حاذر النائب سليمان فرنجيه في حديث له اليوم الأربعاء من تأكيد أجواء التفاؤل التي سادت بعضا من قوى تيار المستقبل بانتخابه رئيسا للجمهورية مدعوماً من رئيس التيار سعد الحريري. وقال فرنجيه أن “مرشح قوى 8 آذار حتى الساعة هو الجنرال ميشال عون، وان هناك لقاءات ثنائية جدية غير رسمية على خلفية ترشيحه هو لمنصب رئيس الجمهورية”، وأضاف فرنجيه: انه “ينتظر العرض الذي سيقدم له من قوى 14 آذار ليبني هو وقوى 8 آذار على الشيء المقتضى”!
في الضفة المقابلة ما زالت الفوضى والغموض يسودان جبهة قوى 14 آذار عموما وبيت تيار المستقبل خصوصا، على خلفية الصدمة التي احدثها لقاء الحريري – فرنجيه في باريس، وانطلاق سيل الشائعات في اعقاب هذا اللقاء المثير للجدل، والتي تنتهي الى ان فرنجيه سيُنتخب رئيسا قبل نهاية العام الحالي، ومنهم من ذهب الى الى انه سينتخب في الجلسة المقبلة في ١٢ كانون الاول المقبل.
اللقاء الصدمة وقع كالصاعقة على قوى 14 آذار، وعلى تيار المستقبل، خصوصا في انصار التيار الازرق في الشمال اللبناني من الذين خبروا جيدا مواقف النائب فرنجيه السياسية، حيث شكلت “زغرتا” الملاذ الآمن لمسلّحي “بعل محسن” العلويين، ومخزن سلاحهم ومستشفاهم! واخيراُ، وليس آخراً، فإن سيارات زغرتاوية نقلت الفارّ من وجه العدالة “علي عيد” ونجله “رفعت” من “بعل محسن” الى خارج لبنان.
هذا في الجانب الاسلامي. اما في الجانب المسيحي فحدث ولا حرج، حيث تجربة الوزير فرنجيه في الحكم وهو من الوزراء الذين اطلقت عليهم تسمية “الثوابت”، في عهد الوصاية السورية، اطلقت العنان لانصاره في الاقضية المسيحية، وما زالوا، يعيثون فسادا وترهيبا فيها.
التبريرات التي تُساق لعقد مثل هذا اللقاء، جاءت هي الاخرى متسرعة وغير مقنعة، خصوصا انها جرت في معزل عن اي تحضير لجمهور المستقبل وقيادته الصابرين، ولا مع الحلفاء الذين انتظروا انتخاب رئيس من الشرق فجاءهم عبر اللقاء من الغرب!
ومن هذه التبريرات حسب ما ذكرت مصادر سياسية في بيروت، ان العلويين في سوريا في حاجة الى من يطمئنهم بعد خروج الاسد من الحكم في سوريا!
ومنها ايضا ان حزب الله يريد رئيسا في لبنان يركن اليه ليضمن عودته من سوريا!
جيلبير شاغوري وزيراً للنفط!
ومنها ان سلة حسن نصرالله تعيد سعد الحريري الى رئاسة الوزراء في لبنان. ومنها ايضا ان مراسيم النفط تصبح جاهزة وقابلة للتنفيذ بوجود عرّاب اللقاء “جيلبير الشاغوري” وزيرا للمالية في حكومة العهد الاولى!
ومنها ان ايران ستدفع في سوريا، ويجب ان تقبض بدلا في لبنان، فلما لا يكون فرنجيه رئيسا؟، خصوصا بعد رحيل الاسد، علما ان قوة فرنجيه في لبنان تتأتى من قوة الاسد.
جملة تبريرات غير مقنعة لأحد لا في تيار المستقبل ولا في قوى 14 آذار، ولا حتى النائب فرنجيه نفسه الذي قال اليوم انه ينتظر ترشيحه من قوى ١٤ آذار، ويعني بذلك الرئيس سعد الحريري، ليصدق هو نفسه عروض الرئيس سعد الحريري!
تزامناً، اشارت معلومات الى ان ماكينة انتخابية للنائب فرنجيه بقيادة رجل الاعمال جيلبير الشاغوري بدأت سلسلة اتصالات بنواب مسيحيين من “كتلة الاصلاح والتغيير”، من اجل حشد الاصوات لفرنجيه في حال بلوغ التسوية خواتيمها. وتؤكد المعلومات أن نائبين من كتلة عون، وربما أكثر، باتا مقتنعين بـحِجج السيد شاغوري التي لا تُقاوَم!
هل يتراجع سامي الجميّل عن تأييد سليمان “الزغير”؟
مصادر سياسية استبعدت ان يصل فرنجيه الى بعبدا مشيرة الى ان اتفاق “القوات” والتيار العوني على رفض اتفاق الحريري ،ومعه جنبلاط (؟)، على تسمية فرنجيه رئيسا للجمهورية سيرفع من حدة التوتر في الشارع المسيحي، ما يضع حزب الكتائب خلف اتفاق عون القوات، فيسحب النائب سامي الجميل تأييده لفرنجيه الأمر الذي سيعيد الامور الى نقطة الصفر. خصوصا ان وصول فرنجية الى الرئاسة سيعني حتما تغييرا في التوازنات السياسية في الاقضية المسيحية عموما والشمالية خصوصا، وهذا ما سيضع المسيحيين امام مواجهة مسيحية – مسيحية جديدة، قد تأخذ أوجهاً دموية، وهذا ما لن يقبل به اي طرف مسيحي.
وأشارت المصادر الى ان خطة مواجهة وصول فرنجيه الى بعبدا اصبحت شبه ناجزة، وهي كفيلة بالحؤول دون انتخاب فرنجيه رئيسا، وهي ستظهر تباعا مع تقدم المساعي لتسويق انتخاب فرنجيه.