أثار تصريح رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط “الشامت” في أعقاب إعلان تشكيل الحكومة إستغراب الاوساط السياسية اللبنانية. خصوصا أن جنبلاط، وقبل أسبوع من خروج حكومة “البزات السوداء” الى العلن، كان يجاهر بتبرّمه من الاغلبية المحدثة ويبادر الى دعوة قيادات من قوى 14 آذار الى العشاء، بما لم يقتصر على قيادات الصف الاول في هذه القوى. كما أعلن صراحةً أنه لن يستطيع إكمال المشوار مع هذه الاغلبية.
مصادر سياسية في بيروت قالت إن “شماتة” جنبلاط جاءت بعد أن تشكلت الحكومة أولاُ، وبعد ان فقد الامل في إعادة وصل ما إنقطع مع الرئيس سعد الحريري.
وتضيف أن جنبلاط إتصل منذ قرابة شهرين طالباً موعدا للقاء الحريري في باريس، فلم يلقَ طلبُه أي تجاوب، خصوصا وان الموعد جاء بعد مساهمة جنبلاط في إلحاق الهزيمة بقوى 14 آذار في انتخابات نقابة المهندسين.
وتقول المصادر إن جنبلاط أراد الاستدارة نحو الحريري وقوى 14 آذار، وهو التقى للغاية الرئيس فؤاد السنيورة والنائب بهية الحريري، وأولم على شرف قيادات من الأمانة العامة لقوى 14 آذار والرئيس أمين الجميل. وتضيف أنه أوفد نجله تيمور مرارا الى باريس للقاء الرئيس الحريري من دون جدوى، وأن تيمور يلتقي باستمرار النائب مروان حماده، وأن جنبلاط أوفد الوزير غازي العريضي الى الرياض فعاد بخفي حنين. وعندها تيقّن أن طريق “بيت الوسط” لم تعد معبّدة، ولا جاهزة لاستقباله.
أما سياسيا فإستطاع جنبلاط ان يعيد إحكام سيطرته المطلقة على الجبل والطائفة الدرزية من جديد من دون منازع وحتى بدون الحركشات الصغيرة.
إعتقال مرافق وئام وهّاب
فـ”صحّاف” لبنان الوزير السابق وئام وهاب في المستشفى يعاني من ارتفاع الضغط بسبب إعتقال مرافقه الشخصي ومسؤول أمنه بتهمة التعامل مع الموساد منذ العام 1994، الأمر الذي تسبب بقطع جميع السبل عن وهاب، خصوصا المالية منها والتي كانت تغدق عليه من الحزب الالهي والمقدرة بأربعمئة الف دولار شهريا يوزعها على الازلام والمحاسيب.
وإعتقال مرافق وهاب الشخصي لا يمر مرور الكرام في بئر العبد وحارة حريك ولا في الرابية ولا في دمشق وريفها. فجميع هذه الاماكن التي فتحت أبوابها لوهاب أصبحت مشبوهة ومعرضة.
“المير” سيرضى!
اما الامير طلال أرسلان فهو فقد حيثيته في 8 آذار، وكان كثيرا عليه وزارة دولة ليخرج شاتما ولاعناً، الامر الذي قلب الادوار! فنصحه جنبلاط على شاشة التلفزيون بإعتماد لغة أكثر لياقة في حق رئيس الحكومة لان ذلك من شيم الموحدين الدروز، مضيفا ان موضوع أرسلان يُعالَج بهدوء. وما لم يقله جنبلاط هو أن أرسلان سيدخل الحكومة بوزير دولة من أقربائه، على الارجح شقيق زوجته، ما يعني أنه سيذهب الى جلسة الثقة وان صراخه وقطع الطرقات لم ينفع في إعادة تركيب صياغة جديدة للحكومة لإرضائه.
وتشير المصادر في بيروت إلى أن جنبلاط هو عنصر رئيسي في المعادلة السياسية اللبنانية وإذا كانت العلاقات مقطوعة بينه وبين الرئيس الحريري اليوم، وبينه وبين الرياض، فهي ستعود الى مجاريها يوما ما. خصوصا وأن لا الحريري ولا سواه من رؤساء الحكومات يستطيعون القفز فوق “المختارة” في اي استحقاق سياسي.
لهذه الاسباب شَمَتَ جنبلاط وهو على جري عادته يريد إيصال رسالة لاذعة الى آذان الرئيس الحريري التي يبدو انه ما زالت صماء الى الآن.