“حضرة الشيخ نصر الله،
بصدق أود ان تصلك كلماتي.
في الحقيقة، أنا لا أتدخل في العمليات العسكرية لكوني رجل دين، ولا أحب المهاترات، الا ان خطابك الاخير استفزني بشدة، وبخاصة اصابعك التي وجهتها إلينا مهدداً متوعداً، حيث لم نعهد ان احداً قد تجرأ عبر التاريخ وفعل ما انتم قد فعلتم.
وهنا أتساءل عما اذا كنت مدركاً لما تقوله وتحاول فعله، او انها لحظة غضب عابرة؟مع ان الحالتين تشكل كارثة. الاولى تعني عداء لشعب لا قدرة لك على ان تختبر قدرته اصلا. والثانية تعني انك تقود جماعة مسلحة بقرارات لا تتصف بالحكمة وهذه مصيبة.
حضرة الشيخ نصر الله،
إن سوريا ليست مملكة لحلفائك وشركائك ولا تحكم من قبل ملوك ولا سلاطين ولا أتباع أمراء، فهي لا تشبه لبنان ولا العراق وايران ولا حتى اسرائيل.
إن كنت تملك جيشا فهو لك، أو انك ملكت الطائرات والصواريخ والعتاد فهذا شأنك ولك، ولا علاقة لنا به.
إنك قادر على التحرك ضمن حدودك الصغيرة، ولكن، وهنا أشير بإصبعي اليك، وأقول لك لا تخطئ فنحن لسنا ممن تظن.
في الحقيقة انني متفاجئ بك، لأنني اعلم ان المشايخ في الطائفة الشيعية الكريمة هم علماء، أي دارسون للتاريخ ومطلعون على بعض من الحقائق، كون الحقيقة الكاملة هي لدى الله تعالى، والحقيقة تقول: إن سوريا ليست تحت سلطان سلطانك ولن تكون يوماً.
حضرة الشيخ نصر الله،
كونك شيخاً في طائفة كريمة، وجب علينا احترام مشيختك، وحيث انك دائما ترسل مشوراتك هنا وهناك،
والآن وجب علينا ان نشير عليكم ونقول لكم، وهنا أشير بإصبعي اليك ثانية، وأذكّرك وأنصحك لا تخطئ في حساباتك ولا تتجرأ على السوريين، اقول لك ذلك حفاظا عليك وعلى أتباعك، ولانني ارى انك غير عالم بحقيقة الامور بما يخص السوريين.
فالسوريون لا يختبؤون في الملاجئ كما يفعل الاسرائيليون، والسوريون لا يختطفون جثث جنود ويفاوضون عليهم …الخ.
سماحة الشيخ نصر الله،
أتمنى ان تكون رسالتي ومشورتي قد وصلت اليكم.
وفي الختام أود أن أكرر ما قاله السيد المسيح، وهنا أشير بإصبعي اليك ثالثة، يقول السيد المسيح: من كان له اذنان للسمع فليسمع.
متمنياً لكم حسن البصيرة”.