ليس في سوريا “معتقلو رأي”. يوجد في سوريا “سجناء قضائيون”، بالتعبير “البعثي”، وبالألوف أو عشرات الألوف أو مئات الألوف، لا أحد يعرف بالضبط. معارضون ومنشقّون من الموقعين على إعلان دمشق- بيروت أو إعلان دمشق. . .وليبراليون وشيوعيون وإخوان مسلمون، وأصوليون من خارج الإخوان، وأكراد. و”يوجد” في سوريا “مفقودون”، لا أحد يعرف عددهم بالضبط لأنهم “مفقودون” (وفي هذه الفئة يدخل بضع مئات من اللبنانيين والأردنيين والعراقيين وحتى السعوديين واليمنيين).
كما يوجد في سوريا فئة الذين “لم تتمّ إحالتهم إلى المحاكمة بعد”. وضمن هؤلاء، حسب علمنا، صديقنا الكاتب “فراس سعد”، الذي انقطعت أخباره منذ 3 سنوات
ويوجد في سوريا “محرومون من الحقوق المدنية”، وأعداد هؤلاء قد تكون بالألوف أو بعشرات الألوف، لا أحد يدري بالضبط!
وفي سوريا، أيضاً، “ممنوعون من السفر”، وهؤلاء أيضاً لا يعرف أحد عددهم بالضبط.
وأخيراً، يوجد في سوريا شعب من حوالي 20 مليون إنسان محروم من حقوق السياسية، ومن كرامته، منذ أن قرّر ضابط مغامر أن ينقض على السلطة المدنية وأن يورّث “البلاد” لأبنائه.
والسؤال هو: إذا كان أركان نظام “ولاية الفقيه” قد تضعضعت لأن عشرات الألوف من الإيرانيين خرجوا إلى الشوارع لمدة أسبوع، فكم “ساعة” سيصمد نظام البعث حينما سيخرج السوريون إلى الشارع بدورهم ليهتفوا “مرگ بر ديكتاتور”؟
(لأن “المجال لا يتّسع” حتى لعرض صور معارضي الرأي البارزين، فقد اخترنا صورة لـ”السجّان” أثناء زيارة قام بها لـ”صديقه” الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي. خلف “الديكتاتور” رئيس مصر حسني مبارك، و”العدو الصهيوني” أولمرت).
“الشفّاف”
*
رسالة من معتقلي الرأي في سجن دمشق المركزي في عدرا
إلى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان
28يونيو 2009
في البدء نود أن نطمئن أهلنا وأحبتنا وشركاء دربنا وكل المهتمين بقضية التغيير الديمقراطي في سوريا أن معنوياتنا عالية وقناعتنا ثابتة وتمسكنا بأهدافنا لا يتزعزع، وصحتنا نحاول جهدنا رغم سوء الخدمات الصحية في السجن، المحافظة عليها والاعتناء بها من خلال النظافة واختيار الأطعمة المناسبة وممارسة تمارين رياضية.
ظروف السجن:
أما ظروف السجن فتنطوي على تناقضات حادة، فمن جهة رفضت إدارة السجن اعتبارنا سجناء سياسيين، سجناء رأي، قائلة بأن ليس لديها سجناء سياسيين وإنما سجناء قضائيين، ولكنها من جهة ثانية، تعاملنا كسجناء سياسيين حيث رفضت جمعنا في جناح واحد وغرفة واحدة، مع أن المعمول به في السجن أن كل جرم له جناح خاص، وبما أن “جرمنا” واحد فيجب أن نكون في جناح واحد، وقد وزعتنا على الأجنحة ومنعت اجتماع من هم في نفس الجناح في غرفة واحدة، وقيدت تحركنا داخل السجن بالمراقبة حيث يرافقنا شرطي عند تحركنا إذا توجهنا للطبابة أو الحلاقة أو إلى شباك الزيارات أو إلى شباك المحامين، ورتبت لقائنا مع أهلنا ومحامونا بحيث يتم بحضور ضابط يسمع حديثنا ويراقب سلوكنا ثم ينظم تقريرا يرفع إلى رئيس فرع السجن ومن ثم إلى أجهزة المخابرات الحريصة على معرفة ما يدور بيننا وبين أهلنا ومحامونا وهذا يطرح مجددا قضية هيمنة المخابرات على الحياة الوطنية في سوريا إلى درجة حضور عناصر مخابرات جلسة تحقيق في الغرفة التي أجراها معنا قاضي الجنايات الأولى في دمشق والتي تتم قانونا بحضور القاضي والمتهم والمحامي فقط.
الرقابة على الزيارات:
وقد أثارت إجراءات إدارة السجن حرج أسرنا كثيرا حيث للحديث مع الأهل حميمية وخصوصية لا يمكن أن تقال بحضور رجل غريب فما بالك برقيب ضابط سجن مكلف بالمراقبة وتقديم تقرير مما سمع ورأى مما اضطر أسرنا إلى عدم التحدث بقضايا شخصية وعائلية خوفا من استغلالها من قبل أجهزة المخابرات ضد أولادنا وأسرنا أو للضغط علينا مع أنها ذات أهمية كبيرة لحياتنا الأسرية والفردية. ويزداد الطين بلة عندما يكون الزائر المحامي الذي يريد في أحيان كثيرة مناقشة بعض أمور الدعوى معنا مما نريده أن يبقى بيننا وبينه. وقد حدث أن حصلت مشادات كلامية بين أكثر من سجين منا مع أحد الضباط نتيجة حرصه على سماع كل همسة، هذا الضابط يعاني من عقدة اضطهاد وحولها إلى سادية فجة ضد السجناء.
إجراءات تعسفية وفساد:
هذا التناقض الرئيس في وضعنا في السجن أما التناقضات الأخرى فكثيرة وإن تكن أقل أهمية بالنسبة لنا، حيث مثلاً، يسمح للسجناء بشراء مواد غذائية، لحوم وخضار وفواكه، يضطر السجين الذي يملك المال لشرائها نظرا لسوء الأغذية التي يقدمها السجن وعدم كفايتها، ولكن يمنع عن السجناء امتلاك سكاكين أو ملاعق معدنية مع أن هذه المواد لا يمكن أن تطبخ دون استخدام هذه الأدوات، وهذا خلق سوق سوداء في السجن تباع فيها بعض اللوازم الممنوعة (سكاكين ، ملاعق معدنية، مرايا، شفرات حلاقة,,,) بعشرة أضعاف ثمنها، وهذا يثير أسئلة حول منطقية هذه الإجراءات من جهة وحول كيفية دخول هذه الممنوعات من جهة أخرى إلى السجن وبيعها بهذه الطريقة والجهة التي تقف وراء كل ذلك؟!
لكن هذا لم يحل هذا التناقض لأن شراء هذه الأدوات من السوق السوداء يحل مشكلة ويخلق مشكلة حيث يواجه السجين مشكلة إخفاء هذه الأدوات لأن إدارة السجن تقوم بحملات تفتيش (كتيبة بلغة السجن) تقوم خلال الحملة بنثر حوائج السجناء، الطعام فوق الثياب والكل على الأرض وتصادر ما تجده من الممنوعات وتعاقب من تجدها بحوزته بزجه في منفردة لمدة عشرة أيام.
جمعية رعاية السجناء وأسرهم والتي تبيع المواد الغذائية بالإضافة إلى الألبسة ومواد التنظيف والمعلبات، بدورها لا توفر السجناء، حيث تبيعهم أصناف درجة ثانية بأسعار سياحية ، لكن ومع كل هذه المصاعب فإن إيماننا بصحة موقفنا السياسي وبضرورة التضحية من أجل أهدافنا ومصالح شعبنا سهل علينا الوضع وجعل هذه المصاعب في دائرة المحمول.
تمضية الوقت
الوقت يمر ببطء، فسجن دمشق المركزي (عدرا) معاقب منذ 25-1-2007 إثر شغب (استعصاء بلغة السجن) قام به عدد محدود من السجناء (حوالي 70 سجينا) ، حيث قامت إدارة السجن بمعاقبة السجن بأكمله (حوالي 7000سجين) بالحد من فترات الخروج من الغرف، حيث قررت إبقاء السجناء في الغرف لمدة 20 ساعة في اليوم والسماح لهم بمغادرتها مدة أربع ساعات (9-11صباحا، 15-17 مساء) وكانت قبل ذلك 12 ساعة في اليوم.
وحظرت استخدام السكاكين والملاعق المعدنية والكؤوس الزجاجية وشفرات الحلاقة والمرايا والراديوهات وفرضت الحلاقة والاستحمام في صالون السجن وحمامه حيث حددت لكل جناح يوم واحد في الأسبوع (في الجناح بين 700-1000 سجين) يتعرض خلالها السجين للإذلال (الصفوف، السير الجماعي، الجلوس على الأرض بانتظار الدور، الحلاقة السريعة، الاستحمام خلال خمسة دقائق..الخ)، والسير بمحاذاة الجدار عند التوجه إلى شبك الزيارات أو شبك المحامين.
إدارة السجن تتعامل مع السجناء على قاعدة الإذلال والترهيب وتحطيم المعنويات ، لقد حولت السجن إلى معتقل أو فرع مخابرات ، فأصناف التعذيب كلها موجودة، من منفردات ودولاب وشبح وبساط..الخ، ناهيك عن تكديس السجناء في الغرف حيث تضع في الغرفة بين 60-90 سجين بينما في كل غرفة 32 سريرا، ينام معظمهم على الأرض، فالسجن هنا ليس للإصلاح ومساعدة السجين للتخلص من أخطائه وتقديم المساعدة والتدريب وإعادة التأهيل وتقديم استشارات قانونية.
كما حددت إدارة السجن عمل المكتبة (في السجن مكتبة كبيرة وغنية بالكتب المنوعة والثمنية) بإعارة الكتب بمعدل كتاب واحد في الأسبوع، لمن تمنحه بطاقة خاصة بذلك، وقد طلبنا إذنا باستعارة الكتب من المكتبة فرفضت إدارة السجن طلبنا رغم أننا كررنا مرارا كما رفضت طلباتنا بإدخال لوازم شخصية ومواد غذائية نحتاجها والحصول على مذياع نتابع من خلاله ما يدور في بلادنا والعالم ونستمع إلى الأغاني التي نحب وهذا جعل يومنا طويلاً خاصة ونحن موجودون في غرف مع سجناء جنائيين ومجرمين (قتلة ولوطيون ودعارة وسرقة وسلب بالقوة..) وأغلبهم أميين وليس لهم من هم إلا الخروج لاستكمال مشروع حياتهم السابقة ما جعل الفرصة بإقامة علاقات حميمة والدخول في أحاديث مفيدة معدومة، كما أن وجودنا مع هؤلاء أطلعنا على حجم الجريمة والفقر والتخلف الاجتماعي الذي تعيشه بلادنا والذي عمقته السياسات المتبعة وانتشار استخدام العنف والجريمة المنظمة والمخدرات وقد تحدثنا إلى عدد منهم لثنيهم عن سلوكهم الخاطئ وتغيير حياتهم لكن اعتراضهم عكس إحساسهم المرير بانسداد الأفق الذي أفرزته السياسات الرسمية والاقتصادية : الرشوة، المحسوبية، التمييز..الخ.
الخدمات الصحية:
الحقيقة الخدمات الصحية التي تقدم في السجن شكلية وسيئة ففي السجن عدد محدود من الأطباء ( لا يتجاوز أصابع اليد لـ 7000سجين) وقد خصص يوم لكل جناح وتتم المعاينة بسرعة بسبب العدد الضخم للجناح (بين 700-1000 سجين) وبسبب استهتار الأطباء بالسجناء الذين يتعاملون معهم باعتبارهم مجرمين ويستحقون ما يحصل لهم. وبعض تجاربنا الشخصية قد تفيد.
– يعاني المحامي أنور البني من التهاب المفاصل الرثوي، الذي نجم عن قلة الحركة وعن الرطوبة في شتاء سجن عدرا (يقع في منطقة صحراوية)، ونتيجة لتفشي المرض نجمت عنه كتل دهنية على الركبتين تضغط على العصب وتمنعه من الوقوف والسير بشكل طبيعي، الأمر الذي يستلزم إجراء عمل جراحي لإستئصالها، وهو الأمر الذي يرفضه الطرفان، إدارة السجن إمعاناً في تعذيب المحامي أنور البني (يصر مدير السجن على إبقائه على سرير علوي، طابق ثاني، رغم إداركه بعجزه عن الصعود إليه والهبوط منه)، ورفض شديد من المحامي البني خشية من تفاقم وضعه بعد العمل الجراحي، نتيجة لغياب النظافة والإفتقاد إلى الخدمات الصحية اللازمة، وكونه سيضطر للبقاء في جبيرة (جبس) مدة تفوق الشهر، يتساءل فيها عمن سقدم له الرعاية خلالها.
– يعاني الكاتب علي العبد الله من مشاكل في أذنه اليسرى بسبب إنثقاب غشاء الطبل، نتيجة لتعرضه للضرب في فرع مخابرات أمن الدولة، وقد طلب المعالجة غير مرة، وكان جواب الطبيب رئيس قسم الطبابة أن ليس في السجن اختصاص أذنيه وأن كل ما يستطيع تقديمه له هو أن ينصحه بوضع قطنة مبللة بالزيت في أذنه أثناء الاستحمام، وبعد قرابة العام بدأ العبد الله يشعر بتراجع السمع في هذه الأذن فأبلغ محاميه بذلك ولما شاع الخبر وبلغ الإعلام والمنظمات الحقوقية استدعاه طبيب السجن واحتج على عدم قدومه إليه للعلاج، فذكرت له ما حصل له مع رئيس قسم الطبابة فقال له أن لجنة طبية ستحضر السجن فيها طبيب أذنيه وسوف يعرض عليه وإن استدعى الأمر سيتم إرساله إلى مستشفى خارج السجن. منذئذ، وهذا الكلام كان يوم 20-10-2008 وإلى الآن لم تحضر اللجنة أو أنها حضرت ولم يعرض عليها العبد الله.
ومع ذلك، نحن صامدون ومتماسكون وهذا لا يمنع أن نجدد من خلالكم طلباتنا بالسماح لنا بزيارة أسرية دون رقيب أو رقابة وبالحصول على مذياع وعلى كتب وإدخال مواد غذائية بواسطة الأهل خلال الزيارة .
معتقلو الرأي في سجن عدرا
دمشق- حزيران 2009
إضافة من الشبكة العربية :
– يعاني النائب السابق الأستاذ رياض سيف من سرطان البروستات، وقد تفشى المرض في جسده لدرجة يتوجب معها نقله إلى المستشفى غير مرة، بل يتوجب إطلاق سراحه الفوري لأسباب صحية، ومع ذلك يتم التعاطي مع وضعه الصحي بدرجة كبيرة من الإستهتار، وكأنه مصاب بزكام عابر.فهو بحاجة لعناية خاصة، صور دورية وتحاليل كل اسبوعين، وطبعا يتم التعاطي مع موضوع مرضه بعقلية انتقامية، لدرجة تمنع عائلته في كثير من الاحيان من اثارة مخافوها على حياتها خوفا من منها من ايصال الدواء له.
– يعاني الدكتور كمال اللبواني من التهاب شديد في البروستات، وانتشر بشكل كبير إلى درجة أن تخوف الجميع أن يكون مرضه مشابهاً لحالة النائب السابق رياض سيف (سرطان البروستات)، وعانى الدكتور اللبواني من الافتقاد الى العناية الصحية الجيدة، ولو لم يكن طبيبا واخذ المبادرة لعلاج نفسه، لكانت حاله اليوم أسوأ بكثير مما هي عليه، هو حاليا بوضع افضل وياخذ ادويته وعلاجه بانتظام
هذا هو نص الرسالة التي أرسلها سجناء الرأي في سوريا ، المحتجزين في سجن عدرا
إلى الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان ، ننشرها كما هي دون أي تعديل ، وإن كنا قد أضفنا في نهايتها فقرتين عن سجيني الراي (رياض سيف وكمال اللبواني) حتى تكتمل الصورة
رسالة من “معتقلي الرأي” في بلد ليس فيه “معتقلو رأي”!عند عبورنا الحدود السورية من الاردن خيرنا السائق بين دفع خمسة دولارات او الانتظار لخمس ساعات , دس السائق الدولارات داخل جواز سفر واحد منا وناولها للموظف من الشباك فعادت مختومة في اقل من خمس دقائق ..الى الابد يا أسد! , عند مدخل سوق الحميدية افضل خدمة صرافة على الاطلاق, فالصراف يأتي لتلبية حاجتك ويقرأ احتياجاتك ويختصر عليك حتى السؤال .. الى الابد يا اسد! , بصراحة احنا داخلينها سياحة أكل وشرب, تسوق وبعض الصور التذكارية , سمعنا شوية حكي وشفنا شغلات ما بتسر , لكنا في “ضيافة” الجمهورية السورية وليس… قراءة المزيد ..