تساءلت مصادر كتائبية عما إذا كان “حزب الله” قد ضغط على الوزير سجعان قزي للبقاء في الحكومة حتى لا تفرط..! وتذكّرت المصادر نفسها، الآن، علاقات الوزير سجعان قزي مع السيد وئام وهّاب المعروف بنشاطه على خط بيروت-دمشق! ومن جهة أخرى، نبّهت المصادر الكتائبية إلى ما يمكن للوزير أن يحقّقه “مالياً” من توقيعه على “معاملات وزارة العمل”! وهذا دون أن تنسى المصادر الكتائبية أن تقارن بين الوزير ألان حكيم “الذي كان بعضنا لا يعتبره كتائبياً كفاية، ولكنه التزم بقرار الحزب” والوزير سجعان قزي الذي صفّق للشيخ سامي الجميّل حينما أعلن استقالة وزيري الحزب، ثم عاد فأعلن استمراره في “تصريف البيزنس”! وهذا كله، علماً أن الوزير قزي محسوب على الشيخ أمين، الذي اختاره وزيراً قبل أن يسلّم قيادة الحزب لإبنه “سامي”.
وقد أشارت معلومات الى ان المكتب السياسي الكتائبي، في اجتماعه الذي قرر فيه فصل الوزير سجعان قزي من الحزب، تلقى اتصالا من الوزير اابلغ فيه المجتمعين انه على استعداد للاستقالة من الحكومة والانصياع لقرار المكتب السياسي، وتنفيذ ما يطلب منه حزبيا، سواء كوزير او كحزبي، وعدم التوجه الى مقر عمله في الوزارة، شرط ان يبقى محتفظا بـ”ختم الوزارة” ويقوم بتصريف الاعمال.
وتضيف المعلومات ان اتصال قزي كان السبب في حسم قرار الحزب في فصل قزي، خصوصا انه ليس هناك من تبرير لاحتفاظ الوزير بخاصية تصريف الاعمال، لان الحكومة وفور تشكيلها تعمل على تسمية وزراء بدائل من داخلها، لتصريف الاعمال في خال غياب اي وزير عن عمله لاي سبب. وتالياً، أثارت رغبة القزي بالاستمرار بتصريف الاعمال ريبة داخل المكتب السياسي الكتائبي، فبدا وكأن “وجع قلب” الوزير على المواطنيين وحرصه على تصريف اعمالهم، نابع من وجع قلبه على حاله، وليس على اصحاب الحاجات.
تفاهم جعج-عون يفتح “بولفار” للكتائب!
وتشير الى ان المكتب السياسي حسم قرار فصل قزي، الى غير رجعة، في ما يشبه قطيعة تامة مع الحكومة ومع قزي، تمهيدا للانطلاق نحو مرحلة سياسية جديدة، لا يكون فيها صوت القزي، ولا سلوكيات مجلس الوزراء، عبئا على الحزب.
وفي سياق متصل أشارت المعلومات الى ان قزي، الذي قال مؤخرا “انا الكتائب“، اثار ضجة لم تكن مفاجئة، خصوصا ان العديد من اعضاء المكتب السياسي كانوا يتوقعون موقفه الرافض للاستقالة، وانه تعمد إثارة المزيد من الضجيج للمساومة على تصريف الاعمال، مقابل موافقته على الاستقالة. إلا أن الوزير العتيد تفاجأ أيضا، بأن احدا لم يتصل به، ولم يستجدِ منه موقفا بامكان القزي المساومة عليه. فما كان منه الا ان استشعر ان كل مسرحياته وحملاته الاعلامية لن تمر في المكتب السياسي الكتائبي، فأعلن ساعات قبل فصله عن انه ليس في وارد الاشتباك مع المكتب السياسي ولا مع رئيس الحزب، ومع ذلك لم يصله الاتصال الموعود، فكان ان حاول استدراك قرار الفصل بابلاغ المكتب السياسي الانصياع للقرار الحزبي مشروطا، ولكن الفصل كان اسبق.
الى ذلك تشير المعلومات الى ان سجعان قزي لا يزاول اي عمل، منذ العام 1985، تاريخ مغادرته عمله إذاعة لبنان الحر، حيث كان يعرف بانه إعلامي ومدير للإذاعة، ومنذ ذلك التاريخ لم يعرف عن قزي انه زاول عملا او مهنة، وان قرار فصله من الكتائب، يشكل إنهاءا لمسيرته السياسية، والمهنية على حد سواء.