اذا بقينا على هذا الشكل ربما في يوم ما سيضع النظام العربي او النظام العالمي الجمهورية اللبنانية على لائحة الارهاب
المركزية- بين الحصار العربي الذي يُكبّل “حزب الله” على مستويات عدة، وبين الحرص على الهدوء “الهشّ” الذي تنعم به الساحة الداخلية، يترنّح لبنان حكومةً وشعباً على “حبال” محطات عدة يُخشى ما اذا سقط في واحدة منها لا سمح الله ان يذهب الى المجهول.
فبعد موقف وزير الخارجية جبران باسيل في الجامعة العربية والمؤتمر الاسلامي الذي آثار عاصفة من المواقف “المُنددة” متّهمة اياه بتغريب لبنان عروبته والذي على اساسه اوقفت السعودية مساعداتها العسكرية للجيش، جاء موقف وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق امس في اجتماع وزراء الداخلية العرب الذي تحفّظ فيه على الفقرة التي تُصنّف “حزب الله” منظمة ارهابية ليزيد “الطين بلّة” ويُدخل الساحة في “برج بابل” من المواقف الرافضة والمؤيّدة.
المطلوب من العرب بلورة خريطة طريق “تشاركية” لمواجهة النفوذ الايراني
منسق الامانة العامة لقوى “14 آذار” اذار النائب السابق فارس سعيد اشار عبر “المركزية” الى ان “سلوك “حزب الله” الداخلي في لبنان وفي سوريا واليمن والعراق وعلى مساحة العالم العربي ادّى الى توصيفه منظمة ارهابية من قبل الدول العربية، وهذا كان حدثاً مُنتظراً من قبلنا جميعاً نظراً لتورّط الحزب في القتال الدائر في سوريا ومن خلال بعض المجموعات التي كُتب عنها في وسائل اعلام عدة والتي نفّذت اعمالا ارهابية في الكويت والبحرين ومصر واليمن”.
اما بالنسبة لسلوك الدولة اللبنانية، فاعتبر سعيد ان “الحدود الفاصلة بين الجمهورية اللبنانية و”حزب الله” اصبحت وهمية، بمعنى ان الحزب يتحكّم بدوائر قرار الجمهورية اللبنانية، واذا بقينا على هذا الشكل ربما في يوم ما سيضع النظام العربي او النظام العالمي الجمهورية اللبنانية على لائحة الارهاب”.
ولفت رداً على سؤال الى ان “العنوان الذي يرفعه اهل الدولة “بحجّة شراء الاستقرار نؤمّن الغطاء لحزب الله” نتيجته لا استقرار وكشف رأس الجمهورية اللبنانية”، وقال “حزب الله” وضع الجمهورية اللبنانية امام خيار مُستحيل، فالدفاع عنه يُدخل الجمهورية اللبنانية في ازمة علاقة مع العالم العربي ومواجهته قد تُدخل لبنان في عملية عنفية، وبالتالي اصبحت الجمهورية اللبنانية مُلغاة امام قرار حزب الله”، ويكتفي اللبنانيون بالمراكز والكراسي والمواقع اما السلطة فهي بيد “حزب الله”.
وشدد سعيد على ان “المطلوب من العالم العربي ان يُبلور خريطة طريق واضحة نشارك فيها جميعنا كعرب لمواجهة النفوذ الايراني في المنطقة، لان “حزب الله” جزء منه، والا يقتصر الامر على مواجهة ايران بردود فعل، والمطلوب ايضاً من اللبنانيين التمسّك بالشرعية اللبنانية والعودة الى اعادة رسم الفاصل الواضح بين الجمهورية اللبنانية من جهة و”حزب الله” من جهة اخرى”.
ودعا سعيد الرئيس سعد الحريري ورئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع الى اعادة صياغة موقفيهما من ترشيح رئيس “تيار المردة” النائب سليمان فرنجية ورئيس تكتل “التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون لرئاسة الجمهورية، خصوصاً بعد ان اعلنا ان ولاءهما لـ”حزب الله” اهم من دعم رموز من “14 آذار” لترشيحيهما”.
وختم سعيد تأكيده ان “الوضع اللبناني على المستويين السياسي والامني ذاهب الى مزيد من التعقيد”.