طموحات بوتين لا تتجاوز المنطقة العلوية.. وتحجيم نفوذ إيران
أشارت معلومات الى ان طلائع التعزيزات الروسية الى سوريا بدأت تنفذ مناورات ميدانية في المنطقة الممتدة من “جبلة” الى “اللاذقية”، حيث تشهد هذه المنطقة الساحلية مناورات عسكرية روسية مكثفة بمشاركة قطع عسكرية بحرية وجوية، تزامنا مع قيام دبابات روسية حديثة الصنع بدوريات في قرية “القرداحة” مسقط رأس الرئيس السوري بشار الاسد.
وأضافت المعلومات الى ان تنسيقا روسيا ايرانيا بدأت بوادره تظهر على الارض، حيث يتنشر الجنود الروس على طول الساحل وصولا الى تخوم مدينة حمص، ويتنشر الحرس الثوري الايراني وقوات الباسدران التي تم إستقدامها مؤخرا لتنخرط في المعارك، من مطار حمص بمحاذاة سلسلة جبال لبنان الشرقية وصولا الى العاصمة دمشق.
معلومات أشارت الى ان التعزيزات الروسية والايرانية التي اعقبتها هدفت الى رفع معنويات الجيش السوري ورئيس النظام التي كانت تتداعى بفعل الانتصارات التي يحققها المسلحون على اكثر من جيهة، وفي ظل استعصاء بلدة “الزبداني” على جميع محاولات اقتحامها وتطهيرها عرقيا، حرباً او سلما ًعلى يد قوات حزب الله اللبناني مدعومة من جيش الاسد.
وتشير المعلومات الى ان روسيا وإيران اتفقتا، أقله في المرحلة الراهنة، على إقتسام النفوذ على الاراضي السورية. فقامت روسيا بعملية تحاكي الانزال الروسي في مطار “سربرينيتشا” حيث انتشر مظليوا الجيش الروسي ليلا، من دون إبلاغ قوات حلف الاطلسي، وحققوا امرا سياسيا وامنيا واقعا ارغم قوات الاطلسي على مراعاة وجودهم.
اما إيران فعاجلت الى تعزيز وجودها بموازاة التعزيزات الروسية لتكرس بدورها امرا واقعا يضيف الى رصيدها مكاسب اضافية في اي تسوية مرتقبة في سوريا.
إلا أن مصادر متابعة أشارت الى ان روسيا ستسعى الى تقليص النفوذ الايراني في دمشق، بسبب خشيتها من مطامع طهران الاقتصادية، والمتمثلة بأنبوب الغاز الذي تسوق طهران عزمها على إيصاله من منابع النفط الايرانية الى تركيا عبر العراق وسوريا لمنافسة الغاز الروسي الذي يتدفق متعثرا الى اوروبا بعد الازمة الاوكرانية الروسية.
وتشير المصادر الى ان الانبوب الايراني يشكل ضربة قاضية للاقتصاد الروسي وتاليا فإن روسيا لن تسمح لا لايران ولا لقطر بإيصال الغاز الى اوروبا عبر الاراض السورية.
أخيراً، أشارت مصادر روسية إلى أن روسيا لا تملك لا القدرة العسكرية ولا المالية، خصوصاً مع العقوبات الغربية المستمرة، لفتح جبهتين، الأولى في أوكرانيا والثانية في سوريا. ما يعني أن الوجود العسكري الروسي لن يتجاوز بضع مئات من الأفراد، وهذا لن يكفي لقتال “داعش” كما يزعم الرئيس بوتين. أي أن هذا الوجود الروسي سيكفي لطمأنة المنطقة العلوية، ولتعزيز موقع روسيا في سوريا، ولكنه لن يغيّر شيئاً في أوضاع الحرب الدائرة على مستوى سوريا.