أثار انتشار عناصرمسلحة وملثمة من حزب الله في محلة برج البراجنة في العاصمة اللبنانية بيروت، استنكار واستهجان اللبنانيين! وخرجت التأويلات بين محذر من هذا الظهور، وتوقيته وتزامنه مع عودة الرئيس الحريري من زيارة ناجحة الى المملكة العربية السعودية. ومنها من ربط الانتشار المسلح بالاجتماع الامني الذي عقد في القصر الجمهوري قبل يوم من انتشار الملثمين، لافهام المعنيين من قادة امنيين ان الامر في لبنان مرجعه ضاحية بيروت الجنوبية حيث مقرات حزب الله.
المعلومات تشير ان الانتشار العسكري للملثمين لا يدخل في اي من السياقات السابقة، بل هو تعبير عن أزمة حزب الله مع ما يسمى “بيئته الحاضنة”، وجملة التناقضات التي يعيشها الحزب الإيراني، هذه الايام.
وتضيف ان الحزب وجد نفسه مرغما على نشر عناصره لمطاردة تجار المخدرات، حيث تباع حبوب الكبتاغون، وما هو اخطر منها ويعرف باسم “سلفيا” وهو نوع من حبوب المنشطات والهلوسة، على قارعة الطريق، خصوصا في حي برج البراجنة، الذي يقطنه ابناء العشائر البقاعية، والتي يعمل العديد من ابنائها في تصنيع وزراعة وبيع المخدرات!
وتشير المعلومات الى ان الحزب الذي يسهل ويؤمن الغطاء الامني لتجار المخدرات ليستفيد من العائدات المالية، لا يرغب في ان تنتشر هذه الآفة في مجتمعه وبيئته الحاضنة، وحيث الوازع الديني لا يشكل عاملا منافسا للكسب المالي الوفير. فقد انتشرت آفة المخدرات في صفوف شباب الضاحية بطريقة لم يشهدها لبنان من قبل.
ولأن المنطقة تعج بأبناء العشائر، خشي الحزب من نشرعناصره سافري الوجوه فيتم التعرف اليهم، وينتقم منهم أبناء العشائر لاحقا ولذلك انتشر العناصروهم يغطون وجوههم.
وتضيف المعلومات ان الحزب المأزوم ماليا، خصوصا بعد توقيف وزير ماليته قاسم تاج الدين، يبحث من عن موارد مالية في مقدمها عائدات الاتجار بالمخدرات، وهو تاليا لا يستطيع وقف التجار، ولا يقبل بالسماح للاجهزة الامنية اللبنانية بتوقيفهم في مناطق نفوذه، ولا يستطيع في القوت نفسه ان يمنع هؤلاء من بيع المخدرات للشبان اللبنانيين عموما والشيعة خصوصا.
مراقبون في بيروت اعتبروا ان البيئة الحاضنة للحزب بدأت بالخروج على طاعته، وإذا كان الاتجار بالممنوعات هو اول مظاهر هذا الخروج وفشل الدعوات الدينية لمنع الشباب من تعاطي المخدرات، فإن تفاقم الازمة المالية للحزب سيضعه حتما في مواجهة اعم مع بيئته عاجلا ام آجلا.