يصعب أن يزعم الرئيس حسن روحاني أنه فوجئ بوضع بلاده الإقتصادي والمالي! ففي أغسطس ٢٠١٣ أعلن نائبه إسحاق جهانجيري أنه سيتم خفض الميزانية المقبلة للبلاد من ٦٨ إلى ٤٥ مليار دولار. ولاحظ “الشفاف” في حينه أن ذلك قد يشكل “سابقة تاريخية، فلم نسمع سابقاً عن بلد يخفّض ميزانيته بنسبة الثلث دفعة واحدة!
ثم أن مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، أمير عبد اللهيان، صرّح يوم أمس بالذات، وفي معرض الحديث عن اليمن، بأن إيران باتت اليوم الأكثر
نفوذا في المنطقة، وأنها “تستخدم هذا النفوذ لضمان أمنها القومي ومصالحها القومية وأمن المنطقة.”
وإذا كانت “إمبراطوية الملات” في عزّ “نفرذها”، فما الذي دفع الرئيس روحاني إلى الإدلاء بتصريح يليق بـ”محمود أحمدي نجاد”؟ وما الذي دفعه لتوجيه تهديد صريح لدول الخليج العربي، وفي طليعتها المملكة العربية السعودية؟
هل يأتي تصريح حسن روحاني ردّاً على رفض السعودية مناقشة “أسعار النفط” في اجتماعات انعقدت بين البلدين في عُمان؟
وهل يشكّل تصريح روحاني “إعلان هزيمة” أمام “الحرس الثوري” الذي أعلن قادته قبل يومين أن المفاوضات النووية مع أميركا “لم تعزّز أمن إيران”؟
وثمة نقطة تلفت النظر: يقول السيد روحاني (أنظر أدناه) أنه، بفضل “الإقتصاد المقاوم”، “نتوقع بلوغ عوائد الصادرات غير النفطية للبلاد الى مليار دولار خلال العام الجاري”! ولم يقل الرئيس الإيراني أن مبلغ “المليار دولار” هذا لا يغطّي نفقات “النفوذ الإيراني” في سوريا والعراق وحدها! وهذا عدا نفقات “النفوذ الإيراني” في لبنان واليمن والبحرين والسودان وغيرها!
إمبراطورية “الملات” هشّة! وهذا يعني أنها في مأزق، وأن مأزقها قد يكون “الضوء الأخضر” لزيادة النشاطات التخريبية في دول الخليج. ولن تكون هذه المرة الأولى. فقد سبقتها “حرب ناقلات النفط” بين ١٩٨٦ و١٩٨٨!
الشفاف
*
روحاني : شعوب المنطقة سترد على مؤامرة خفض اسعار النفط
اكد رئيس الجمهورية حسن روحاني ان شعوب المنطقة سترد على مؤامرة خفض اسعار النفط , مشيرا الى تقليل الاعتماد على العوائد النفطية في موازنة العام الجديد.
وافادت وكالة مهر للانباء ان رئيس الجمهورية حسن روحاني اشار في بداية اجتماع مجلس الوزراء اليوم الاربعاء ، الى توجه الحشود الهائلة من الزوار الى مدينة كربلاء المقدسة لاحياء زيارة اربعينية الامام الحسين (ع) , داعيا جميع الاجهزة الحكومية والحدودية لوضع جميع امكانياتها تحت تصرف الزوار من اجل عودتهم بسلام الى ارض الوطن.
واوضح ان الاهتمام بثقافة عاشوراء لا يقتصر على المسلمين فقط بل ان العديد من اتباع الاديان الاخرى يولون احتراما خاصة ليوم عاشوراء والامام الحسين (ع).
وفي جانب آخر من كلمته اشار رئيس الجمهورية الى تدني اسعار النفط في الاسواق العالمية , وقال : ان خفض اسعار النفط الخام ليس موضوعا اقتصاديا بحتا وانما ناجم عن مؤامراة وخطة سياسية لبعض الدول.
وتابع قائلا : ان خفض اسعار النفط مؤامرة ضد شعوب المنطقة والمسلمين , بحيث يعود نفعها على بعض الدول فقط.
واوضح رئيس الجمهورية ان شعوب المنطقة لن تنسى مثل هذه المؤامرات وبعبارة اخرى خيانة العالم الاسلامي, مضيفا : من المؤكد ان الشعوب سترد على هذه المؤامرة وان الدول التي تقف وراء هذه المؤامرة يجب ان تعلم ان كراهيتها ستزداد في العالم الاسلامي.
واردف قائلا: ان على الشعب ان يطمئن بان الحكومة قادرة على ادارة شؤون البلاد بشكل جيد وباسعار النفط الحالية , وان خفض اسعاره سيزيد من عدم اعتماد موازنة البلاد على النفط.
ولفت روحاني الى موازنة العام الجديد تتضمن اعتمادا اقل على عوائد النفط , وقال : ان هذا الموضوع غير مسبوق مقارنة مع السنوات الماضية , وان تراجع اسعار النفط شكل فرصة لقطع اعتماد الموازنة على العوائد النفطية.
واكد رئيس الجمهورية على ضرورة تطبيق جميع بنود الاقتصاد المقاوم من قبل الاجهزة التنفيذية.
واشار رئيس الجمهورية الى موقع ايران الجيوسياسي وقدراتها العالية في مجال صادرات المنتجات غير النفطية وقال : توجد في البلاد امكانيات واسعة جدا في مجال الترانزيت بواسطة الطرق وسكك الحديد والمطارات ينبغي الاستفادة منها جيدا.
وتابع يقول : يجب العمل لتقليل اعتماد الموازنة على العوائد النفطية الى ادنى حد كي لا نعتمد على صادرات النفط الخام , ونتوقع بلوغ عوائد الصادرات غير النفطية للبلاد الى مليار دولار خلال العام الجاري.
“العقوبات” موجعة: روحاني يخفض ميزانية إيران من ٦٨ إلى ٤٥ مليار دولار!
ذعر في طهران، وروحاني مهدّداً: خفض سعر النفط “مؤامرة” والشعوب ستردّ!
قبل النطق باسم “شعوب المنطقة” لمن الأجدى للأستاذ روحاني السعي سريعاً لمباشرة إطعام شرائح متزايدة من شعبه تعاني من المجاعة.
أما في موضوع الكراهية، فلا أكره اليوم على شعوب المنطقة بما فيه الشعب الإيراني من طغمة ملالي المغاور والكهوف المتحكمة برقبته.
أما أيضاً بالنسبة لعاشوراء، فإن “طقوسها” الدموية والكثير يقولون البربرية لا تثير أي احترام لا بل إنها تثير الاشمئزاز من اللطم والشطب والجنازير والعويل والزعيق الحاقد (على مَن؟؟؟).
هكذا يا أستاذ روحاني، فإنك بالفعل وجينياً وُلِدت وفيك ثقافة البازار الشامل، كلاماً وتذاكياً وفعلاً. يا أستاذ حسن بازاري.