لم أعد أذكر كيف “اقتحم” الدكتور عبدالله المدني صفحات “الشفاف”، وكيف أصبح “صديقاً” عزيزاً! الأرجح أنه أرسل مقالاً أول “بدون استئذان”، ثم صار يرسل مقالاته بصورة منتظمة، فأنتظرها صبيحة كل أحد، وأستغرب إذا تأخّر في إرسال مقاله الأسبوعي! مع الوقت، تعرّفت على “العزيز عبدالله” بالهاتف بعد الإيميل، واكتشفت فيه صفات خُلقية، وعلمية، وتواضعاً زادني إعجاباً بالشخص الذي يُعتّبَر “عالِم” الشؤون الآسيوية في الصحافة العربية. وبالنسبة لتواضعه، فلا بد من التنويه بأن “الشفاف” ظل يضع إسمه “عبدالله المدني” (بدون الـ”د. الشهيرة) حتى العام الماضي، فلم أسمع منه “تنبيهاً” لأنني أسقطت “دكترته”، ولم أسمع منه “شكراً” حينما أضفت الـ”د” إلى إسمه! ولم أسمع منه “عتاباً” حينما نسيت أحياناً قليلة جداً أن أنشر أحد مواضيعه.
والأهم من ذلك ربما أن “العزيز عبدالله المدني”، في المرات النادرة التي اختلفت معه فيها حول شؤون سياسية، لم يسعَ إلى فرض رأيه، ولم يزعل، ولم ينقطع يوماً عنّا. “عبدالله” رجل ديمقراطي بامتياز، وهو أيضاً إبن “بيروت” التي عشقها من زمن دراسته فيها.
قلت له مراراً حينما “استأذن” في نشر مقالات لبعض أصدقائه (الذين يستحقون النشر) أنه ليس بحاجة “الإستئذان” لأنه من أهل “الشفاف”، وهو “يمون”..! نحن أيضاً نشعر بالفخر لأن العزيز عبدالله المدني نال جائزة الصحافة العربية، وهو من القلّة التي تستحقها! كل الإمتنان لـ”عبدالله المدني” لكل ما تعلمته منه في شؤون كنت لا أعرف عنها إلا القليل! وكل الإمتنان لصداقته ورقّته!
بيار عقل
*
فاز الكاتب الصحفي بصحيفة الأيام الزميل د.عبدالله المدني بجائزة الصحافة العربية فئة المقال السياسي والتي مـُنحت له خلال الدورة الخامسة عشرة لمنتدى الإعلام العربي في دبي الذي اختتم فعالياته اليوم الأربعاء تحت رعاية سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس وزراء دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم دبي، وبحضور أكثر من ثلاثة آلاف من المفكرين والأكاديميين والشخصيات الإعلامية العربية والأجنبية.
وقد تمكن الزميل د. المدني من منافسة أكثر من مائة شخصية عربية تقدمت بأعمالها للظفر بالجائزة، واستطاع أن يتجاوزهم بمقال مطول كتبه بعنوان «صفقة النووي الإيراني وتداعياتها الإقليمية والدولية».
وفي تصريح له بعد نيله الجائزة أعرب الزميل المدني عن سعادته بالفوز بالجائزة قائلا: «إنه لشرف كبير أن أحصل على هذه الجائزة المرموقة، خصوصا وأنها المرة الأولى التي يحصل عليها كاتب من البحرين.. الدولة الأقدم في الصحافة على المستوى الخليجي منذ صدور صحيفة البحرين في عام 1932 على يد الأديب والمصلح والتاجر عبدالله الزايد». مضيفا: «لكن الشرف الأكبر هو منحها لي في تظاهرة إعلامية وثقافية كبرى تحت رعاية وحضور رجل الإنجازات والرؤية المستقبلية الثاقبة سمو الشيخ محمد بن راشد حفظه الله».
واستطرد الدكتور المدني قائلا: «أهدي الجائزة إلى جلالة الملك حمد حفظه الله ورعاه وسمو رئيس الوزراء الموقر الأمير خليفة بن سلمان وسمو ولي العهد الأمين الأمير سلمان بن حمد، الذين عـُرفوا بدعمهم للصحافة والصحفيين والمبدعين في شتى مجالات المعرفة، كما أهديها إلى الجسم الصحفي في مملكة البحرين الذي يعيش أجمل مناخات الحرية والانفتاح في هذا العهد الزاهر».
وتتقدم أسرة صحيفة الأيام بخالص التهاني والتبريكات للزميل المدني، متمنين له دوام التوفيق والنجاح.
اهليه محليه! مع تحياتي للشفاف