القاهرة ـ خاص:
ألقى الدكتور مصطفى السيد؛ أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا بالولايات المتحدة الأمريكية، والحاصل على قلادة العلوم الوطنية الأمريكية محاضرة بعنوان “القضاء على الخلايا السرطانية باستخدام مركبات الذهب”، وذلك بحضور نخبة من العلماء والباحثين، في إطار الاجتماع السنوي السادس لأكاديمية العلوم للدول النامية-المكتب الإقليمي العربي، الذي نظمه مركز الدراسات والبرامج الخاصة بمكتبة الإسكندرية أمس.
وفي كلمته، تحدث الدكتور مصطفى السيد عن أهمية علم “النانو تكنولوجي” وتطبيقاته على مستوى العالم، مشيراً إلى أن “النانو” هي تكنولوجيا تقوم على أشياء صغيرة ومتناهية الصغر، وتعتمد على خواص المواد، وأن أنظار العالم تتجه حاليًا نحو أبحاث هذا العلم لقدرته على إعطاء مواد جديدة لا عدد لها، عن طريق تغيير خواص مواد صغيرة. وأوضح أن الشعرة سمكها يساوي 50 ألف نانوميتر، مما يوضح مدى صغر هذه الجزيئات، حيث أن أي مادة يتم تصغير حجمها تختلف خواصها، ويمكنها أن تعطي مادة أخرى مختلفة عنها تماماً.
وأكد أن “النانو تكنولوجي” فتح مجال جديد للعلم وتطبيقاته، حيث أنه بدراسة المواد المختلفة وخواصها بتأني ودقة، يمكن الكشف عن خواص جديدة في حال تحويل هذه المواد إلى جزئيات النانو المتناهية الصغر، وبالتالي يمكن أن يكون لتلك الخواص الجديدة أهمية صحية، وصناعية، وتجارية، واقتصادية. وأضاف أن عام 2008 شهد إنتاج حوالي 610 منتج في 322 شركة في أكثر من 20 دولة، باستخدام “النانو تكنولوجي”.
وعن أبحاثه في مجال التكنولوجيا الدقيقة وتطبيقه لهذه التكنولوجيا باستخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان، قال السيد إن الذهب الذي يعتبر معدنا نفيسا تجاريًا، ليس له أي قيمة من الناحية الكيميائية، لأنه لا يتفاعل مع شيء، ويطلق عليه العلماء “العنصر الكسول”، ولكن حينما يتحول الذهب إلى جزيئات النانو يصبح لونه يميل إلى اللون الأخضر، وهذه الجزيئات الدقيقة من الذهب قادرة على أن تصل للخلايا السرطانية وتقضي عليها وتميتها وتمنع عملية الانقسام الخلوي لها وبالتالي تمنع تكاثرها.
وشرح العالم المصري كيفية تطبيق استخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان، حيث أن خلية السرطان تنتج بروتينات أكثر من الخلية العادية، والفكرة تكمن في وضع قطع الذهب لتتراكم على الخلايا السرطانية وتدخل فيها، وبمجرد تسليط الضوء عليها تصبح ظاهرة للطبيب المعالج، كما أنها تعمل على تركيز الأشعة الضوئية وكل الحرارة المتولدة عنها في تدمير الخلايا السرطانية وبالتالي القضاء على السرطان في الجسم.
وأكد أن أحدث ما توصل إليه من خلال أبحاثه في هذا المجال، هو امكانية استخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان بثلاثة طرق مختلفة: الأولى هي طريقة العلاج الضوئي الحراري، حيث تمتص الخلايا السرطانية الضوء الناتج عن مركبات الذهب، وتعمل الحرارة الناتجة من الضوء الممتص على قتل الخلايا السرطانية.
وأضاف أن الطريقة الثانية للعلاج تتم بربط جزيئات من العلاج الكيميائي مع جزيئات الذهب، وبالتالي يتم التخلص من الخلايا السرطانية بالعلاج الكيميائي، ولكن بأسلوب أسرع من طرق العلاج المعتادة.
أما الطريقة الثالثة والأخيرة فتتم باستخدام جزيئات متناهية الصغر من الذهب التي تقوم بمهاجمة نواة الخلايا السرطانية بشكل أسرع، وبالتالي تحويل خواص النواة وإضعاف عملية انفسام الخلية السرطانية، ومنع المرض من الانتشار.
وقال السيد إن أبحاث استخدام مركبات الذهب الدقيقة في علاج مرض السرطان تتزايد الآن بشكل كبير، وتم تطبيقها على خلايا سرطانية من حيوانات التجارب، مؤكدًا أن استخدام نفس الأساليب على الإنسان قد يتطلب بعض السنوات قبل تطبيقه، حيث يتم الآن في مراكز هيوستن بالولايات المتحدة الأمريكية بحث تطبيق العلاج على الأعضاء الخارجية للإنسان فقط، كالرقبة والحلق، وذلك لأن الأبحاث لا زالت جارية للتأكد من قدرة جسم الإنسان على التفاعل مع جزيئات الذهب، وضمان عدم حدوث أي مضاعفات، وإيجاد طرق لتخلص جسم الإنسان من جزيئات الذهب نهائيًا بعد أن تقوم بعملها في القضاء على الخلايا السرطانية.
وأشار إلى أن أهم مميزات استخدام “النانو تكنولوجي” في علاج مرض السرطان هي تجنب الجراحة ومخاطرها، وتخطي مشاكل العلاج الإشعاعي والكيميائي. وأوضح أن شخصا واحداً من كل أربعة أشخاص يموت بالإصابة بمرض السرطان سنويًا، حيث أن 23% من الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية يكون سببها مرض السرطان.
وفي الختام، أكد العالم المصري أن الفجوة العلمية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية ليست نتيجة الفجوة في قدرات العقول البشرية، بل هي مشكلة الاختلاف في الامكانيات المادية والتكنولوجية التي تساعد على القيام بالأبحاث العلمية، مشيرًا إلى أن الأطباء المصريين الذين يعملون في الولايات المتحدة الأمريكية يقومون بأبحاث علمية متطورة لتوافر امكانيات البحث، كما أنهم يتمتعون بقدرة هائلة على الإبداع في العلم لا يتمتع بها غيرهم.
يذكر أن الدكتور مصطفى السيد تخرج في كلية العلوم بجامعة عين شمس عام 1953، وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في عام 1954 للدراسة في فلوريدا. احتل الدكتور مصطفى السيد عدة مراكز أكاديمية منها: رئيس كرسي جوليوس براون بمعهد جورجيا للعلوم والتكنولوجيا، ورئيس مركز أطياف الليزر بذات المعهد، كما انتخب عضواً بالأكاديمية الوطنية للعلوم بالولايات المتحدة عام 1980، وقد تولى على مدى 24 عاماً رئاسة تحرير مجلة علوم الكيمياء الطبيعية، وهي من أهم المجلات العلمية في العالم.
حصد الدكتور مصطفى السيد عدة جوائز، منها: جائزة الملك فيصل العالمية للعلوم عام 1990، وزمالة أكاديمية علوم وفنون السينما الأمريكية، وقلادة العلوم الوطنية الأمريكية 2007 ، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى في 28 يناير 2009م. ويتمتع العالم المصري مصطفى السيد بعضوية الجمعية الأمريكية لعلوم الطبيعة، كما أنه عضو الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، وعضو أكاديمية العالم الثالث للعلوم.
إضاءة خلية سرطانية بمركّبات الذهب الدقيقة
د. مصطفى السيد: جزيئات الذهب النانونية تقضي على الخلايا السرطانية farouk_itani@live. إضغط على الصورة المتحركة: “قضيب ذهب” دقيق وأشار إلى أن أهم مميزات استخدام “النانو تكنولوجي” في علاج مرض السرطان هي تجنب الجراحة ومخاطرها، وتخطي مشاكل العلاج الإشعاعي والكيميائي. وأوضح أن شخصا واحداً من كل أربعة أشخاص يموت بالإصابة بمرض السرطان سنويًا، حيث أن 23% من الوفيات في الولايات المتحدة الأمريكية يكون سببها مرض السرطان. وفي الختام، أكد العالم المصري أن الفجوة العلمية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية ليست نتيجة الفجوة في قدرات العقول البشرية، بل هي مشكلة الاختلاف في الامكانيات المادية والتكنولوجية التي تساعد على القيام بالأبحاث العلمية، مشيرًا… قراءة المزيد ..
د. مصطفى السيد: جزيئات الذهب النانونية تقضي على الخلايا السرطانية
لو سمحتم انا عاوزة اعرف ازاي الدكتور مصطفى قدر يحصلل على النانو وهل ان الجسم يمتص الجزيئات ديه ولا لا ولم مامتصهاش ازاي تطلع من الجسم تاني
د. مصطفى السيد: جزيئات الذهب النانونية تقضي على الخلايا السرطانية فاروق عيتاني — farouk_itani@live.com منذ فترة ، تابعت موضوع النانو تكنولجي. والمواد النانوية هي المواد التي لا يزيد حجمها على 200 من مليون او مليار، لا أتذكر الان. وقد نشرت سلسلة عالم المعرفةالكويتية منذ اقل من سنة عددا عن النانو تكنولوجي.المهم في النانو، ليس استخدامتها الطبية _ وهي فتح جديد_ بل ايضا ما توفره من فرصة للشرق باللحاق بالعالم الغربي، دون المرور بالمرحلة الصناعية الثقيلة التسي لم ندخل فيها.ابحاث النانو في الشرق الاوسط، تاتي اسرائيل في طليعتها ثم ايران وبعدها تركيا ومصر. مصر متفوقة بالمصريين في الخارج. والدكتور موضوع المقالة… قراءة المزيد ..