تضاربت المعلومات بشأن قتل سمير القنطار في قرية جرمانا السورية، ففي حين تحدثت معلومات عن ان الطيران الاسرائيلي قصف الشقة التي يستعملها القنطار في بناء في جرمانا، أشارت معلومات أخرى الى ان القوات الاسرائيلية أطلقت صواريخ ذكية بعيدة المدى من العمق الاسرائيلي باتجاه جرمانا. وتزامناً، أصدر الجيش السوري الحر فيلما يعلن فيه تبنيه عملية قتل القنطار.
وفي معزل عن الجهة التي قتلت القنطار، كان لافتا حجم التضخيم الاعلامي، لدور القنطار في ما يسمى “المقاومة”، خصوصا ان مسيرته في صفوف حزب الله، ليست بحجم من سبقوه، كما ان خبراته العسكرية تقارب الصفر قياساً بقياديين آخرين من الحزب.
سيرة القنطار الذاتية لا تفيد بأنه مقاوم من الطراز الاول. فهو كان فتيا حين أرسلته “جبهة التحريري الفلسطينية” في زورق مطاطي الى الشواطيء الاسرائيلية، لتنفيذ عملية في الاراضي الفلسطينية المحتلة. ووصل القارب الذي حمل القنطار وعددا آخر من المقاتلين الى الشاطيء، حيث كان رواد الشاطيء يمارسون السباحة، ولا يوجد جنود او مؤسسات عسكرية إسرائيلية. فما كان من القنطار إلا أن التقط طفلة عمرها ثلاث سنوات وضربها بعقب الرشاش الذي كان يحمله فقتلها وهشم رأسها قبل ان يتم القاء القبض عليه، ويودع السجن ويحكم بالمؤبد لانه قاصر لم يكن قد بلغ السابعة عشرة من العمر.
امضى القنطار قرابة 28 عاما في السجون الاسرائيلي، وهناك درس وتخرّج حاملا إجازة جامعية، وتزوج من سيدة فلسطينية تدعى كفاح الكيال تعاطفت معه بعد ان أستحق لقب “عميد المعتقلين” في السجون الاسرائيلي، وبعد ان تبخرت الجهة التي أرسلته في عمليته العسكرية الى إسرائيل. فقتل قائد جبهة التحرير الفلسطينية المعروف بـ”ابو العباس” في العراق بعد إسقاط نظام حسين، في العام 2004.
أفرجت إسرائيل عن “القنطار” عام 2008، بعد عملية عسكرية قام بها حزب الله، وراء الخط الازرق، أي الفاصل الحدودي بين لبنان وإسرائيل، عام 2006، وأفضت الى تبادل للأسرى والمعتقلين بين الجانبين كان في مقدمهم سمير القنطار، الذي لم يكن قد تبقى سواه من اللبنانيين في سجون الاسرائيليين قبل العملية العسكرية. وهذا، إضافة الى نسيم نسر المواطن اللبناني واليهودي ايضا، والمطلوب ايضا للقضاء الاسرائيلي بتهمة العمالة لحزب الله، والذي فضل البقاء في إسرائيل على العودة الى لبنان بعد الافراج عنه. وكذلك علي غازي طالب الذي فُقد أثره، وأصر حزب الله على انه اسير لدى الجيش الاسرائيلي، هذا فضلا عن عدد آخر من الذين اسرهم الجيش الاسرائيلي اثناء الحرب عام 2006.
خرج القنطار الى الحرية، والتحق فورا بحزب الله، حيث تشيّع، وتزوج من لبنانية شيعية ايضا، تاركا خلفه في فلسطين زوجته كفاح كيال. ومنذ العام 2008 لم يعرف عن القنطار انه قائد فذ او مقاوم شرس كما يتم وصفه بعد قتله.
برز اسم القنطار من جديد بعد اندلاع الثورة السورية حيث استخدمه حزب الله لمساعدته على تجنيد مقاتلين دروز لصالح النظام السوري. فكان يتردد على مناطق الدروز مستغلا التسهيلات التي اعطاه اياه حزب الله والنظام السوري، من جهة، وسمعته كـ”عميد المعتقلين” في السجون الاسرائيلية ليمارس دوره في تجنيد الدروز الى جانب حزب الله ونظام الاسد.
مصادر مطلعة قالت إن تضخيم دور القنطار وحجمه بما يوازي قياديين كبار في الحزب، يهدف الى إعادة فتح ملف حرب “لو كنت أعلم” عام 2006، التي خاضها حزب الله للإفراج عن القنطار، وليبرر قيامه بحربه التدميرية، من ان للقنطار اهمية قصوى ادركها امين عام حزب الله فكان يستأهل تلك الحرب للافراج عنه لضرورات المقاومة.
تزامنا حصلت زوجة القنطار الفلسطينية كفاح الكيال على طلاقها منه بـ”الخلع”، وانتقدته بعد ان اصبحت اوراق الطلاق في حوزتها.
شاهد الرابط التالي:
وعلق ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على مقتل القنطار وتخليه عن وزجته الفلسطينية بالقول:
في مكيال “الكفاح”.. بلغ وزن “سمير” حسب قول “الكيّال”.. “قنطار” خيانة.