رسالة 14
عدد -14 –
19 نيسان 2010
أولاً – استكمالاً لـ”رسالة 14″ ليوم أمس حول تصعيد “حزب الله” وفريق 8 آذار لـ”المحرّم” والممنوع
1. تصريح نبيه بري إلى جريدة “السفير” الصادرة اليوم:
• في هذا التصريح تهديد صريح بأن الجدوى من الحوار الوطني تتلاشى، وبأن مصير هذا الحوار في خطر.
• أي تهديد وتلويح بـ”إنهاء” الحوار الوطني.. أو إخضاعه لشروط هذا الفريق (الشروط التي تتلخص بالتسليم من جانب 14 آذار بما يطرحون).
• ويصل بري إلى هذا التهديد على خلفية اعتباره أن ثمة تسريباً حصل لمداخلته في الاجتماع الأخير لهيئة الحوار الخميس الماضي.
• وأن هذا التسريب يناقض ما تم الاتفاق عليه لجهة عدم التسريب الإعلامي.
• وهو كان في التصريح نفسه، يدافع عن اضطراره لتسريب تسجيل صوتي لمداخلته رداً على تسريبات أخرى!.
• معلناً – لـ”السفير” – أنه حصل على التسجيل الصوتي من رئاسة الجمهورية بدعوى الاحتفاظ بنسخة من المداخلة لأنها لم تكن مكتوبة بل شفهية.
2. حقيقة الأمر من وجهة نظر “14 آذار” هي الآتي:
• إن التهديد بـ”إلغاء” الحوار ليسَ رداً شكلياً على أمر شكلي.
• أي أنه ليس تهديداً “بسبب” تسريب وتسريب مضاد.
• إن التهديد يندرج في سياق الضغوط على الحوار، الضغوط على مضمونه، من أجل الانتهاء من رفضنا الفصل بين الإستراتيجية الدفاعية وبين “سلاح حزب الله”.
• أي إن التهديد “يستغل” التسريب لتعميم موقف “قمعي” و”ترهيبي” على الحوار نفسه.
• غير أن له سبباً سياسياً آخر.
• فإذا كان بري سرّب جزءاً من التسجيل الصوتي لمداخلته رداً على ما تسرب من مداخلته، فهو يرد على ما نشرته “النهار” في عددها أول من أمس السبت عن تلك المداخلة.
• وفي ما نشرته “النهار” عن مداخلة بري أنه كان مرناً في جلسة الحوار من زاويتين. تركيزه على التنسيق بين الجيش و”المقاومة” من منطلق تأكيده أن الجيش غير قادر وحده على التصدي لإسرائيل و”المقاومة” غير قادرة وحدها أيضاً.
وإبداؤه الاستعداد للبحث والحوار بشأن ترتيبات تفضي إلى معالجة موضوع الخلاف وإلى تبديد المخاوف.
• في هذه الحالة، يكون بري شعر بالإحراج جراء ما نشر في “النهار”، ومن إمكان الحديث عن “تميز” بينه وبين “حزب الله”.
• فآثر الهجوم بالاتجاه الآخر.
3. إن هذا التراكم في “التحريم” والتهديد يستدعي:
• تجميع كل “المحرمات” التي يحاول الفريق الآخر فرضها.
• ربطها ببعضها جميعاً لتظهير المشروع الذي يسعى الفريق الآخر إلى تكريسه في شتى المجالات.
• كشفُه إعلامياً.
• إبراز البُعد الديموقراطي – الدستوري لنضالنا.
• بما هو في جانب رئيسي منه نضال دفاعاً عن الحريات وعن الدستور وعن المؤسسات.. وعن الدولة.
4. وتأسف “رسالة 14” لأن تلفت النظر إلى حديث رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط في جريدة “الأنباء”، نظراً إلى ما تضمنه هذا الحديث.
• ردّ على مروان حمادة من دون أن يسميه لجهة كلام حمادة في “ندوة 14” أول من أمس السبت عن “أزمة حريات”.
تهديد بأن ما سماه ثوابت (ومن ضمنها سحب السلاح من التداول، والمقاومة) إن لم يتم التسليم بها سيقود ذلك إلى “الطعن بكل اتفاق الطائف(..)”.
• لغة تخوينية في حديثه عن تزامن التركيز على السلاح مع إثارة إسرائيل موضوع “السكود”.
• لغة ماضويّة في استعادته 1958 و17 أيار.
ثانياً – لبنان في الإطار الإقليمي
1. بشان التوتر بين المجتمع الدولي وإيران:
• ملاحظة تصعيد إيران لـ”استعراضاتها” السياسية والعسكرية في الأيام الماضية.
• فيما تحمى تباعاً مسألة العقوبات على إيران بتوافق دولي.
• عقوبات تتضمن حصاراً بحرياً شديداً أشارت إليه وسائل الإعلام.
• أما التقرير الذي أعده وزير الدفاع الأميركي روبرت غيتس حول ما سمي فشل سياسة مواجهة النووي الإيراني، فقد حملت الصحف الصادرة اليوم إيضاحات من واشنطن تفيد أن غيتس يقترح خطوطاً لمواجهة النووي.
2. بشان التوتر مع سوريا و”حزب الله”:
• على خلفية الكلام عن تسليم سوريا صواريخ “سكود” إلى “حزب الله”.
• وفي هذا الإطار ما ذكرته صحيفة “الصاندي تايمز” البريطانية أمس عن رسالة إسرائيلية وصلت إلى سوريا تهددها باستهدافها عسكرياً بشكل “فوري” وبما يعيدها إلى “العصر الحجري” إن انطلق صاروخ من “حزب الله” على إسرائيل.
• إشارة سياسية إسرائيلية إلى شمول سوريا بالحرب.
• لكن تهديد علّه يردع سوريا عن الانخراط في الحرب.
• ويحصل هذا التوتر فيما يواصل “حزب الله” نفيه امتلاك “السكود” لأسباب تقنية (يقول إنها لا تنفعه) وتأكيده أن إسرائيل لن تقدم على حرب. (فهل يبادر هو إليها؟).
3. في هذه الأجواء من التوتر الإقليمي، يُسجل الآتي:
• لبنان على خط هذا التوتر مباشرة.
• وهناك “حماوة” ميدانية في حدود دنيا جنوباً.
• ولا يمكن الركون إلى نظريات استبعاد الحرب.
• في وقت يقود أي تحليل منطقي للمعطيات إلى تقدير أن الخطر داهم بالفعل (فعل إسرائيلي أو فعل إيراني).
• خلال الشهور الثلاثة المقبلة.
• وذلك فيما يُنتظر أن يصدر في الساعات المقبلة تقرير الأمين العام للأمم المتحدة بشأن القرار 1559، الذي يفترض أن يناقشه مجلس الأمن نهاية نيسان الجاري.
ثالثاً – في ما يتصل بالعلاقات اللبنانية – السورية
1. زيارة الوفد الإداري إلى دمشق اليوم وما يتعلق بالاتفاقيات:
• نرحب بهذه الزيارة التي تمهد لزيارة رئيس الحكومة سعد الحريري في وقت لاحق للتوقيع على اتفاقيات معدّلة وأخرى جديدة.
• ونتضامن – 14 آذار – مع الرئيس الحريري في إدارته لملف العلاقات اللبنانية السورية من دولة إلى دولة.
• على اننا نسجل، من أجل المقاربة في توقيت مناسب.
• أن الاتفاقية الأمنية بين لبنان وسوريا يجب أن تُلغى، لاسيما بعدم وجود جيش سوري ومخابراته في لبنان.
• فسوريا التي لا تزال إلى اليوم تستحضر “اتفاق القاهرة” الملغى منذ 23 عاماً لدى حديثها عن القواعد الفلسطينية خارج المخيمات، لا يجوز أن تبقى أمامها اتفاقية تسوّغ لها أموراً معينة.
• أما “المعاهدة” فتحتاج إلى المجلس النيابي لإلغائها بأكثرية “موصوفة”.
2. توازياً، من حقنا أن نلاحظ استمرار الحرتقة السورية على 14 آذار وعلى الحكومة:
• التسريبات والتهديدات الإعلامية التي تركز تارة على “تيار المستقبل” وتارة على الرئيس فؤاد السنيورة ودائماً على “القوات” ورئيسها سمير جعجع (مقال التهديد من نصري الصايغ في “السفير” اليوم أو رسالة التهديد التي ينقلها إلى جعجع).
• التحركات بمسمّى مطلبية اعتباراً من هذا الأسبوع، وأبرزها الخميس 22 الجاري للسائقين وسط تهديد بإغلاق البلد من أقصاه إلى أقصاه.
غداً، جوانب داخلية رئيسية وعناوين 14 آذارية
رسالة 14 (عدد 13): دينامية عمل سياسي عنوانه الحريات حماية للبنان