كان “الشفّاف” قد نشر نداء دوري شمعون لحسن نصرالله مختصراً، وهذا هو النصّ الكامل كما نشرته “المركزية”:
صبيحة يوم “معركة” برج أبي حيدر كنت في دردشة مع أحد أصدقائي حول الوضع في لبنان وخصوصا حول الطائفة الشيعية الكريمة وإلى أين “أخذها” حزب الله واخذ لبنان الوطن معها.
قلت لصديقي انني أود أن أوجه لكم كتاباً مفتوحاً عبر الإعلام لكي اعبر لكم في كل صراحة وصدق وشفافية عن رأيي ورأي أكثرية الشعب اللبناني في حزبكم وسلاحكم ومقاومتكم. أجابني صديقي ـ وهو إعلامي مخضرم في الحياة السياسية ـ أن علي أولاً أن أسألكم إلى أين تأخذون الشيعة ” هذه الطائفة الكريمة التي منذ إعلان إستقلال لبنان لم تحد سطراً واحدا عن مبادئ الدستور اللبناني، وأن تعلقها بأرضها لا يضاهيه سوى تعلق الماروني بجبله”.
فكرت ملياً في الأمر، وبعد ذهاب صديقي، أُخبرت انكم ستطلّون على الشاشة في المساء، فتريثت في إرسال الكتاب، لربما كان هنالك من جديد. وعند المغيب لعلع الرصاص ودوت انفجارات القذائف، عندها عاودتني ذكريات سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي عندما كنا في الحزب وسائر احزاب المنطقة نضم مسلحين ونقتني أسلحة على انواعها.
وكيف كان الشباب عندما تهدأ الجبهات مع أعداء لبنان يومها…فإن غريزة المقاتل لا تفتر ولا تتوقف وإذا بأفواه البنادق تدار إلى الداخل، سواء لتعزيز نفوذ بعض الأبطال في شوارعهم وازقتهم، أو أنهم يُستغلون من قيادتهم لمكاسب سياسية محدودة كما فعلتم يا للاسف في ايار 2007.
وللتاريخ والحقيقة نذكر الرئيس الكبير الراحل كميل شمعون كان أول من شعر بخطورة هذه الظاهرة وبادر إلى حل ميليشيا حزبه الذي كان يضم باقة من اخواننا الشيعة، قيادة وقاعدة.
“خطابكم البارد، المتعالي”
الملفت، المضحك المبكي كان ظهوركم وخطابكم الهادئ، بل البارد، المتعالي عما يحصل على الأرض، فتحدثتم عن أمور أنتم شخصياً مسؤلون عن تأخير أو عدم إمكان معالجتها لأن حربكم سنة 2006 كانت الكارثة الاقتصادية والمالية الكبرى التي لولا افتعالها لأنجزت مشاريع انمائية كبرى عدة في حقل الكهرباء والماء وغيرهما. قبل أن نبلغ النووية والذريات.
تعقل بربك يا سيد حسن وأنزل الى هذه الأرض المسكينة التي قضى ابناؤها قرابة أربعين عاماً يتخابطون مع كل الطامحين فيها المتعدين عليها، سواء عسكرياً أو سياسياً ليحافظوا على وطنهم سيداً حراً مستقلاً.
يا سيد حسن هل يجوز أن يتحول ولاء جزء كبير من الشيعة، وبقيادتكم إلى أوطان وسياسات وأهداف لا علاقة لها بوطن الأرز؟
هل يجوز أن في الضاحية وغيرها أعلاماً وصوراً لقيادات وقادة ايرانيين… وهل يجوز أن تكون مصلحة إيران في أولويات أهداف حزب الله وفوق مصالح رفاقهم في الوطن؟
ومن ثم… إلى أين؟ إلى جمهورية إسلامية شيعية تقسم المنطقة إلى دويلات طائفية وتبرر أكثر فاكثر وجود الدولة العبرية المغتصبة؟
يا سيد حسن، مهما صرفت من أموال ونظمت وكودرت، لن يكون في إمكانك أن تقيم دويلة كهذه في لبنان وعلى حساب اللبنانيين الأخرين.
اعقل يا سيدي وتعلم من أخطاء غيرك ووفر علينا مصائب ومشاكل وحروب مدمرة، وتعال لكي نسعى سوياً إلى رفع لبنان إلى المستوى الذي يليق بأبنائه، لبنان الانسان، لبنان العلم والثقافة والحضارة والحريات.
شمعون لنصرالله: إعقل وتعلم من اخطاء غيرك لنبني معاً لبنان العلم والثقافة والحضارة والحريات
وحده شعب لبنان
شعب الذي طرد 30 ألف جندي سوري في انتفاضته السلمية في 14 آذار 2005 أقوى من صواريخ الحزب المسلح، وأقوى من عملاء المخابرات في “المشاريع الخيرية الإسلامية” !!
لينزل اللبنانيون إلى الشارع ! وليتظاهروا دفاعاً عن وطنهم، وعن كرامتهم، وعن حقّهم في الحياة الحرّة. وليتظاهروا ضد محترفي القتل والإجرام.
بين “دولة القدور الإيرانية” وعملاء رستم غزالة، وحده شعب لبنان قادر على وضع حدّ لهذا الإستهتار بلبنان وباللبنانيين.