البقاع – خاص بـ”الشفّاف”
يواصل أمن حزب الله في بعلبك – الهرمل التضييقَ على النازحين والجرحى السوريين الى البقاع. وترصد مجموعاته المنتشرة من “مشاريع القاع” حتى ساحة “شتورة” حركة مرور السيارات والشاحنات والدرجات النارية، وحتى الافراد.
وعملية “الرصد” متابَعة هي الاخرى عبر “غرفة امنية” مركزية يديرها أمن الحزب في البقاع، مهمتها تلقي المعلومات تباعا من المجموعات الامنية المنتشرة على الطرقات، ومن ثم تباشر تحليلها ومقاطعتها مع معلومات موضوعة بين ايديهم لها علاقة بترصد وتعقب افراد او مجموعات او سيارات لاشخاص سوريين، ثم تَرفع الى مرجعية امنية كبيرة في الحزب لاتخاذ الاجراء المناسب ضد الهدف.
ويكشف مصدر امني محلي وجود شبكة أمنية خطرة لحزب الله تمسك بشبكة الطرقات البقاعية وبالتحديد منها مشاريع القاع – شتورة، والمصنع – شتورة – ضهر البيدر – بيروت، وشتورة – قب الياس – عين التين في البقاع الغربي. ويشير الى انها تعتمد على شبكة كاميرات ثابتة، وضعت في امكنة متفرقة في المنطقة، مستفيدة من بعض مؤسسات ومحال تجارية على علاقة مباشرة بالحزب، وشبكة كاميرات مراقبة ثانية، انما متنقلة!
اذاُ، وبعد شبكته الارضية للاتصالات، صار للحزب “شبكة مراقبة بالفيديو” تضخ معلوماتها عن حال الطرقات لحظة بلحظة، وتتابع رصد هدفها في طول البقاع وعرضه. وعليه، بامكان اللبنانيين الاطمئنان الى امنهم الشخصي والاجتماعي، والمفاخرة بدويلة حزب الله ذات السيادة المطلقة ارضيا وفضائيا! وبامكانهم ايضا تلمس كيف تكون سياسة “النأي بالنفس” بشان الازمة السورية!
آخر ابداعات امن حزب الله وشبكته أمس رصدُ متطوعين لبنانيين ساعدوا بنقل اربعة جرحى سوريين اصيبوا في المعارك العنيفة التي تشهدها مدينة “القصير” السورية، وتمكنوا من ايصالهم عبر “الصليب الأحمر” الى مستشفى في بعلبك . يقول المتطوعون أنهم شعروا بالمراقبة منذ اللحظة الاولى التي بلغ فيها المصابون الاربعة الاراضي اللبنانية في مشاريع القاع ويؤكدون: “تعرضنا الى “مطاردة ناعمة” الهدف منها ايصال رسالة بان حزب الله على علم بكل نشاط او حركة تجري في المنطقة باسرها”.
القصة لم تنتهِ هنا. اذ ان امن حزب الله كان بانتظار الجرحى الاربعة على باب مستشفى “دار الامل الجامعي” قبيل وصولهم اليه، وهو حصل على المعلومات الخاصة بهم من ادارة المستشفى بعيد اجراء الاسعافات الاولية لهم.
المتطوعين، وعبر اتصالات بمنظمات صحية عالمية، تمكنوا بعد ضهر اليوم من نقل الجرحى الى مستشفى اكثر أمنا في البقاع الاوسط لمتابعة العلاج. وذكرت معلومات اخرى انه جرى توزيعهم على مستشفيات بين البقاع وبيروت!
هذه الحادثة ليست الاولى، اذ سبقها ممارسات أكثر سوءاً منذ اندلاع الثورة السورية، ومعظمها يتعلق يمتابعة وتعقب الجرحى والبحث عنهم ومعرفة هوياتهم. وهي تطرح الكثير من علامات الاستفهام عن دور مجموعات “شبكة المراقبة” آنفة الذكر، وعن تتمة برنامجها المقرر في ضوء تطور الاوضاع الامنية في سوريا، واشتداد المعارك بين الجيشين الحر والاسدي ,وتداعياته اللبنانية.