كتب وليد شقير في “الحياة”:
قالت مصادر ديبلوماسية غربية لـ «الحياة» إن الموفدين الأجانب الى بيروت، الأوروبيين والدوليين وآخرهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، يخرجون بانطباعين بعد استماعهم الى الفرقاء اللبنانيين في شأن الاستحقاق الرئاسي، وبعد أن يشددوا على وجوب إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها ومن دون تدخل خارجي.
الانطباع الأول هو أن قوى رئيسة في الأكثرية التي تتشكل من تحالف قوى 14 آذار، وفي المعارضة، تتجه الى انتخاب رئيس جديد للجمهورية قبل انتهاء مدة ولاية الرئيس إميل لحود، حتى لو لم يحصل إجماع على هذا الرئيس إذ قد يشهد لبنان فرزاً، يبقى محدوداً في إطار موضوع الاستحقاق الرئاسي في صفوف الفريقين، بين الحلفاء.
وأوضحت المصادر الديبلوماسية نفسها ان فريق الأمم المتحدة الذي رافق بان كي مون، وعدداً من الموفدين الآخرين الذين زاروا بيروت، لاحظوا من قيادات في الفريقين أنه حتى إذا انتُخب رئيس جديد للجمهورية فإن هذا لن يؤدي الى حل للأزمة السياسية، وأن عناوين ومشاكل هذه الأزمة وموضوعاتها ستُرحّل الى ما بعد تولي الرئيس الجديد مهماته، وستلقى على عاتق المرحلة التالية، من زاوية اختيار رئيس الحكومة، وتشكيل الحكومة وتوجهاتها السياسية.
رؤيتان متباعدتان للبنان
وأضافت المصادر عينها: «هناك تباعد بين الفرقاء حول مرحلة ما بعد الرئاسة ويشعر المرء بأن هناك رؤيتين مختلفتين تماماً حول لبنان المستقبل وعلاقاته بمحيطه وحول تطبيق القرارات الدولية التي يميل بعض الفرقاء الى تطبيقها وفق «لائحة الطعام الاختيارية» (a la carte) وليس وفق كل متكامل لكل قرار وخصوصاً القرار 1701. هذا فضلاً عن أن فريقاً يعتبر القرار 1559 قد نفذ في حال انتخاب رئيس فيما يعتبر فريق آخر أنه لا يمكن اعتباره قد نفذ طالما أن موضوع السلاح لم يحسم، حتى لو كان هذا الفريق يعتبر أنه يجب أن يخضع للحوار الداخلي ووفق آلية لبنانية».
ومن الدلالات الى أن الخلافات ستستمر بعد انتخاب الرئيس الجديد، وفق هذه المصادر، إشارة «حزب الله» مثلاً بعد لقاء وفده مع الأمين العام للأمم المتحدة وأثناء اللقاء مسألة الشراكة الوطنية في الحكومة. وهو ما أوضحته مصادر الحزب لـ «الحياة» حين سئلت عما إذا كان الحزب يريد أخذ التزام من الرئيس العتيد أو من قوى الأكثرية بأن تكون حصة المعارضة في الحكومة الثلث المعطل سلفاً، بالقول إن «المطلوب على الأقل هو التسليم بمبدأ الشراكة وبمبدأ تمثيل الأكثرية والمعارضة في الحكومة وفق حجم كل منهما، وهذا لا يتطلب الدخول في التفاصيل منذ الآن لأنها متروكة للمرحلة اللاحقة».
وزادت المصادر الديبلوماسية الغربية ان الاتجاه الى التوافق على رئيس جديد، هو الغالب نظراً الى أن قيادات كثيرة والبطريرك الماروني نصرالله صفير يخشون من أن يؤدي انتخاب رئيس بالنصف + 1 الى فراغ يتسبب بحرب أهلية لا يمكن لأحد التكهن بنتائجها المدمرة.
أما الانطباع الثاني الذي يتكوّن لدى كبار الموفدين الأجانب ومعاونيهم فهو أنه ليس مؤكداً ان مسعى التوافق سينجح. فعلى رغم اعتقاد المصادر الديبلوماسية نفسها أن رئيس المجلس النيابي نبيه بري حسن النية تجاه الاتفاق بينه وبين زعيم تيار «المستقبل» النائب سعد الحريري، وأنهما إذا تركا من دون تدخل خارجي يمكنهما التوصل الى اتفاق على الرئيس الجديد، لأن بري صادق في محاولة إخراج البلاد من خطر الفراغ، فإن الأمور قد لا تذهب في هذا الاتجاه.
وأضافت المصادر نفسها: «صحيح أن الوزير السابق سليمان فرنجية أبلغ الموفدين الأجانب، وآخرهم بان كي مون، أن سورية لا تتدخل في الانتخابات مخافة أن يشار اليها بالإصبع ويقال إنها تدخلت مرة أخرى وستحمل مسؤولية هذا التدخل، لكن الانطباعات من مواقف المعارضين هي أن وضع معايير غير قابلة للتحقيق على اختيار الرئيس العتيد، يعني الوصول الى 24 الجاري من دون الاتفاق على هذا الرئيس».
وأشارت المصادر الديبلوماسية الغربية نفسها الى ان «حزب الله» ومعارضين آخرين «أصروا على تفاهم مع العماد عون الذي يعتبر نفسه مرشحاً توافقياً، وإذا تعذر الاتفاق على اسمه، أن يُتفق معه ومع سائر القيادات المسيحية على اسم المرشح التوافقي البديل». وهذا في رأي المصادر نفسها مستحيل (إجماع المسيحيين على مرشح واحد) ما يعني أن هذا الشرط يحول دون النزول الى البرلمان للاقتراع.
ورأت المصادر أن هذا الشرط يبعد التهمة عن إيران وســـورية بأنهما منعتا التوافق، فضلاً عن أنه «إذا بقي العــــماد عون مصراً على ترشحه أو على مرشح يصـــعب التـــوافق عليه بين الأكثرية والمــــعارضة، سيكون الواجهة التي سيعتمد عليها المعارضون لرفض التوافق. لكن بري ســـيضطر مرغمــاً، بحـــسب المصادر عينها، الى دخول اللــــعبة هذه (إذا كان هذا ينسجم مع ما تريده دمشق وطهران ضمناً) ما سيؤدي الى تأجيل الانتخاب يوم الأربعاء، الى اليوم الذي يليه، وربما الى تجاوز تـــاريخ الـــمهلة الدستورية. وتخشى المــــصادر الديبلوماسية الغربية من أن يكون هدف بعض المعارضين دخول لعبة الوقت لتـــأجيل الانتخابات يوماً بيوم، في ظل فراغ رئاسي، لعل ذلك يسمح للمعارضة بتحسين شروطها ويســـمح لـــسورية وإيران من ورائها بالضغط للإتـــيان بشخصية صديقة أكثر من تلك التي وافقت عليها قيادات الأكثرية.
ومع نبأ تسلّم بري والحريري لائحة أسماء المرشحين، كي يختارا منها الاسم التوافقي من بين المرشحين التوافقيين، فإن وجود هذين الانطباعين لدى كبار زوار بيروت هو الذي يستدعي منهم الحذر والتحفظ في التفاؤل ومواصلة الضغط لتجنب الفراغ.
رئيس جديد مع ترحيل الأزمة أو فراغ ضاغطالنظامين الايراني والسوري لن يرتاحوا الا بتدمير المنطقة ولبنان وتهجير اهله ثم استعماره من قبل الملالي المتشددن والمافيات المخابراتية السورية. فالنتيجة معروفة مسبقا لان حزب (البعث شمولي مافيوي) أنتج أفراداً قمعوا ودمروا بنية المجتمع نتيجة رعونة ووحشية رأس النظام وحاشيته وجنون تأليه الفرد وعبادته. العالم العربي والاسلامي اصبح يولد فراعنه وديكتاتوريين بعد ان فقد رشده (الخلفاء الراشدين)وظاهرة الانقلابات العسكرية المافيوية هو اجبار المنطقة على الاستمرار في تحكم الفرد او الطائفة وليس المؤسسات المدنية ولهذا من السهل القضاء على هذه الامم لانها تتفسخ وتموت وقابلة للاستعار كما في العراق وجيرانها ثم ان اتاتورك في… قراءة المزيد ..