“زحلة” نموذجاً: تحالف عون- جعجع مهتز “بلدياً”، و”القوات” الخاسر الأول

0

أخفق تحالف “أوعا خيك”، في التعبير عن تحالفه الفوقي على مستوى قواعده الحزبية، وهذا في أول استحقاق انتخابي أراده التحالف “تسونامي” يطيح المستقلين المسيحيين، ومن وصفهم أركان التحالف بـ “أعيان القرن السابع عشر”.

التحالف بين القواتيين والعونيين، يواجه اكثر من مأزق، خصوصا في إقناع العونيين في اكثر من مدينة وبلدة وقرية، بالائتلاف مع القواتيين، والاقتراع لهم بلديا وإختياريا.

 

مصادر في التيار العوني تقول إن “حجم التيار الانتخابي يفوق حجم القوات منفردة من دون قوى 14 آذار (سابقاً)، وتاليا سوف تستفيد القوات من قواعد التيار لتضاعف حجمها الانتخابي، وتضع نفسها في مستوى التيار العوني شعبيا، وهذا ما لن نقبل به، مهما حاولت قيادة التيار ثنينا عن مواجهة القوات، خصوصا ان جمهور قوى 14 آذار وقواعدها انفض عن القوات! وهو يعمل على مواجهتها انتخابيا، وهذا يمثل الفرصة السانحة للانقضاض على القواتيين وإلحاقهم بالتيار العوني، خلافا لاعتقاد قيادة القوات انها تستطيع الحاق التيار العوني بها بعد تبنيها ترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة”!

رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف مع الرئيس سعد الحريري

رئيسة الكتلة الشعبية ميريام سكاف مع الرئيس سعد الحريري

زحلة

المعلومات تشير الى ان محاولات التحالف في “زحلة”، انتخابيا، بين القوات والعونيين والكتائب مع المرشح اسعد زغيب، لمواجهة لائحة “ألكتلة الشعبية”، باءت بالفشل نتيجة الشروط التعجيزية التي وضعها النائب السابق العوني سليم عون، وهي تمثيل العونيين بخمسة اعضاء في المجلس البلدي، على ان يكون نائب الرئيس من بينهم، هذا فضلا عن ان عون لم يقطع وعودا نهائية بالتصويت لمصلحة مرشحي القوات، معربا عن امنيته بان لا تضم اللائحة مرشحين من القوات!

مصادر زحليه قالت إن النائب نقولا فتوش، بعد خلافه مع قوى 14 آذار،  نسج تحالفا غير معلن مع قيادات التيار العوني في زحله، ونشأت على خلفية هذا التحالف شبكة مصالح، على قاعدة مواجهة القوات وقوى 14 آذار، وآل سكاف، استنادا الى شعبية التيار العوني في المدينة.

وبناء على هذا التحالف عمدت قيادات التيار الرافضة لورقة النوايا مع القوات إلى وضع شروط تعجيزية امام إئتلاف زحلة، تمهيدا للخروج منه، وهذا ما كان. فالتحق التيار العوني بالنائب نقولا فتوش، ليشكلوا لائحة ثالثة، في مواجهة لائحة رئيس البلدية السابق أسعد زغيب المتحالف مع القوات والكتائب وعائلات من المدينة، ولائحة “الكتلة الشعبية” المدعومة من ارملة النائب الراحل جوزف سكاف، وتيار المستقبل.

في جونيه الوضع ليس بافضل حال، فالمرشح العوني، جوان حبيش وبإيعاز من الجنرال شامل روكز، رفض حتى مبدأ التحالف مع القوات، وأصر على تشكيل لائحة من العونيين، وأفشل جميع محاولات التوافق التي سعى اليها رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمة افرام، ما خلق واقعا جديدا دفع بالقوات الى الانسحاب من المعركة الانتخابية وترك الحرية لانصارها للتصويت لمن يرونه مناسبا.

في جبيل تحالفت القوات مع رئيس البلدية الحالي زياد حواط، وتركت أمر التفاوض مع العونيين له. فكان ان اصر حواط على إبعاد السياسة عن البلدية وحصر التمثيل السياسي برجال الانماء، من هذا الحزب او ذاك، وان لا تكون بلدية جبيل بلديات متعددة. وحتى الساعة نجح الحواط بيسر في تشكيل لائحته في حين يتخبط التيار العوني في تشكيل لائحة منافسة، قد لا تبصر النور، بعد ان رضيت القوات بحصتها مع حواط.

في البترون، أوكلت القوات امرها للوزير جبران باسيل، وحتى الان لم يحدد باسيل الحجم التمثيلي الذي سيعطيه للقوات، في المجلس البلدي.

الحضور العوني في بلدية الحدت، والذي يفوق حضور القوات، دفع بالعونيين الى رفض تقاسم المجلس البلدي مع القوات.

وفي الشوف وعاليه، تفردت القوات باتفاق مع رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط، على المجالس البلدية في القرى المختلطة بين المسيحيين والدروز، وتركت العونيين ليواجهوا مصيرهم وحدهم، في حين ان النائب جورج عدوان اعلن عن التحالف مع العونيين في عاصمة الأمراء دير القمر في مواجهة اللائحة المدعومة من النائب دوري شمعون. وكذلك في قضاء زغرتا الزاوية، اوكلت القوات امر التفاوض باسمها لرئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، الذي نجح في مسعاه بين الوزير سليمان فرنجيه، ورئيس حزب القوات، في تجنيب معظم بلدات زغرتا الزاوية معارك انتخابية، وتم اقتسام المجالس البلدية مع القوات، من دون الاخذ في اي تمثيل للتيار العوني.

ومن الطبيعي ايضا ان لا يتمثل التيار العوني في مجلس بلدية بشري، إذ لا يسجل اي حضور يذكر للتيار العوني في بشري.

ما تم استعراضه سابقا ينسحب على معظم القرى والبلدات المسيحية حيث الحضور العوني- القواتي، ما يطرح اكثر من علامة استفهام عن جدوى ورقة النوايا بين الحزب والتيار، وما إذا كانت فعلا نوايا صادقة، ام انها لتمرير مرحلة سياسية باقل الخسائر، أم ان تحالف النوايا، لم يأخذ وقته في الوصول الى القواعد الحزبية التي تتمرد على قياداتها.

وما يتضح اليوم ان القوات، هي الخاسر الأول من ورقة النوايا فهي خسرت المستقلين وبيوتات الاعيان من القرن السابع عشر، وقوى 14 آذار، ولم تستطع الفوز بقلوب العونيين.

اترك رد

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
Share.

اكتشاف المزيد من Middle East Transparent

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading