وسط “حفلة الجنون” التي توحي بها “المعلومات” التي ينشرها “الشفاف” آدناه، ونضيف إليها معلومات بأن السيد سمير جعجع رفض اليوم القدوم إلى باريس للإجتماع بسعد الحريري، فمن حق المواطن اللبناني أن يتساءل عن الأسباب “الجوهرية” التي تحصر مرشحي الرئاسة بـ”الأربعة” الذين سمّاهم البطريرك الراعي: جععج، وفرنجية، وعون، وأمين الجميل؟ وما هي “العلّة” التي تنتقص من “مارونية” هنري حلو، أو دوري شمعون، أو كارلوس إده، أو سمير فرنجية، أو صلاح حنين…؟ والمعذرة من “غير الأربعة” الذين لم نذكر أسماءهم!!
الشفاف
*
سادت البلبلة الحياة السياسية اللبنانية بعد الاعلان عن لقاء جمع رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بالنائب سليمان فرنجيه في باريس وسط مبادرات افتتحها امين عام حزب الله للتسوية في لبنان، مستّتبعة بحركة سياسية للنائب وليد جنبلاط، من اجل إيجاد مخرج للشغور الرئاسي.
مصادر سياسية في بيروت اشارت الى ان من المبكر الحكم على نتائج لقاء الحريري-فرنجية. فأسباب الخلاف بين الرجلين اكبر من قدرتهما على استيعابها في لقاء واحد. خصوصا ان علاقة فرنجية الرئيس الشهيد كانت تمر عبر بوابة دمشق، ولم تكن بافضل حال. كما ان فرنجية كان يشغل منصب وزير الداخلية يوم اغتيل الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو يتحمل مسؤولية معنوية وأخلاقية عن الجريمة النكراء. كما ان مجاهرة فرنجية بـ”أخوّته” للرئيس السوري بشار الاسد، ليست عاملا مشجعا للسير بترشيحه رئيسا للجمهورية، أقله من قبل الطرف السياسي الاكثر تضررا مما يحلو لفرنجيه بتسميته منذ دخوله عالم السياسة بـ”الخط”، الممانع والمقاوم.
وتشير المصادر الى ان اللقاء، قد يندرج في إطار السياسية السعودية المستجدة والتي وجهت دعوة لعبد الرحيم مراد، نظير النائب فرنجيه في علاقته بنظام الاسد، للقاء المسؤولين السعوديين، ولاحقا ستوجه دعوة للرئيس نجيب ميقاتي للغاية نفسها، ما يضع لقاء فرنجيه-الحريري في إطار سياسة كيدية سعودية، في اقل اعتبار.
وتضيف المصادر ان اللقاء أصاب اكثر من عصفور بحجر واحد، فهو جاء ولو عن غير قصد ربما، رسالة الى حزب القوات اللبنانية، الحليف المسيحي الابرز لتيار المستقبل، بعد مناوشات جلسة تشريع الضرورة، وقبلها تبني القوات ما يسمى “مشروع القانون الارثوذكسي”. فجاء اللقاء كرد على انكفاء القوات السياسي الى الداخل المسيحي، من دون التخلي عن اولوية تحالف قوى 14 آذار، ولكن من مقاربة جديدة.
وجاء اللقاء أيضا، حسب ما تشير المصادر، صفعة للجنرال عون، ومحاولة لشق صفوف قوى 8 آذار، إذ ان عون وفرنجيه متفقان على ان الرئاسة لعون اولا، ولفرنجيه ثانيا إذا حالت ظروف دون بلوغ عون مبتغاه، فيكون فرنجيه إستمرارا لـ”الخط” نفسه، والربح مشترك.
ولكن، الكل يدرك ان عون لن يتخلى عن ترشيحه للرئاسة وان حزب الله يستطيع ان يرغم الجنرال على ابتلاع الكثير من مطالبه من ترقيات الضباط وعدم تعيين صهره قائدا للجيش وصولا الى تعطيل الحكومة وإرغام عون وكتلته على المشاركة في جلسة التشريع، ولكن ما لا يستطيعه الحزب هو إطلاق رصاصة الرحمة على الجنرال عون بإيصال فرنجيه الى بعبدا، فهذا يمثل نهاية مشروع الجنرال ورئيس التيار الوزير جبران باسيل.
وتضيف المصادر ان ما يشاع عن ان اتفاق الحريري-فرنجيه، يتضمن السير بقانون الستين لاجراء الانتخابات، على ان يتولى الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة، مشروع فتنة مسيحية، لن يقبل به لا التيار العوني ولا حزب القوات، وهو سيعني حتما تقاربا اكثر بين عون والقوات، وصولا الى تبروء عون من ورقة التفاهم مع حزب الله، ووضع آليات مواجهة تحاكي “مخايل الضاهر او الفوضى”.
وفي سياق متصل أشارت المصادر الى ان اللقاء يهدف الى حشر الحليف المسيحي الابرز، الدكتور سمير جعجع من اجل دفعه للقبول بالنائب والوزير السابق جان عبيد رئيسا للجمهورية، خصوصا ان جعجع يملك حق الفيتو ولكن ليس الى ما لا نهاية. وتاليا إذا كانت قوى 14 آذار، تبنت ترشيح جعجع، اولا، ورفضت ترشيح عون ثانيا، وهي سترفض ترشيح فرنجيه ثالثا، فلا مزيد من البطاقات الحمراء في يد الدكتور جعجع ليرفض ترشيح عبيد، الذي يشاع انه مرشح المملكة العربية السعودية، والذي يعتبره حزب القوات الوجه الآخر للنائب فرنجيه، واستمرارا لنهج الرئيس الاسد في لبنان.
وتحذر المصادر من إحرج القوات لاخراجها نهائيا من قوى 14 آذار، فيعمد جعجع الى قلب الطاولة على رؤوس الجميع ويعلن تبني ترشيح الجنرال عون للرئاسة، فيضع الجميع امام الحائط المسدود.
فحزب الله لن يستطيع إزاء هذا الامر الاستمرار في تعطيل انتخابات الرئاسة.
وتيار المستقبل سيجد نفسه امام اختبار صدقيته، وهو الذي قال للجنرال عون “نحن لا نمانع انتخابك رئيسا، على ان تتفق مع الاطراف المسيحيين في قوى آذار”، فهذا الاتفاق أنجز، وها هي القوات تتبنى ترشيح الجنرال، فلا مبرر للمستقبل كي لا يشارك في انتخاب عون، وعندها اين يصبح اتفاق الحريري-فرنجيه؟.
وبذلك يرمي جعجع الطابة في ملاعب الاخرين من عون الى المستقبل الى حزب الله، ويحتفظ ببطاقته الحمراء لمرحلة لاحقة وبالنسبة له، وصول عون الى الرئاسة ارحم بكثير من وصول فرنجيه.
فهل يفعلها جعجع؟