بين انتظار المهدي وتغيير الاسس الفكرية للجمهورية الاسلامية: الخلافات بين خامنئي ونجاد تأخذ أبعاد خطيرة
كشفت مصادر مطلعة على الأوضاع الايرانية ان الخلاف بين مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام السيد علي الخامنئي ورئيس الجمهورية المهندس محمود أحمدي نجاد ليست خلافات تفصيلية او جزئية بل هي تتمحور حول بعض القضايا العقائدية والفكرية الاساسية والتي تمس جوهر النظام الاسلامي في ايران، وان قضية اقالة وزير المخابرات حيدر مصلحي ليست سوى الوجه المعلن لهذا الخلاف الذي قد يزداد في المرحلة المقبلة رغم ما اعلنه نجاد عن التزامه بأوامر الخامنئي وتنفيذها”.
وتشير هذه المصادر “ان مستشار نجاد ووالد زوج ابنته رحيم مشائي هو الذي يلعب دوراً اساسياً في هذا الخلاف كونه يحمل مشروعاً فكرياً وسياسياً يؤثر على مستقبل الجمهورية الاسلامية ونظامها السياسي والفكري، وان هذا المشروع يقوم على ان ظهور الامام المهدي (وهو الامام الثاني عشر عند المذهب الشيعي) قد اصبح قريباً وان مشائي يتواصل معه مباشرة وان ذلك سيؤدي الى الغاء دور مرشد الجمهورية الايرانية (الذي هو بمثابة الولي الفقيه ونائب الامام المهدي حسب الدستور الايراني)، اما البعد الثاني في المشروع فهو يتركز على ضرورة اعادة البعد القومي في الفكر الايراني وتقديم هذا البعد على الجانب الاسلامي وذلك لاعادة التواصل مع كل الايرانيين المهاجرين في الغرب والاتجاه نحو حل مشاكل ايران الخارجية سواء مع امريكا او الكيان الصهيوني”.
وتضيف هذه المصادر “ان بعض قادة الجمهورية الاسلامية والحرس الثوري الايراني بدأوا يتحدثون عن اختراق الحركة الماسونية لفريق عمل نجاد والذي يعمل للسيطرة على الوضع تمهيداً للانتخابات النيابية والرئاسية المقبلتين، لأن نجاد لم يعد له الحق بولاية ثانية مما سيجعل من مشائي مرشحاً اساسياً، كما ان المطلوب السيطرة على مجلس الشورى الجديد في مواجهة القوى المحافظة والتي تتكون من رئيس مجلس الشورى علي لاريجاني وشقيقه مسؤول القضاء الشيخ صادق لاريجاني ورئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف وغيرهم من القيادات الايرانية المؤيدة للخامنئي”.
لكن ما هي حقيقة الامام المهدي في الفكر الشيعي؟ وكيف يعمل الرئيس نجاد لظهور المهدي وطبيعة العلاقة التي تربطه بهذه الفكرة؟
المهدوية بين النص الديني والخطاب السياسي في الجمهورية الاسلامية الايرانية
ان الايمان بوجود الامام المهدي ليس امراً جديداً في الفكر الاسلامي عامة والشيعي خاصة فأتباع مذهب الامامية الاثني عشرية يعتقدون بأن الامام المهدي هو الامام الثاني عشر من سلالة الأئمة، وهو نجل الامام الحسن العسكري وقد ولد عام 255هجرية وقد توفي والده وله من العمر 5 سنوات ويعتقد الشيعة ان للمهدي غيبتين، الغيبة الصغرى والتي استمرت لمدة سبعين عاماً وكان يتم التواصل خلالها بينه وبين الناس عبر أربعة سفراء، والغيبة الكبرى الممتدة منذ العام 329 هـ وحتى اليوم والتي تنتهي بظهور الامام مباشرة وليس لنهايتها وقت محدد، مع أن الشيعة يعتقدون أنه خلال الغيبة الكبرى يحصل تواصل بين الإمام المهدي واتباعه بوسائل وطرق متعددة.
أما على صعيد أهل السنة فإنهم يعتقدون ان المهدي سيظهر في آخر الزمان وأن اسمه محمد بن عبد الله فاسمه يوافق اسم النبي محمد (ص) واسم ابيه يوافق اسم ابيه، اما مهدي الشيعة فاسمه محمد بن الحسن العسكري. وأن المهدي عند أهل السنة من ولد الحسن ومهدي الشيعة من ولد الحسين.
وان المهدي عند السنة تكون ولادته طبيعية ولم يوجد في الأحاديث، بحسب أهل السنة والجماعة، ما يدل على أنه يمتاز عن غيره من الناس بشيء من ذلك.
وقد برزت في التاريخ الاسلامي الكثير من الحركات السياسية والدينية والتي ادعى مؤسسوها انهم “الإمام المهدي” وقد طالبوا بالحكم والبيعة لهم لكن معظم هذه الحركات انتهت الى الفشل، كما تم تأسيس الكثير من الأحزاب والحركات باسم المهدي لكن للمرة الأولى تتحول فكرة المهدوية وانتظار الامام المهدي الى مشروع دولة كما حصل في الجمهورية الاسلامية الايرانية، فمنذ تأسيس هذه الجمهورية ومؤسسها الامام الخميني يعتبرها انها الدولة التي تهيئ لظهور الامام المهدي، كما نجح الامام الخميني في انهاء فكرة اصحاب مشروع الحجتية.
فقبل انتصار الثورة الاسلامية في ايران برزت في الفكر الشيعي مجموعات تؤمن بانتظار المهدي وعدم القيام باي عمل سياسي لاقامة الدولة حتى ظهور الامام وسمي هؤلاء بالحجتية، لكن الامام الخميني انهى هذه النظرية بالتأكيد على ان الانتظار يتحقق باقامة الحكومة الاسلامية او الجمهورية الاسلامية وهي التي تمهد لظهور الامام.
ولم تغب مصطلحات الامام المهدي والمهدوية عن خطابات الامام الخميني والامام الخامنئي والعديد من مسؤولي الجمهورية الاسلامية الايرانية، لكن مع وصول الرئيس أحمدي نجاد الى رئاسة الجمهورية في ايران، اتخذ هذا الموضوع بعداً عملياً سياسياَ من خلال الربط بين كل نشاط وكل خطوة يقوم بها الرئيس الايراني بالامام المهدي والمهدوية.
وتمت اقامة مراكز الدراسات والمؤتمرات المتخصصة بالمهدوية، وعمد نجاد الى ادخال فكرة “المهدوية” في خطاباته السياسية والشعبية وصولاً الى احد خطاباته في الامم المتحدة حين قال “ان العالم المعاصر احوج ما يكون الى المخلص الحقيقي والانسان الكامل الذي تنتظره الامم والشعوب حول العالم، ليملأ العالم عدلاً واخوّة ومحبة”.
وقد ادى ادخال مصطلح “المهدوية” في خطابات الرئيس الايراني احمدي نجاد الى اثارة الكثير من التساؤلات والاستفهامات لدى الأوساط السياسية والاعلامية ومراكز الأبحاث الغربية حول ابعاد هذا المصطلح وعلاقته بالمشروع السياسي والتكنولوجي والعسكري الذي تعمل الجمهورية الاسلامية الايرانية على تحقيقه في المرحلة المقبلة.
ولم يخف المسؤولون الايرانيون، وخصوصاً الفريق المقرب من الرئيس نجاد حقيقة هذا المشروع وابعاده مؤكدين ان ورود مصطلحات “الامام المهدي” و”الدولة المهدوية” و”صاحب الزمان” والتي ترد في خطابات الرئيس نجاد ليست عفوية بل هي اشارات مقصودة لايصال رسالة محددة سواء للرأي العام الايراني او للجهات العربية والاسلامية والدولية. وقد عمدت المستشارية الثقافية الايرانية في بيروت الى نشر دراسة متكاملة تحت عنوان “الامام المهدي عجل الله فرجه الشريف والمهدوية في خطاب الرئيس أحمدي نجاد” وساهم في الاشراف على اعداد الدراسة المستشار الثقافي الايراني في بيوت السيد محمد حسين رئيس زاده. وتم الاستفادة لاعداد الدراسة من وثائق “مؤسسة المسقبل للشرق” (آينده روشن، وهي مؤسسة ايرانية متخصصة بالدراسات المهدوية ويشرف عليها السيد مسعود بورسيد أقاني).
لكن ما هي علاقة المشروع الايراني السياسي العسكري والتكنولوجي بالدولة المهدوية؟ وهل للملف النووي الايراني ارتباط بهذه العقيدة الدينية؟
منذ انتصار الثورة الاسلامية وتسلم الامام الخميني لموقع المرشد للجمهورية الاسلامية سادت في الاوساط الشيعية المرتبطة بايران مقولات تعتبر أن الامام الخميني هو الذي سيسلم الراية للامام المهدي وان الحرس الثوري الايراني سيكون جيش الامام المهدي المقبل، وان “المطلوب اعداد جيش قوامه عشرين مليون فرد ليكون الجيش الذي يقاتل مع الامام المهدي عند ظهوره”. لكن وفاة الامام الخميني قبل تسليمه الراية للمهدي ادى الى انتشار حالة من التساؤل والقلق لدى بعض هذه الاوساط، فتم الترويج لاحقا ان الامام الخامنئي هو الذي سيسلم الراية للمهدي لانه من خراسان (مشهد) وذلك تطبيقا لبعض الاحاديث من “ان رجلا من خراسان سيسلم الراية للامام”. كما انه عند حصول اية تطورات سياسية او عسكرية كبرى في العالم الاسلامي يتم الربط بينها وبين الامام المهدي، كما حصل خلال التحرك العسكري الذي قام به جهيمان في مكة المكرمة، وكذلك عند احتلال الرئيس العراقي صدام حسين للكويت واندلاع حرب الخليج. ولكن منذ وصول الرئيس محمود احمدي نجاد لرئاسة الجمهورية الاسلامية انتشرت بقوة افكار جديدة بأن نجاد هو من انصار المهدي وانه سيعد الجمهورية الاسلامية لتكون مركزا اساسيا لانطلاق الامام خصوصا على صعيد الركائز العسكرية والتكنولوجية… وتم طبع ونشر العديد من الكتب والدراسات التي تربط بين نجاد والامام المهدي.
ويسود لدى بعض الأوساط الاسلامية في ايران وفي عدد من الدول العربية أن ما يجري في الجمهورية الاسلامية هو الاعداد والتهيئة لظهور الامام، وقد حرص الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد على ابراز هذا الامر بشكل دائم في خطاباته ومواقفه، كما ان بعض هذه الاوساط يعتبر “ان حصول ايران على التكنولوجيا النووية هو جزء من التحضير والاستعداد لظهور الامام لانه لا بد من امتلاك التقنيات والتكنولوجيا القادرة على مواجهة التقنيات والقدرات الغربية. فالامام سيدير العالم وفقا لنظام عالمي جديد في مواجهة الرأسمالية الغربية وبعد فشل الاشتراكية والشيوعية”.
وتنتشر في الأوساط الشيعية حلقات نقاش وحوار خاصة غير معلنة متخصصة بكل ما يتعلق بالامام المهدي حيث يتم دراسة الاحاديث والروايات عن الرسول والائمة وتطبيقها على الوقائع السياسية الحالية، ويتم الربط بين كل تطور عالمي وبين حديث من الاحاديث.
ورغم ان بعض التطبيقات لم تكن دقيقة ، فانه منذ وصول الرئيس نجاد للحكم ازدادت هذه التوقعات والتقديرات. وما جرى من احداث في اليمن كان احدى الاشارات التي توقف عندها الكثيرون لان جيش المهدي سيتشكل من “اليمانيين” حسب بعض الاحاديث، وقد وُجد عند الحوثيين كتب خاصة بالروايات عن المهدي وعلامات ظهوره وقد اعدها احد العلماء اللبنانيين المقيمين في قموهو الشيخ علي الكوراني.
الابعاد العملية لفكرة “المهدوية”
اما على الصعيد السياسي والميداني فان كل العقيدة التي يرتكز عليها الحرس الثوري الايراني ومشروع الرئيس نجاد تقوم على التحضير والاستعداد لظهور الامام المهدي لانه هو الذي “سيقيم العدل وينهي الظلم في العالم” حسب عقيدة الشيعة.
وقد عمد نجاد وفي الكثير من خطاباته ومواقفه للاشارة الى الرعاية الخاصة التي يحظى بها في تحركاته من قبل الامام المهدي وخصوصا خلال زياراته للولايات المتحدة الاميركية والقائه محاضرة في احدى جامعات نيويورك.
ويقول الرئيس نجاد في احدى خطبه “الموضوع الثاني الذي نلتمس فيه بركات صاحب العصر(الامام المهدي) هو الملف النووي… وبعض البلدان ما زالت منذ 25 سنة تسعى للحصول على الطاقة النووية اما الشعب الايراني فانه استطاع ببركة الامام وخلال سنتين او ثلاث من الحصول على التقنية النووية دون ان يقدم التزاماً او تعهداً لأحد”. ويضيف “تصوروا ان تلك الساعة اتت واصبحنا على صلة مباشرة بالانسان الكامل، بامام العصر(المهدي) وتخيلوا ماذا يحصل ساعتئذٍ تخيلوا تلك الاستعدادات والمواهب التي سوف تتفتح… ولا شك انكم سمعتم انه عندما يظهر الامام ويتصل نهر الحقيقة الهادر بالمحيط، تحصل امور عديدة فيها فيتفتح العقل الانساني وكماله”.
ومن اجل تحقيق هذا المشروع تم وضع خطة متكاملة على الصعد السياسية والدينية والثقافية والعسكرية وكل ما يقوم به نجاد من زيارات ولقاءات عالمية في هذا الاتجاه، حتى ان الخطاب الديبلوماسي الذي يدعو نجاد الى اعتماده ينطلق من هذه الرؤية.
هل “المهدوية” مشروع نجاد لتجاوز خامنئي
وقد برز مؤخراً التزايد الملحوظ في نفوذ الحرس الثوري داخل المؤسسات المختلفة مع بروز مؤشرات توحي بوجود توتر مكتوم بين المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية السيد علي خامنئي والرئيس احمدي نجاد الذي يدعم بقوة دور “التعبئة العامة” (الباسيج)، فقد ازداد قيام الرئيس نجاد بالترويج لنظرية “انبعاث المهدوية” وقد عمد الى تكرار مصطلحات “الدولة المهدوية” و”صاحب الزمان” و”الامام المهدي” في الكثير من خطاباته، وكان الهدف من ذلك ترويج رسائل للداخل قبل الخارج بأن المشروع الذي تجتهد حكومته من اجل تحقيقه هو التعجيل بعودة الامام ومن دون شك فإن ذلك يطرح دلالات كثيرة اهمها خفوت مكانة المرشد الاعلى للجمهورية في رؤية الرئيس احمدي نجاد وانصاره من الاصوليين المتشددين باعتبار انه لا مجال الآن لوسيط بين الحكومة والامام الغائب وان الدور الذي كان يمارسه المرشد الاعلى باعتباره حلقة الوصل بين الامام المهدي وجمهور الشيعة لم يعد يحظى باهمية لدى هذا الفريق الذي بات يسيطر على معظم مفاتيح صنع القرار في طهران ويحظى الرئيس نجاد وفريقه بدعم خاص من احد كبار رجال الدين الايرانيين وهو آية الله محمد تقي مصباح يزدي والذي لديه آراء متشددة على صعيد الارتباط بالامام المهدي وان طاعة رئيس الجمهورية واجبة كطاعة الامام المهدي.
وقد ادى دعم آية الله مصباح يزدي للرئيس احمدي نجاد الى بروز وجهات نظر معارضة له وفي هذا السياق اطلق السيد علي أكبر محتشمي (وزير الداخلية السابق وأحد مؤسسي حزب الله) والسفير الايراني الاسبق لدى سوريا، تصريحات معارضة ليزدي ونجاد ومما قاله “ان جماعة المصباحية (نسبة لمصباح يزدي) لا تققف مكتوفة الايدي. انهم جماعة خطرة جداً وعنيفة جداً ولا تظهر شفقة ازاء احد، لا ازاء الامام الخميني ولا ازاء آية الله خامنئي، انهم يستخدمونه للوصول الى غاياتهم وحينما يتحقق لهم ذلك قانهم سيدمرون القائد الاعلى ايضاً”.
واضاف محتشمي “انا متأكد من ان السيد مصباح يزدي لا يؤمن بالقائد الاعلى ولا بالامام الخميني وهو لم يكن حاضراُ في الحرب ولا في مواقع اخرى”.
وتكشف هذه التصريحات حجم الاشكاليات االتي يطرحها “مشروع المهدوية” الذي يحمله الرئيس نجاد ومؤيدوه.
بين المهدوية والحجتية
يبدو ان إحياء المهدوية الذي استجدّ في السنوات الأخيرة بمثابة ردّ على الفساد الإقتصادي، والقمع الإجتماعي، والإنحدار الثقافي. ومع أن بعض الذين يرتبطون بالتيار المهدوي في إيران حالياً يعبرون عن حالة من البعد عن السياسة- وهذا ما يظهر من خلال إحياء جمعية “الحجّتية”- فإن معظمه هو من نوع المهدويّة الثورية التي ترتبط بالرئيس أحمدي نجاد.
في كلا النوعين غير المسيّس، والمسيّس، من المهدوية، يلعب رجال الدين دوراً صغيراً. على سبيل المثال، كان أعضاء “الحجّتية”، قبل الثورة وبعدها، من غير رجال الدين بمعظمهم. الإستثناء الوحيد في التيار المهدوي الذي يتزعّمه أحمدي نجاد هو”محمد تقي مصباح يزدي”، الذي يتمتّع بالإحترام في حوزة قم على المستوى الفقهي، سوى أنه معزول سياسياً. ويتّخذ كثير من رجال الدين والفقهاء البارزين موقف ارتياب عميق إزاء المهدوية لأن المهدويين يؤمنون بأن الإسلام يعيش حالة أزمة وبأن مؤسسات الإسلام التقليدية قد انحرفت عن “الصراط المستقيم” للإسلام وباتت عاجزة، بالتالي، عن القيام بواجباتها. ويعتقد المهدويون أنهم هم من يمثّل الإسلام الصحيح، في حين أن رجال الدين ليسوا سوى المؤوّلين الشكليين والتقليديين للإسلام. كما يعتبر دعاة “آخر الزمان الوشيك” أن الإٍسلام ليس سوى مسارٍ من الإنحدار والإنحطاط.
يمكن التعبير عن الفارق الرئيسي بين المهدوية غير المسيّسة والتيارات السياسية الجديدة على النحو التالي: أولاً، ينظر أعضاء “الحجّتية” إلى المستقبل برجاء، في حين يعتبر التيار السياسي الجديد أن الماضي هو “اليوطوبيا” ويسعى لإحياء السنن الشيعية؛ ثانياً، يؤمن أعضاء “الحجّتية” بتطوّر المجتمع وتقدّمه (بل إن بعضهم متأثّر بـ”داروين” و”سبنسر”)، في حين يؤكّد المهدويون الجُدُد على الثورة وليس على التطّور؛ ثالثاً، ينتمي أعضاء “الحُجّتية”، عادةً، إلى الطبقات الوسطى الحديثة المتعلّمة وهم ليسوا بالضرورة محافظين إجتماعياً كما هو حال أتباع التيار المهدوي المسيّس الحديث، الذين يستقطبون الشرائح التقليدية في المجتمع؛ أخيراً، إيديولوجية “الحُجّتية” هي إيدلوجية جبرية وتؤمن بأن الإمام سيظهر في آخر الزمان، في حين يعتقد المهدويّون الثوريون الجدد أن القيام بأعمال معيّنة سيعجّل عودته.
الشكل الآخر من المهدوية في إيران هو المهدوية العلمانية التي تبحث عن بطل لإيجاد حلّ عجائبي لكل مشاكل إيران. إن إنتظار المخلّص، سواء كان وليّاً أو دنيويا، قد أصبح العنصر الرئيسي في النزعة البطولية المهدوية. إن هذا النوع من التطلّع المهدوي إلى مخلّص دنيوي يؤدّي إلى اللامبالاة السياسية إزاء الأحداث المثيرة للقلق الجارية على مسرح السياسة والمجتمع.
مميزات المهدويين الجدد
يركز دعاة المهدوية اليوم سواءا في ايران او خارجها على الطقوس الإٍسلامية أكثر منها على الثقافة، والمعرفة، والعقل. وهذا ما يدفعهم لرفض الطرق التقليدية لفهم الإسلام كما مارستها الفلسفة الإسلامية أو الشريعة الإسلامية. وهم يتعاملون بالأساطير الدينية أكثر منها مع المفاهيم الفقهية المجرّدة، وتستخدم العادات والطقوس لاستثارة الخيال ولتوليد دينامية إجتماعية مؤيّدة لرؤيا آخر الزمان الوشيك. وفي الخيال الإجتماعي الإيراني، ترتبط مفاهيم مثل التضحية والأمل بالصورة الخيالية لأبطال ما قبل الإسلام الذين يتجسّدون في أئمة الشيعة. ويستخدم دعاة آخر الزمان هذه الصورة الإجتماعية لتعبئة الناس لأغراضهم. لذا، فرؤى آخر الزمان جذّابة للناس العاديين، ويمكن نشرها بسهولة في المجتمع.
يكون المهدويّون في العادة رجال دين لا يملكون الكثير من المعرفة الفقهية أو مدنيين على اطّلاع ضحل على الفقه الإسلامي. ويؤمن معظم المهدويين أن المهدي، حينما يظهر، سيبطل التأويل التقليدي للإسلام ويأتي بتأويل جديد. ويبحث المهدويون طوال الوقت عن تأويلات جديدة للنصوص المقدّسة لدعم معتقداتهم. ولهذا السبب، يتّخذ رجال الدين التقليديون المحافظون موقفاً مناوئاً للمهدوية باعتبار أنهم ملتزمون بالحفاظ على التقاليد الراسخة. ولا يسعى الفقهاء التقليديون إلى تطبيق الأحاديث المتعلقة بالمهدوية على زمنهم هم، إذ هم أكثر إهتماماً بحصر المخاطر منهم بالتغيير الجذري. وليس صدفةً أن أبرز دور النشر التابع للحوزة لا تنشر كتباً مهدوية جديدة.
المنحى الإيديولوجي الغالب لدى دعاة آخر الزمان هو التأويل القريب إلى أذهان الجمهور للنصوص الدينية، والإعتماد على المعنى الحرفي للكلمات. وهم ينبذون إستخدام العقل في تفسير النصوص الدينية أو ردّ الكلمات إلى معناها المَجازي. وهذا ما يدفع كثير من الناس لاتهام دعاة آخر الزمان بالدعوة إلى دينٍ غيبي.
خاتمة
نحن اذن امام مشروع جديد قديم يسعى لدمج الرؤية الدينية بالمشروع السياسي والعسكري، فليست للمرة الاولى التي تشهد فيها قيام حركات دينية او مشروعات ايدولوجية عقائدية يعمل اصحابها الى دمج المشروع الديني بالمشروع السياسي لكن ما نشهده اليوم في ايران هو ان هناك دولة كبيرة لديها امكانات عسكرية ومالية ضخمة وتعمل لاعطاء مشروعها السياسي أبعاداً دينية تتصل بأحد أهم العناصر العقائدية في الدين الاسلامي عامة وفي المذهب الشيعي على الأخص، اي “فكرة المهدوية”، فهل سينجح هذا المشروع، ام اننا سنكون بعد فترة من الزمن امام احباط جديد ناتج عن عدم تطابق الرؤية الدينية السياسية مع الوقائع العلمية.
خامنئي ونجاد في انتظار المهدي: مشائي يتواصل مباشرة مع المهدي وهذا يلغي دور المرشد
نحن في زمن الدجال وكل المؤشرات تدل على ذلك وسيخرج من ايران يتبعه 70 الف يهودي كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم …وبما ان الشيعه اكذب الناس وكذلك اليهود فانهم يجهزون لخروج دجالهم ولكن عندما تكون الامور مواتيه لهم فحذاري ايها المسلمون لا تكونوا مغيبون واعرفوا ان اعجائكم تحركهم عقائدهم ونبؤاتهم فاعرفوا كيف تتعاملوا معها…يعني استعماوا العقول وليس السلاح فقط.
خامنئي ونجاد في انتظار المهدي: مشائي يتواصل مباشرة مع المهدي وهذا يلغي دور المرشداولا ليسمح الاستاذ قاسم. ففكرة المهدي غير اصيلة عند السنّة.والاهم من فكرة المهدي فكرة الرجعة…ثم لماذا على الغرب ان يقلق من المهدي!فوظيفة المهدي وكما هي واضحة من خلال كتاب اية الله كلبكاني، منتخب الاثر في الامام 12، قم مطبعة بلال ، 2005 م.غ. هي: أن يضع السيف في رقاب قريش(رمز العرب) حتى تقول قريش اف لهذا المهدي ، لو كان حقا ولد فاطمة لرحمنا.ولماذا تزعل اسرائيل من رجعة المهدي، طالما أنه وحسب منتخب الاثر سوف يحكم بشريعة داوود، ولطالما سألت نفسي ، ومما تشكو شريعة محمد.وأيضا حسب… قراءة المزيد ..
خامنئي ونجاد في انتظار المهدي: مشائي يتواصل مباشرة مع المهدي وهذا يلغي دور المرشدالنبيّ محمد رسول الله خاتم الأنبياء والرسل. لا يوجد شيء في القرآن الكريم أية آية تذكر بشيء أسمه المهدي المنتظر، ليست إلا بدع من بدعات جمهورية الملالي في طهران والنظام في طهران يحرض القلاقل والبلبلة والفتن والطائفية والقتل بين صفوف العرب وخصوصا ً المسلمين لإعتقادهم بتعجيل أو تسريع المهدي المنتظر طبعا ًحسب إدعائهم وإدعاء نائبهم الإمام الخامنئي والأجمل من كل هذا بأن الإمام الخامنئي نائب المهدي المنتظر يعني بالعامية تعيين نائب مدير شركة قبل ما يتم تعيين مديرا ً لها. يخدرون الناس بالدين ليسيطروا على عقولهم، إذا… قراءة المزيد ..