بيروت (رويترز ) – قالت مصادر بارزة مقربة من الحكومة السورية إن الهجمات التي يقوم بها الجيش السوري وحلفاؤه بدعم من الضربات الجوية الروسية تسير ابطأ مما كان متوقعا نظرا لزيادة الدعم السعودي للمعارضة.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومسلحون إن سيطرة المعارضة على قرية عطشان في محافظة حماة تمثل انتكاسة ثانية للحكومة وحلفائها في تلك المنطقة خلال الأيام الماضية. وسقطت أيضا مدينة مورك في أيدي المعارضة يوم الخميس.
وبدعم من الضربات الجوية الروسية شن الجيش السوري وحلفاؤه ومن بينهم الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني هجمات عدة في مناطق حيوية لسيطرة الرئيس بشار الأسد على غرب سوريا.
لكن محللين يقولون إن مكاسب الحكومة متواضعة في احسن الاحوال وقال أحدهم في وقت سابق هذا الأسبوع إن الانفراجة الوحيدة التي حدثت تتمثل حتى الآن بتحقيق تقدم بسيط في جنوبي حلب. وعبر مسؤولون أمريكيون عن وجهة نظر مماثلة بينما تقول المعارضة إن الهجوم المدعوم من روسيا يفشل وتتوقع المزيد من المكاسب على الأرض لصالحها.
وفي تقييم صريح للتحديات التي تواجهها الحكومة قال مصدران غير سوريين قريبين من دمشق إن المزيد من الدعم العسكري السعودي للمعارضين قد أثر على سير المعركة.
وتتنافس المملكة العربية السعودية على النفوذ مع إيران في منطقة الشرق الأوسط وترغب في رحيل الأسد عن السلطة.
وأشار المصدران إلى أن تزايد الإمدادات من صواريخ تاو الأمريكية الصنع المضادة للدبابات للمسلحين يعتبر عاملا كبيرا. لكنهما أيضا اصرا على أن الهجمات تسير حسب الخطة الموضوعة لها وهذا يعكس ما قاله مصدر عسكري سوري في الأيام الاخيرة. وقال المصدران إن الخطوط الدفاعية تم تعزيزها لاسيما في محافظة اللاذقية.
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات الحكومة وحلفاءها سيطروا على قرية في محافظة اللاذقية يوم الجمعة.
وقال أحد المصدرين “الدعم من السعودية للمعارضة لم يتوقف لكن الآن تعزز بشكل غير مسبوق وهو الذي ساهم بابطاء العمليات وتأخير تحقيق انجازات كبيرة على الأرض.”
وذكر المصدر الآخر “السعودية الآن في حالة جنون مصعدة لأعلى درجة.” وأضاف أن زيادة الإمدادات بصواريخ تاو للمعارضة كان السبب الرئيسي لتوقف الهجوم في سهل الغاب.
والمصدران على دراية بالتطورات العسكرية والسياسية في سوريا وتحدثا شريطة عدم ذكر اسميهما لانهما غير متحدثين رسميين باسم الحكومة أو أي أحد من الحلفاء الداعمين لها.
والغاب هو سهل متاخم لسلسلة الجبال الساحلية التي تشكل معقلا للعلويين مسقط رأس الأسد. كما تشكل درعا تفصل منطقة الساحل عن مناطق أخرى في الشرق. وتقدمت المعارضة في وقت سابق من هذا العام في منطقة الغاب مما ساعد في تحفيز القرار الروسي للتدخل لدعم الأسد.
وأوضحت المصادر أن المعارك في جنوبي حلب تعتبر حاليا أولوية بالنسبة للحكومة وحلفائها وخاصة إيران.
* “أسلحة قتالية”
أشارت المملكة العربية السعودية في الأسابيع القليلة الماضية إلى أن دعم المعارضة السورية من الممكن أن يزيد في مواجهة الدعم الروسي والإيراني المتزايد للأسد.
وقال وزير خارجيتها في 31 أغسطس آب الماضي إن الرياض تدرس إمكانية تعزيز دعمها للمعارضة السورية من خلال تزويدها بأسلحة قتالية.
وتم تزويد جماعات المعارضة التي تنضوي تحت لواء الجيش السوري الحر بالأسلحة وذلك في إطار البرنامج الذي شمل التدريب العسكري من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية.
وذكرت رويترز نقلا عن مصدر مطلع على عملية دعم المعارضين في 31 أكتوبر تشرين الأول من واشنطن أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بالتعاون مع السعودية ودولة قطر سعت في الآونة الاخيرة إلى تسليم مجموعات عدة في المعارضة أسلحة من بينها صواريخ تاو.
وقال مصدر آخر في نفس الوقت إنه تم تسليم شحنة كبيرة جديدة من صواريخ تاو في أكتوبر تشرين الأول لمن تعتقد الولايات المتحدة أنهم من المسلحين السنة المعتدلين نسبيا المتواجدين في شمال غرب البلاد.
وقالت بعض المجموعات من الجيش السوري الحر إنها حصلت على دفعات من صورايخ تاو منذ أن بدأ التدخل الروسي في 30 سبتمبر أيلول على الرغم من أن الكثيرين يقولون إنه لم يكن هناك تغييرا في كمية أو نوعية الأسلحة المرسلة عبر تركيا.
لكن مطالب المسلحين لأنظمة صواريخ مضادة للطائرات لم تلق استجابة من أحد.
وقال قائد مجموعة فرسان الحق التابعة للجيش السوري الحر التي ساعدت في انتزاع السيطرة على مورك يوم الخميس إن صواريخ تاو لعبت دورا كبيرا بالإضافة إلى توحد المجموعات والروح المعنوية العالية لديهم.
وقال فارس البيوش الذي كان ضابطا في الجيش السوري قبل أن ينشق لرويترز إن مجموعته دمرت دبابة بصاروخ تاو في عطشان يوم الخميس نافيا أي زيادة في الدعم العسكري.
وأضاف “فشلت خطة النظام بفضل صمود الجيش السوري الحر ومن ثم الانتقال إلى الهجوم السريع خلال أيام.”
أما أحمد السعود قائد الفرقة 13 من الجيش السوري الحر فقد قال لرويترز إن الروس يفشلون منذ ستة أسابيع “مع النظام والمرتزقة” وإن “النظام يخسر”.
وقال معارضون الأسبوع الماضي لرويترز إن التكتيكات الجديدة والتنظيم الأفضل ساعدهم على الثبات في الهجمات والقيام بهجمات مضادة.
وقال المصدر الأول المقرب من دمشق إن الأولوية العسكرية معطاة لريف حلب الجنوبي.
وأضاف “الهجوم توقف في سهل الغاب فعلا أو لنقل ان المعارك تسير بالحد الأدنى. هم يركزون الآن على الجبهة باتجاه حلب لأكثر من سبب: الإيرانيون يعطونها الأولوية هناك يمكن لأنهم اطمئنوا أنه في سهل الغاب لم يعد يوجد مخاطر على الساحل من تلك الجهة.”
وقال المصدر الثاني إن استخدام صورايخ تاو من قبل المسلحين “احدث فرقا” مضيفا “لدينا علاج ولكن هناك اسبابا عسكرية تمنعنا من الكلام عن هذا الموضوع.”
وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان “نجح النظام إلى حد ما في جبهتي اللاذقية وريف حلب الجنوبي لكن نجاحه ليس استراتيجيا وفشل تماما في ريف حماة وحمص الشمالي وخاصة في ريف حماة الشمالي.”