الرأي العام الكردي سيحمّل حكومة كردستان مسؤولية اغتيال الصحفي الشاب سردشت عثمان (23 عاماً) الآن أكثر من أي وقت مضى. رواية إنتماء سردشت عثمان لـ”أنصار الإسلام” لا تقنع عائلة سردشت عثمان، ولا تقنع الرأي العام الكردي، ولا تقنع الأجهزة التافهة التي فبركتها! لم يكن ينقص الأجهزة الكردية سوى أن تتّهم.. العدو الصهيوني!
في الشرق الأوسط، الكلّ يعرف الدافع، والكلّ يعرف القتلة، والعدالة دائماً مفقودة!
في نظر الناس، سيظل سردشت عثمان، صاحب مقال “أنا أعشق بنت مسعود بارزاني“، شهيداً لحرية الصحافة الكردية. ومؤسف أن الأكراد الحاكمين يسيرون على خطى “إخوانهم العرب” في اغتيال الكلمة الحرّة!
*
البيان التالي من مرصد الحريات الصحفية في كردستان:
السليمانية 16 أيلول 2010
يعلن مركز ميترو، ممثل مرصد الحريات الصحفية في اقليم كردستان، ان نتائج اللجنة التحقيقية في ملف أغتيال الصحفي سردشت عثمان، غير مطمئنة، وان هذه النتائج تطرح أسئلة كثيرة بحاجة للاجابة عنها.. اضافة الا ان هذه النتائج التي تلمح الى احتمال ارتباط الصحفي الشاب المغدور بجماعة انصار الاسلام، هي موضع شك في مدى صدقيتها.
الصحفي سردشت عثمان البالغ من العمر 23 عاماً، قتل بعد ان اختطف من امام مبنى تابع لجامعة صلاح الدين بمدينة اربيل يوم 4 مايو من العام الجاري، وعثر على جثته وهي تحمل آثار إطلاقات نارية في الرأس بعد يوم من إختطافه بمدينة الموصل ، وكان عثمان يعمل مترجما في عدد من الصحف في الاقليم .
واعلنت اللجنة التحقيقية التي شكلتها حكومة الاقليم عن مسؤولية جماعة انصار الاسلام عن مقتل سردشت عثمان، لعدم تنفيذه لبعض المهام التي كلف بها من قبل هذه الجماعة، حسب ادعاء اللجنة التحقيقية.
وقالت اللجنة، ان” هشام محمود اسماعيل، وعمره 28 عاما، كوردي القومية، ومن سكنة مدينة الموصل، ويعمل في الحي الصناعي في مدينة بيجي، له يد في مقتل سردشت عثمان”. وتم اعتقاله لاحقا، واعترف بصلته بهذه الجريمة.
عائلة سردشت عثمان اعترضت على نتائج التحقيق ،وقالت اليوم في رسالة الكترونية وزعتها على وسائل الاعلام ، موقعة بأسم أخيه بكر عثمان،جاء فيها ” كل شخص عرف سردشت عن قرب، او كل من قرأ ما كتبه، او حتى من عرفه عن بعد، يمكن ان يدرك انه كان محبوبا في وسطه الاجتماعي، وانه كان انسانا مدنيا وعلمانيا. ولن يستطيعوا ان يلتقطوا حتى بالمنقاش، اي شيىء من حياته، يثبت ان هكذا شخص يمكن ان يؤمن بالافكار الارهابية، وان هذه التهمة بعيدة كل البعد عن الحقيقة.”
وكان مركز ميترو قد قام بزيارة عائلة عثمان بعد مقتله ، واطلع على مقتنياته ومن ضمنها مكتبته الخاصة، التي توضح انه كان معجبا بفكر الكتاب العلمانيين مثل شيركو بيكس، ئورهان باموك، نيكوس كازانزاكيس، سوهرابي سبهري، بختيارعلي، كابريل كارسيا ماركيز، فاروق رفيق، ديستوفسكي، اليكسندر باريكو وغيرهم.
ويعلن مركز ميترو ممثل مرصد الحريات الصحفية في اقليم كردستان، ان النتائج التي اعلنت عنها اللجنة التحقيقية غير مطمئنة، وبدلا من ان تعطي اجوبة على الاسئلة المطروحة، فأنها اضافت أسئلة اخرى، وان هذه النتائج التي تلمح الى ارتباط الصحفي الشاب بجماعة انصار الاسلام، هي موضع شك، ومنذ اليوم الاول للعثور على جثمان الشهيد، دعا المركز الى أجراء تحقيق شفاف في الحادث، ويكرر المركز مرة اخرى دعوته لاجراء التحقيق من جديد في هذه القضية.
“أنا أعشق بنت مسعود بارزاني”: الصحفي سردشت عثمان من قتله؟