شن الغارات ضد أهداف تقع على مسافة ٢٠٠٠ كيلومتر من قواعدهم دون استخدام عدد من طائرات إعادة التزويد بالوقود من الجو. ويعتقد الخبراء الفرنسيون أنهم سيكونون بحاجة إلى ١٠ طائرات من هذا النوع. والحال، فإنهم لا يملكون حالياً سوى ٤ طائرات تموين جوي قديمة أميركية الصنع من نوع “كي سي-٧٠٧” صالحة للخدمة.
وقبل أيام، نقلت الإستخبارات العسكرية الفرنسية لقصر الإليزيه أن الرئيس أوباما سمح ببيع عدد من طائرات “كي سي-١٣٥” الحديثة لسدّ هذا النقص. ومعها قرض بقيمة ٧٠ مليون دولار. ولا تؤثر عملية البيع على سلاح الجو الأميركي الذي يملك ٧٥٠ طائرة تموين جوي من هذا النوع.
أي أن أوباما قدّم للإسرائيليين المعدات اللازمة لشن حرب على إيران، ولكنه نصحه بعدم الذهاب إلى الحرب!