مرة جديدة يلوح أمل مزيف باقتراب لبنان من منعطف قد يفضي الى تغيير في حال الجمود القاتل. يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى “حوار”. يا للأمل الذي تنضح به هذه الدعوة. لكن بري هذه المرة أرفق دعوته بتلميح مفاده أنّ ثمّة في المنطقة ما يتحرك ويدفع باتجاه إمكان إحداث ثغرة ما. يلوح بري بجزرة وهمية. السوريون في صدد مباشرة مفاوضات مع إسرائيل، وعليكم أيها الغالبية النيابية أن تستفيدوا من هذا الاختراق لتوظيفه في قضية انتخاب رئيس للجمهورية. زيف في موازاة زيف الكلام عن مفاوضات فعلية مع إسرائيل.
سورية وعلى قدر حاجتها إلى خطوة تؤجّل الحصار الدولي الزاحف إليها، ما زالت تستشعر بالسلام خطرًا فعليًا تفوق مخاطره ما سيحدثه الحصار الدولي. ما زال البقاء في منطقة اللاحرب واللاسلم ضمانة النظام الفعلية في سورية. وبهذا المعنى تبدو دعوة بري إلى حوار يفضي إلى حلّ الأزمة في لبنان دعوة للقبض على الهواء، وإعطاء فرصة للأطراف المختنقة في المعارضة لكي تلتقط بعض أنفاس تساعدها على تقطيع الوقت الطويل الذي ينتظرنا وسط هذا الفراغ.
قد يقول قائل إن دخول الأتراك على خط الوساطة بين سورية وإسرائيل علامة على جدية الرغبة السورية. قد يكون هذا الافتراض صحيحًا، ولكنّ السوريين يراهنون أيضًا على قدرتهم على تمديد أمد الخطوات التمهيدية لفترات قد تطول سنوات، وفي هذا الوقت يحاولون توظيف “تنازلهم” الوهمي في ملفات أخرى وليس العكس. وبهذا المعنى، من المفترض أن ينتظروا في لبنان مكاسب لا تنازلات.
بري يجيد التماهي مع تقنيات قتل الوقت السورية الصنع. ففي مقابل وهم المفاوضة السوري، ابتكر بري وهم الحوار. إنه الوسيلة لتمضية بعض الوقت بعيدًا من التساؤل حول سر إقفاله المجلس النيابي. إنها حرفته التي ما عادت تخطئها العين، وفي إمكان الجنرال ميشال عون أن يستفيد من زيف الدعوة إلى الحوار، فالأخير محاصر بمخاوف المسيحيين من مساهمته في تعطيل الانتخابات، والحوار المزعوم قد يعطيه فرصة لالتقاط أنفاسه.
إنها المراوحة وقد احترفها قادة المعارضة في مواجهة أسئلة كثيرة تحاصرهم. وهي نوع من المراوحة بين الحل وغيابه، تمامًا مثلما هي الدعوة السورية إلى المفاوضات مع إسرائيل، رغبة في البقاء في المسافة بين الحرب والسلم.
الأرجح أنّ السلم في الحالة السورية تهديد فعلي للنظام الذي علّق مجتمعه ودوره في وظيفة حرب لن يخوضها. الأمر نفسه ينسحب على المعارضة اللبنانية، فلنتخيّل مثلاً ما سيؤول إليه مستقبل الجنرال عون في حال أُنجزت عملية انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً للجمهورية. مستقبل تكتّله، كما مصير قاعدته. أو لنتخيّل الأسئلة التي ستحاصر “حزب الله” إذا انفكّت الأزمة في لبنان.
ولكن في المقابل ليس تفجّر الوضع الداخلي هو الوضع الذي يناسب هذه المعارضة. ميشال عون سيكون ضحية أولى لهذا الانفجار، و”حزب الله” لن يتمكن من تحمّل أعبائه.
إذاً الإقامة في منطقة بين الحل وبين الانفجار هي الوضع الأنسب. ألا يشبه ذلك الإقامة السورية بين الحرب والسلم؟ على هذا النحو نستسقي الدروس من حلفائنا. فهيّا إلى الحوار.
الحياة
زيف الدعوة الى الحوار النظام الايراني المليشي الارهابي قادم لحروب طائقية قذرة كما في العراق لا يحتاج اللبنانيون ولا السوريون ولا العراقون ولا الفلسطينيون الى جهد كبير ليعرفوا من هو المجرم الحقيقي النظامين الايراني والسوري المصدرين والداعمين للمليشيات والقتل والإرهاب، ولن ترتاح لبنان ولا العراق ولا المنطقة ولا العالم الا بتغيير النظامين الايراني المليشي والسوري الارهابي المخابراتي المصدرين والداعمين للمليشيات والقتل والإرهاب نظام المقايضة سورية البارعة في استخدام الاوراق الصغيرة واللعب بها، خصوصاً اذا كانت الساحة المعنية، وهي هنا لبنان والعراق وفلسطين ، مهيئة ذاتياً ولا تحتاج الى جهد كبير لتأليب العصبيات والطوائف والمذاهب والعائلات، وتمتاز بثغرات سياسية وأمنية يسهل… قراءة المزيد ..