ساد هدوء حذر على جبهة جرود عرسال منذ منتصف ليل امس السبت، بعد ان تبلّغ الجيش اللبناني رسالة من المسلحين السوريين مفادها انهم على استعداد لتوسيع نطاق المواجهات، والعودة الى بلدة “عرسال”. كما اشارت معلومات ان المسلحين السوريين ابلغوا الجيش اللبناني ان “ملالاته لا تخيفهم، ولا الطائرات المتواضعة التي يملكها الجيش اللبناني تخيفهم او بامكانها ان تردعهم خصوصا انها ليست بقوة الاسلحة التي يمتلكها الجيش السوري من دبابات تي 72، وطائرات الميغ والسوخوي”!
وتضيف المعلومات ان حزب الله بادر الى قصف مواقع المسلحين السوريين في جرود عرسال ردا على عملية “الخريبة”، حيث زرع مسلحوا جبهة النصرة عبوة ناسفة بالقرب من احد حواجز حزب الله، وفجروها عن بُعد لدى وصول مسؤول عسكري في الحزب الى الحاجز. وتشير المعلومات ان الحزب نجح في استدراج الجيش اللبناني لمساندته ناريا بقصف مواقع المسلحين، الامر الذي رفع من حدة المواجهات ووسع رقعتها.
وفي سياق متصل تشير المعلومات الى ان المفاوضات بين الحكومة اللبنانية ومسلحي جبهة نصرة وتنظيم داعش من اجل الافراج عن العسكريين اللبنانيين الاسرى لدى التنظيمين الارهابيين لن تصل الى نتيجة! خصوصا ان التنظيمين تجاوزا في مطالبهما حدود الافراج عن سجناء اسلاميين في لبنان للمطالبة باطلاق سراح سجناء لدى النظام السوري، وصولا الى المطلب الرئيسي وهو الابقاء على ممرات آمنة لهم الى داخل بلدة “عرسال” اللبنانية، خصوصا خلال فصل الشتاء المقبل!
فشل الوساطة القطرية
وتتشير المعلومات الى ان المسلحين السوريين يراوغون في مطالبهم ويوسعون دائرتها للحصول على الممرات الآمنة، الامر الذي لن يقبل به حزب الله تحت اي ذريعة كانت، إذ ان هذه الممرات تؤمن للمسلحين التموين والغذاء ما يمكنهم من الصمود خلال فصل الشتاء والاستمرار في شن هجماتهم على مسلحي حزب الله.
وتضيف انه في ظل هذه المعطيات فإن الاسرى من عسكريين لبنانيين سيبقون تحت رحمة مسلحي النصرة وداعش، وهم مرشحون للقتل تباعا، ما لم توافق الحكومة اللبنانية على الممرات الآمنة.
وكانت معلومات من اوساط تنظيم “داعش” الارهابي سخرت من الوساطة القطرية التي جاءت لتعرض اموالا على المسلحين السوريين في مقابل إطلاق سراح العسكريين اللبنانيين، الامر الذي رفضه مسلحو التنظيم الارهابي، بحجة انهم ليسوا في حاجة الى الاموال. وبالعكس من ذلك، فلديهم الكثير من المال الذي يجنونه من بيع النفط السوري والعراقي، ولا يعانون من ضائقة مادية، بل انهم في حاجة الى تسييل المال الذي في حوزتهم لشراء حاجياتهم الميدانية من اسلحة متطورة وحديثة ومؤن، حسب ما نقل عن مسلحي النصرة وداعش!