إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
الجنرال وصهره صادرا الاحتفال في دُوما!!
كان من أساليب وزير الدعاية النازي، “غوبلز”، افتعال المناسبات وإغراقها بالشائعات، من اجل إثبات الحضور، وتوجيه رسائل سواء للراي العام، او للمناصرين، او للخصوم.
بعد ان طوى النسيان من آل على نفسه ان يكون آخر رئيس للجمهورية اللبنانية، يَفتعلُ صهره رئيس التيار العوني، النائب جبران باسيل، المناسبة تلو المناسبة، خصوصا في قضاء البترون، مسقط رأس باسيل، ليوجه رسائله السياسية المفتعلة، التي ليست سوى هيمنة على القضاء بقوة الدعاية والاعلان و”البروباغندا” على طريقة غوبلز.
بعد الاغنية الشهيرة التي نصبه فيها احد اتباعه “ريّس” على البترون، جاءت مناسبة إفتتاح “سوق دُوما” الاثري الذي تم ترميمه بفضل هِبَة من امارة قطر بمبلغ مليون دولار أميركي، عملَ باسيل على “دَحش” جمعية “بترونيات” التابعة له لتتولى الاشراف على صرف الهبة. علماً ان في “دُوما“ بلدية ناشطة تقوم بمهامها على أكمل وجه. كذلك، ايضاً، مناسبة الاحتفال بفوز “دُوما“ بجائزة “اجمل المدن السياحية العالمية“ لتشتغل الدعاية الباسيلية لتضع يدها على الانجازين، حتى لو اضطرت للإستعانة بـ“الجنرال الهرم“ وحرمه، لتأمين المزيد من الحشود المهووسة برؤية الجنرال.
يوم امس، كانت المناسبة التي عملت بلدية “دُوما“ على التحضير لها بما امكنها بالتعاون مع وزارة السياحة التي ساعدت في تسهيل إيصال ملف “دُوما“ الى اللجنة الدولية للجائزة وأمّنت للبلدية كل التسهيلات اللازمة، كذلك الدعوات لحضور الاحتفال بالمناسبتين، حيث شارك اكثر من خمسة عشر سفيرا أجنبيا، إضافة الى عدد من الوزراء، وأهالي البلدة والجوار.
وكانت المناسبة لتكون هادئة ومنظمة ومرتبة، لولا ان جبران باسيل أراد الإفادة منها، حيث تولت ماكينته الدعائية الدعوة للاحتشاد في دُوما. فحضر العونيون على مستوياتهم المختلفة، مسؤولين ومناصرين، وساد هرج ومرج، لدى وصول الجنرال وزوجته، الى ساحة الاحتفال، حيث عمد مرافقوه إلى تطويقه، ومنع احد من الاقتراب منه الا من سمح له باسيل بالاقتراب للسلام على الجنرال.
وعند الوصول الى مدخل السوق حيث يفترض ان يقص الشريط رئيس البلدية مع السفير القطري كونه يمثل الجهة المانحة، والامين العام للامم المتحدة لشؤون السياحة العالمية، ضرب مرافقو الجنرال وباسيل طوقا امنيا ومنعوا احدا من الاقتراب من الشريط. إضافة الى العونيين “المستوردين من خارج البلدة”، حيث لجأ هؤلاء الى التجمع حول الجنرال. ما تسبب بفوضى بروتوكولية، أدت الى تشرذم الوفد الديبلوماسي، حتى ان امين عام الامم المتحدة لشؤون السياحة العالمية، تخلّف عن الوصول الى ساحة الاحتفال، ما دفع بوزير السياحة الى إرسال مرافقيه للبحث عنه.
وبسبب الغوغاء التي افتعلها انصار الجنرال وصهره، لم يستطع رئيس البلدية ولا السفير القطري، من بلوغ الشريط الموضوع عند مدخل السوق، لقصّه إعلانا لفتح السوق. فما كان من باسيل إلا أن تأبط ذراع الجنرال وقصوا الشريط معا، غير آبهين بمشاعر اهالي دوما ولا بالذين اشتغلوا وتطوعوا من اجل بلدتهم.
هذه الامر اثار استغراب الحضور، إذ ما علاقة الجنرال بكل هذه المناسبة ليفتتح سوقا اثريا لم يكن له يد لا في ترميمه ولا في ايصاله الى العالمية!
اثارت الاستغرابَ ايضا طريقةُ جلوس الحضور، حيث احتل العونيون المقاعد الامامية الاربعة بحجة تأمين الحماية للجنرال، واصطف خلفهم ممثلو الهيئات الرسمية من رؤساء بلديات ومخاتير ورسميين يشاركون في الاحتفال!
ولأن الجنرال هرم، وفور وصوله، طلب صهره من وزير السياحة تغيير برنامج الاحتفال، والغاء 70% من الجولة السياحية للسفراء والزوار والتي تشمل السوق القديم والمعالم التراثية المحاذية له. وهذا ما تسبب بحدوث هرج ومرج بين الحضور، لان الجنرال لا يتحمل جسديا القيام بهذه الجولة. كما طلب صهره باسيل، تقديم موعد الغداءا التكريمي الى ما قبل الساعة الثالثة، ليصبح فورا بعد الانتهاء من القاء الكلمات، ما أثار حفيظة المنظمين والحضور على حد سواء إذ أن المنطقة التي أعدت للغداء كانت لا تزال تحت حرارة الشمس الساطعة، ومع ذلك افتتح باسيل وعمه الغداء قبل موعده، لان الجنرال أصيب بالجوع، وعلى الحضور الباقي ان يلحق معدة الجنرال الخاوية، ما تسبب بهرج ومرج في الساحة، لا فرق، المهم ان لا يجوع الجنرال!!
مراقب من بعيد تساءل عن الحال التي وصل اليها التيار العوني، ورئيسه باسيل، الذي لم يتوانَ عن الهيمنة على تعب البلدية لاكثر من ستة أشهر، وجهد فريق العمل من ابناء البلدة الذي تطوع للعمل على تحضير ملف الجائزة الدولية، فضلا عن تمنين البلدة بهبة مقررة من إمارة قطر وليس من التيار العوني، وإحضار الجنرال الهرم الى البلدة، وكل المسؤولين في التيار العوني للإيحاء بأن المناسبة عونية بامتياز، علما ان لا دخل للتيار بالمناسبتين.
اساليب “غوبلز”نفسها! ألم يرحب باسيل بنائب البترون عن حزب القوات اللبنانية “غياث يزبك”، في مؤتمر اتحاد البلديات، قائلاً “أهلا بك في البترون“؟ مع ان يزبك تفوق على باسيل بأكثر من 3500 صوت انتخابي في الانتخابات الاخيرة. إلا أن الميغالومونيا العونية في رأس باسيل ترفض الاعتراف بالاخر وتريده إما تابعاً او خصماً.
فعلاً، للوقاحة عنوان.
What a jerk
مقال الشفاف ناقص. لم تذكروا أن عددا من عائلات دوما انسحبت من الإحتفال بسبب سلبطة باسيل وعون، وكان الحضور محدوداً.