في مطلع تاريخ الجمهورية اللبنانية، بعد الإستقلال، كان “التمديد” هو “المشكلة”! وانفجرت تلك “المشكلة” في صورة “ثورة بيضاء” ضد التمديد للرئيس بشارة الخوري في العام ١٩٥٢، وانفجرت حرباً أهلية (مصغّرة!) في العام ١٩٥٨ لأنه أشيع أن الرئيس كميل شمعون كان يرغب في تجديد ولايته.
الآن، صار “التمديد” هو “الحل”! فسبحان مغيّر الأحوال!
في الماضي، كان “الجنرالات” يتقاعدون في بيوتهم. أصبح “الجنرالات” يتقاعدون في قصر بعبدا!
ربما يشرب اللبنانيون “هذه الكأس” هذه المرة أيضاً..! شرط أن يكون ميشال سليمان آخر “جنرال” يصل إلى قصر بعبدا!
الشفاف
*
خاص بـ”الشفاف”
أشارت معلومات خاصة من بيروت الى ان التمديد للرئيس الحالي ميشال سليمان اصبح بحكم الامر الواقع، خصوصا إذا نالت حكومة الرئيس سلام الثقة في وقت قريب، ربما خلال اسبوع من اول اجتماع تعقده اللجنة الوزارية المكلفة إعداد البيان الوزاري.
المعلومات أشارت الى ان الوضع العام في لبنان لا يسمح بإجراء إنتخابات رئاسية في الوقت الحالي، لاسباب عدة ابرزها ان المجلس النيابي ممدد له وتنتهي المهلة في شهر تشرين الثاني/نوفمبر من من العام الجاري، ما أن فإن الانتخابات الرئاسية، إذا حصلت، فإنها ستجري قبل اشهر قليلة من نهاية عمر المجلس الممدد.
وتشير المعلومات الى ضرورة إرجاء انتخابات الرئاسة الى ما بعد انتخاب مجلس نيابي جديد يعكس التوازنات والتفاهمات السياسية الجديدة السائدة في البلاد، وهذا المجلس سينتخب بدوره الرئيس الجديد.
وتضيف ان الرئيس ميشال سليمان يلقى في هذه المرحلة قبولا عربيا ودوليا استثنائيا، خصوصا في المملكة العربية السعودية. فهو اول رئيس لبناني،يقول في نهاية خطابه، بمناسبة الإعلان عن الهبة السعودية للجيش اللبناني، “عاشت المملكة العربية السعودية”! إضافة الى العلاقة المتينة التي تربطه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، عراب صفقة تسليح الجيش اللبناني.
وتشير الى ان الولايات المتحدة لا تمانع الإبقاء على الستاتيكو الحالي في لبنان، في حال نجحت الحكومة الحالية في إرساء الحد الادنى من الاستقرار في إنتظار جلاء صورة الوضع في سوريا.
وتقول المعلومات أن امام الرئيس سليمان استكمال مهمة تسليح الجيش اللبناني، وإكمال العقد الممول سعوديا من فرنسا، والعمل على تفعيل “إعلان بعبدا” وتكريس نهج “النأي بالنفس”.
وتضيف انه لن يكون في مقدور القوى السياسية المحلية الاعتراض على التمديد للرئيس سليمان، خصوصا ان قوى 14 آذار تعتبر ان مواقف الرئيس في الفترة الاخيرة تصب في خانة التلاقي مع مواقفها، وان حزب الله يمكن ان يوافق على التمديد، بعد ان تجّرع كأس الحكومة الحالية، بـ”صقور” 14 آذار، من اللواء ريفي الى النائب نهاد المشنوق الى النائب بطرس حرب وسواهم.
وتشير المعلومات الى انه لن يكون صعبا تمرير تعديل دستوري لمرة واحدة من أجل التمديد للرئيس سليمان مدة سنة ونصف السنة، او 3 سنوات، يتم خلالها الاتفاق على قانون انتخابي جديد، وإجراء إنتخابات نيابية، وحكومة جديدة، تعكس نتيجة الانتخابات. ومن بعدها يصار الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية.