القاهرة – محمد صلاح الحياة
إعتبر منظر الجهاديين السيد إمام عبد العزيز الشريف (المعروف باسم الدكتور فضل) أن تنظيم «القاعدة» انتحر في أيلول (سبتمبر) 2001، وأن الهجمات التي نفذها عناصر التنظيم في نيويورك وواشنطن، والتي كانت سبباً في الغزو الاميركي لافغانستان، «أفضت الى ضرب البناء التنظيمي للقاعدة». وقال الدكتور فضل في حوار طويل مع «الحياة» إن إقدام «القاعدة» على تعيين «محاسب» مسؤول عن التنظيم في افغانستان «دليل على أن التنظيم لم يعد يملك قادة حركيين».
وسرد الدكتور فضل تفاصيل عن علاقته بالرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري التي بدأت قبل أكثر من 30 عاما. وروى تفاصيل إعادة تأسيس جماعة «الجهاد» في باكستان وأفغانستان، والعلاقة التي ربطت الظواهري بأسامة بن لادن والظروف التي نشأ فيها تنظيم «القاعدة». ورد على آراء طرحت تعليقاً على وثيقة «ترشيد الجهاد في مصر والعالم» التي اطلقها أخيراً.
وجرى الحوار مع فضل في قسم «شديد الحراسة»، داخل سجن طرة بعدما حصلت «الحياة» على تصريح من وزارة الداخلية بالدخول الى السجن واجراء الحوار الذي تم بترتيب من محامي الجماعات الاسلامية منتصر الزيات. ووصف الدكتور فضل الظواهري بأنه «مراوغ»، مشيراً الى أنه تعرض لخدعة من الظواهري في بداية الثمانينات من القرن الماضي. وقال: «لم اكتشف إلا بعد اغتيال الرئيس انور السادات ان الظواهري مراوغ، ويتعلل بالسرية. وأنه كان أمر مجموعة المعادي، ولم يكن معهم أحد من المشايخ. وأنه هو الذي تسبب في اعتقال أصحابه وشهد ضدهم في التحقيقات».
وأكد أن الظواهري «كرر الأمر في باكستان عند اعادة تأسيس جماعة «الجهاد»، اذ «أصر على إحضار شبان من مصر وتكوين الجماعة وطلب مني القيام بدور شرعي معهم». واضاف: «وافقت وشيئاً فشيئاً كثر عددهم ومشاكلهم وبصفتي معلمهم الشرعي صارت المشاكل تأتيني بعدما يهرب الظواهري من حلها»، موضحا أن السلطات المصرية «اعتبرت صلته بالجماعة صلة إمارة تنظيم في حين أن الحقيقة كانت التوجيه الشرعي». وذكر أنه قطع صلته بالظواهري والجماعة بسبب إصرارهم على القيام بعمليات قتالية في مصر منذ العام 1992 ثم تحريفهم كتابه «الجامع في طلب العلم الشريف».
ونفى الدكتور فضل أن يكون خلافه مع الظواهري شخصياً. وقال: «الخلاف موضوعي فهو كان عالة عليّ في المستوى التعليمي والمهني والشرعي واحياناً الشخصي… وتنكر لكل هذا وجحد بالنعمة، وعض يدي التي امتدت إليه بالإحسان: غش وتدليس وخيانة وكذب وبلطجة». واضاف ان هذه الصفات «مازالت موجودة لدى الظواهري وأتباعه الذين عضوا يد الملا محمد عمر»، من خلال هجمات ايلول وإستدراج الاميركيين الى افغانستان وإسقاط نظام «طالبان».
وقال أن المصريين كانوا وراء تأسيس «القاعدة» ثم أداروا التنظيم، و»حاولوا أن يحسنوا توجيه بن لادن وان يقللوا من تفلتاته الشرعية، وأنه (أي الدكتور فضل) قطع صلاته بالجميع «لما رأى غالبيتهم متبع لهوى نفسه». وأكد أن «القاعدة» لا تملك منهجاً ولا فكراً ولا منظراً ولا مفتياً إلا ما يراه بن لادن برأيه الشخصي، وأن من اعترض داخلها تم طرده، وأن ذلك المسلك هو الذي ادى الى وقوع أحداث أيلول (سبتمبر) 2001، لافتاً الى أن جماعة «الجهاد» اتخذت قراراً بفصل الظواهري عندما انضم الى «الجبهة الاسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين» العام 1998، والتي كانت عبارة عن تحالف صريح بينه وبين بن لادن.
الحياة» في سجن طرة المصري تحاور صاحب «وثيقة ترشيد الجهاد في مصر والعالم» (1 من 6)
«الدكتور فضل»: الظواهري خدعني وكان سبب اتهامي في قضية السادات
تركت «جماعة الجهاد» بعدما أصرّت على عمليات داخل مصر وحرّفت كتابي «الجامع»
القاهرة – محمد صلاح الحياة
الدكتور السيد إمام عبد العزيز الشريف، المعروف بين الأصوليين باسم «الدكتور فضل»، يتحدث الى «الحياة» في بداية هذا الحوار المطول عن نشأته والظروف التي مرت به منذ كان طفلاً في محافظة بني سويف (شمال الصعيد)، ثم التحاقه بكلية الطب في جامعة القاهرة، وظروف اتهامه في قضية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات التي عرفت إعلامياً باسم «قضية الجهاد الكبرى»، ويعتبر أن قضية «الإخوان المسلمين» العام 1965 بداية لاهتمامه بالقراءة في الشؤون الإسلامية، غير أنه ينفي أي صلة له بالإخوان، كما ينفي أن يكون ارتبط تنظيمياً بأي جماعة أخرى حتى خروجه من مصر عام 1983 حين فر إلى باكستان بعد اتهامه بالمساهمة في اغتيال السادات.
ويروي الشريف تفاصيل علاقته بالرجل الثاني في تنظيم «القاعدة» الدكتور أيمن الظواهري ويوجه له نقداً حاداً، ويذكر معلومات عن قيام الظواهري بخداعه، ما تسبب في اتهامه وآخرين في قضية السادات، ويؤكد أنه ساعد الظواهري لمجرد أنه كان زميلاً له في كلية الطب من دون أي رابط تنظيمي بينهما، ويشير إلى أن الظواهري الذي لحق به في باكستان العام 1986 طلب منه أداء دور شرعي بين الشباب الموجودين هناك وأنه استجاب للأمر، لكن المشاكل الإدارية والتنظيمية لهؤلاء الشباب لاحقته فهدد بقطع صلته بهم، ويؤكد أنه رفض بشدة تورط جماعة «الجهاد» في العمليات داخل مصر.
ويقول إنه قطع صلته بالجماعة لإصرار الظواهري على تنفيذ عمليات ضد النظام المصري، وكذلك لقيام الأخير بتحريف كتاب الشريف «الجامعة في طلب العلم الرشيد». ويسرد تفاصيل عن تأسيس جماعة «الجهاد» والمراحل التي مرت بها حتى أعلن الظواهري تحالفه مع أسامة بن لادن تحت لافتة «الجبهة الإسلامية العالمية لجهاد اليهود والصليبيين»، ويشير إلى أن أعضاء من جماعة الجهاد هم الذين كانوا اسسوا «القاعدة» وأداروها وحاولوا توجيه بن لادن، ويذكر أنه قطع صلته بالجميع عام 1993 بعد ما رأى أن «الأغلب متبع لهوى النفس»، ويعتبر أن القاعدة «ليس لها فكر أو منهج أو مُنظر أو مُفت إلا ما يراه بن لادن برأيه الشخصي».
حين نشرت وثيقتك «ترشيد الجهاد في مصر والعالم»، تضاربت معلومات حول حقيقة علاقتك بجماعة الجهاد، وما إذا كان التنظيم أسس في مصر أولاً أم في باكستان بعد وصولك إلى هناك العام 1983، حتى أن بعض المعلومات الشخصية عنك نشرت في شكل متضارب؟
– الأخطاء كانت واردة من جانب بعض وسائل الاعلام التي كنا بعيدين عنها ولا نتعامل معها وان كانت تتابعنا، وعموماً فإن اسمي هو السيد إمام بن عبد العزيز الشريف، ويمتد نسبي من جهة الوالدين إلى آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم بحسب المثبت لدينا في شجرة العائلة. ولدت في الثامن من آب (أغسطس)1950 م (الموافق 22 شوال 1369 هـ) في مدينة بني سويف جنوب القاهرة.. نشأت في أسرة محافظة وتعلمت من الوالد رحمه الله الالتزام بالدين والاجتهاد في الدراسة فتمسكت بهما مدى حياتي.
بعد إتمامي دراستي الإبتدائية والإعدادية في بني سويف التحقت بمدرسة المتفوقين الثانوية النموذجية في عين شمس في القاهرة (داخلية) في 1965، وكنت من أوائل الجمهورية (13) في الثانوية العامة 1968 فالتحقت بكلية الطب جامعة القاهرة، وتخرجت فيها عام 1974 من الأوائل، وعُينت في قسم الجراحة في الكلية نفسها (قصر العيني) وتعلمت مهنة الجراحة على يد جهابذة الجراحة في مصر.
اتهمت في قضية تنظيم الجهاد الكبرى في 1981 (اغتيال الرئيس أنور السادات) فاضطررت للسفر عام 1982 وعملت فترة قصيرة في الإمارات، ثم سافرت للخدمة الطبية في الجهاد الأفغاني عام 1983 حتى 1993 (عشر سنوات) حين أبعدت باكستان المجاهدين العرب فانتقلت إلى السودان عدة أشهر، ثم إلى اليمن عام 1994، وعملت جراحاً فيها حتى اعتقلت هناك في 28/10/2001 في أعقاب أحداث 11-9-2001 ثم سلمتني اليمن إلى مصر في 20-2-2004، ومن وقتها وأنا مسجون في مصر.
ماذا عن التزامك الديني وصلتك بالجماعات الإسلامية؟
– أنا ملتزم بديني منذ الصغر بفضل الله وبحكم النشأة في الأسرة، هذا على المستوى الشخصي، أما اهتمامي بالإسلام كنظام عام فبدأ بقضية الإخوان المسلمين عام 1965، حين ازدادت مطالعاتي الإسلامية ومنها أدركت أن الإسلام نظام عام لكل شيء في الحياة وليس مجرد شعائر تعبد شخصية، ولم ألتق بأحد من الإخوان إذ كانوا مسجونين، ولم أطالع أياً من كتبهم لمدة سنين إذ كانت ممنوعة، وبدأت الكتب تقودني من كتاب إلى كتاب ومن مكتبة إلى مكتبة حتى صارت الحصيلة ضخمة.
مدرسة المتفوقين كان لا يلتحق بها إلا أوائل الشهادة الإعدادية من جميع محافظات مصر، وفي هذه المدرسة تعلمت أسلوب البحث العلمي من أكثر من مرجع في المكتبة، ونفعني هذا المنهج في دراستي الشرعية، إذ كنت أدرس الموضوع الواحد في مصادر عدة لجمع أطرافه وكشف غوامضه، وكنت ألجأ إلى بعض المشايخ كل حين للتثبت من فهمي لما قرأت أو للاستفسار أحياناً.
ألم تلتحق بأي جماعة أو تنظيم خلال تلك الفترة؟
– أدركت من دراستي الشرعية أن تطبيق الشريعة الإسلامية هو سبيل إصلاح البلاد، وتاريخ المسلمين يشهد بذلك. ولم ألتحق بأي جماعة أو جمعية إسلامية قائمة إذ كنت أرى في مناهجها إما نقصاً وقصوراً وإما خطأ وفساداً. وعشت في مصر حتى خرجت منها في 1982 مراقباً للأحداث.
كيف إذاً نشأت علاقتك بأيمن الظواهري؟
– تعرفت على أيمن الظواهري في 1968 إذ كان زميل دراسة في كلية الطب، وكنا نتناقش مع زملاء آخرين في موضوعات إسلامية مختلفة، وكنت أعلم من زميل آخر أن أيمن مشترك في جماعة إسلامية حدثت بها انشقاقات، لكنه لم يفاتحني في الانضمام لجماعة إلا عام 1977، وقدم نفسه لي على أنه مندوب من هذه الجماعة لدعوتي، فسألته هل في جماعتهم علماء شريعة؟ فقال نعم، فطلبت مقابلتهم لبحث بعض الأمور المتعلقة بذلك معهم، فظل يماطلني ويقابلني على فترات خاصة مع اختلاف أماكن العمل والسكن، وظل أمر انضمامي لجماعتهم معلقاً على مقابلتي لمن معهم من المشايخ، ولم أكتشف إلا بعد قضية الجهاد 1981 أن أيمن كان مراوغاً ويتعلل بالسرية، واكتشفت أنه كان هو أمير هذه المجموعة وأنه لم يكن معهم أحد من المشايخ، وأنه هو الذي تسبب في اعتقال أصحابه وشهد ضدهم.
إذا كان هذا هو رأيك في الظواهري فكيف عملت معه؟
– كانت تربطني صداقة قديمة من أيام المدينة الجامعية بالأخ الدكتور (الصيدلاني) أمين الدميري، وفوجئت العام 1979 بأيمن الظواهري يتردد عليه في صيدليته، فقلت للدميري إذا كان أيمن يدعوك لجماعة إسلامية فلا تعتبر زمالتي لأيمن تزكية لهذا الأمر لأنني لا أعرف من جماعته هذه إلا هو فقط، وأنت تدبر أمرك.
الأجهزة الأمنية اعتبرتني في تنظيم مع أيمن بسبب بعض الخدمات التي ساعدته فيها، وأنا ساعدته باعتبار الزمالة والصداقة وليس لاعتبارات تنظيمية، وقد ساعدت غيره لاعتبارات إسلامية، فمثلاً قمت بنقل الشيخ عمر عبد الرحمن من الفيوم إذ كان مطلوباً اعتقاله بعد 15/9/1981 بسيارتي الخاصة إلى مكان يختفي فيه في الجيزة، ثم انتقل منه إلى منزل أخته في العمرانية فاعتقل هناك.
حين اتهمت في قضية اغتيال السادات التي عرفت باسم «قضية الجهاد الكبرى» كنت فاراً وحوكمت غيابياً وغادرت إلى باكستان، لماذا أسست جماعة «الجهاد» هناك على رغم موقفك من الظواهري؟
– وصلت باكستان في 1983، وحُكِمَ عليّ غيابياً بالبراءة عام 1984 في قضيه الجهاد الكبرى ولم يصل الظواهري إلى باكستان إلا عام 1986. وقد كلمني في تكوين جماعة للجهاد في مصر من أجل تطبيق الشريعة، فرفضت وقلت له: الأمر في حاجة إلى دراسة شرعية مستفيضة وليس بالبساطة التي تتصورها، وكنت في هذه الفترة توسعت في دراستي الشرعية مستعيناً ببعض المشايخ الأفغان من أهل الحديث، فأصر الظواهري على أهمية استغلال الجهاد الأفغاني وأهمية إحضار شباب من مصر للمشاركة فيه، فقلت له: هذا شيء لا بأس به، ولكن لا دخل لي بهم لا إدارياً ولا في المعيشة، فطلب مني القيام بدور شرعي معهم فوافقت إذ كنت أقوم به مع غيرهم من الشباب العرب، وشيئاً فشيئاً كثر عددهم ومشاكلهم، وبصفتي معلمهم الشرعي صارت المشاكل تأتيني بعدما يهرب الظواهري من حلها على رغم اشتراطي عليه منذ البداية – التي لم يحضرها أحد إلا أنا وهو – ألا دخل لي بالإخوة ومشاكلهم، فطلبت عقد اجتماع لهم في 1991 وقلت لهم: لا تشغلوني بمشاكلكم وإلا فسأقطع صلتي بكم. فقال الظواهري: إن وجودك معنا رفع عنا الحرج لأن الجماعة الإسلامية تقول إن معها عالماً هو الشيخ عمر عبد الرحمن وأنت كل الناس تشهد بعلمك، وفى الاجتماع نفسه قال الأخ مجدي كمال: تأكد يا دكتور أنك إذا قطعت صلتك بالإخوة فسينقسمون إلى جماعات. ثم بعد عام في 1992 طلب الإخوة الاجتماع بي وعرضوا مسألة قيامهم بعمليات قتالية في مصر كما تفعل الجماعة الإسلامية لأن الناس يعيرونهم بذلك فقلت لهم: أننا قد جاهدنا في أفغانستان ودربنا الكثيرين ممن نعرف وممن لا نعرف وعلمناهم علوماً شرعية نافعة، بما لم يفعل أحد مثلنا، أما القتال في مصر فلن يأتي بمصلحة وفيه مفاسد جسيمة، وأما الجماعة الإسلامية فلن تصل إلا إلى طريق مسدود، ونصحت الإخوة ببذل مزيد من الجهد في شؤون الدعوة، فقال لي الأخ مجدي كمال: انتهى وقت الكلام وجاء وقت العمل، وهددتهم إن هم تكلموا في ذلك ثانية، وعقدت العزم على قطع صلتي بهم بعد تصفية أوضاعهم في باكستان، وكان ذلك في مطلع عام 1993.
أمير جماعة «الجهاد»
لكن الجميع يعرف أنك كنت أول أمير لجماعة «الجهاد» وربما ظلاً للظواهري؟
– السلطات الأمنية اعتبرت صلتي بالإخوة صلة إمارة تنظيمية والحقيقة أنها كانت صلة توجيه شرعي. وكنت أرى الاشتغال بالعلوم الشرعية والتأليف فيها أكبر من التنظيمات، فإن التنظيمات بل الدول تفنى وتبقى العلوم الشرعية تنفع المسلمين.
أثناء صلتي بإخوة الجهاد جعلتهم يدربون كل من يريد ويساعدون كل محتاج منهم أو ممن لا صلة له بهم تنظيمياً، وكانوا يعطون معاشات لمن ليس منهم، وعندما اشتكى إخوة الجماعة الإسلامية مما وقع لإخوانهم في حي عين شمس في القاهرة طلبت من أيمن أن يساعدهم فأعطى الأخ رفاعي طه مبلغاً كبيراً، ولمدة سنوات بعد إنشاء «القاعدة» كانوا لا يفعلون شيئاً إلا بمشورتي، فهل كنت أميرهم أو معهم في تنظيم وأنا دائماً أقول إن أخوة الإسلام واجبة بالشرع وهي أكبر من التنظيمات.
كيف تطور خلافك مع جماعة «الجهاد»، خصوصاً مع أيمن الظواهري؟
– يوجد سببان لذلك:
الأول: إصرارهم على القيام بعمليات قتالية في مصر منذ عام 1992 – كما ذكرت من قبل – مع رفضي لذلك، ثم كررت استنكاري ورفضي لما قاموا به عندما ذهبت إلى السودان أواخر 1993. وللأسف الشديد فقد توصلوا إلى هذه القناعة وأعلنت «جماعة الجهاد» وقف العمليات في مصر عام 1995، ولكن، بعد صدامات فاشلة دامية كانت للرياء والسمعة لمجرد تقليد الجماعة الإسلامية، فتوقفوا بعدما ساقوا إخوانهم أفواجاً إلى المشانق والسجون.
والثاني: هو تحريفهم كتابي «الجامع في طلب العلم الشريف»، والذي فعل ذلك هو أيمن الظواهري وحده، لكن جماعته كلهم سكتوا على ما فعل فهم شركاؤه في الإثم. وكانت صلتي بالظواهري عادية إلى حين غادرت السودان منتصف 1994، وهو الذي استقبلني في مطار الخرطوم لما سافرت إلى السودان أواخر عام 1993، وهو الذي ودعني في المطار نفسه لما غادرته منتصف 1994، ولم أكتب كتابي «الجامع» إلا بعدما قطعت صلتي بهم عام 1993، وأكملته قبل مغادرتي السودان في 1994، وتركت لهم نسخة منه عند سفري إلى اليمن ليتعلموا منه ويدرسوه وليبيعوه ويكتسبوا منه إذا أرادوا لمساعدة الأسر. وقال لي الظواهري: «أن هذا الكتاب فتح من الله تعالى»، وأعلنوا عن قرب إصداره في مجلة لهم كانوا يصدرونها من لندن باسم «كتاب العلم» ووصفوني مرة بأنني «مفتي المجاهدين في العالم»، ومرة بأنني «العالم المرابط والمفتي المجاهد الشيخ عبد القادر بن عبد العزيز»، وبعدما وصلت اليمن ومارست عملي الطبي علمت من أحد الإخوة أن جماعة الجهاد بدلت كتابي «الجامع» فحذفوا منه أشياء وغيروا اسم الكتاب إلى «الهادي إلى سبيل الرشاد»، وقالوا أقرته لجنتهم الشرعية، فسألت الأخ الذي كان يكتب الكتاب على الكومبيوتر، وكان وصل إلى اليمن للعمل، فأخبرني أن الظواهري هو الذي فعل كل هذه التحريفات وحده لما وجد في الكتاب نقداً للحركات الإسلامية كتبته من واقع معايشتي لهم. ولم أعرف في تاريخ الإسلام أن أحداً فعل هذا الكذب والغش والتزوير وخيانة الأمانة بالعدوان على كتاب غيره وتحريفه قبل أيمن الظواهري. كان السلف إذا رأى احدهم ما يراه خطأ في كتاب غيره كتب رداً عليه. فعل هذا الليث بن سعد والشافعي كلاهما مع مالك رحمهم الله وهذا موجود في كتاب «الأم» للشافعي. وكتب ابن تيمية «الرد على الاخنائي» وكتب أيضاً كتاب «الرد على الرافضي» المشهور باسم (منهاج السنة النبوية).
بدا وقتها أنك اتخذت موقفاً شخصياً من الظواهري وليس موقفاً موضوعياً؟
– العدوان على كتاب الغير وتحريفه كما فعل الظواهري لا يفعله إلا اللصوص ومن لا أخلاق ولا خلق لهم. كتبت بيان استنكار لما فعلوه، وليست لدى الظواهري ولا لدى لجنته الشرعية أهلية النظر أو التصحيح للكتب الشرعية، هذا إذا أذن لهم صاحبها، وليس فيهم من يستطيع أن يكتب صفحة واحدة من دون خطأ فقهي، ورئيس لجنتهم الشرعية حكم على صبي تجسس عليهم في السودان عام 1995 بالقتل وقتلوه، والقاعدة الشرعية تنص على «ادرأوا الحدود بالشبهات»، وكون الصبي بدأ يتجسس عليهم وهو دون البلوغ شبهة تدرأ الحد، كما أن القاضي الذي حكم بالقتل هو خصم للصبي (لأن القاضي كان عضو مجلس شورى الجماعة وهي كلها خصم للصبي)، والقاضي إذا كان خصماً فحكمه باطل وكذلك شهادته، لكنهم قتلوه وهو ابن أحد أعضاء مجلس شورتهم، وقتلوه من وراء ظهر أبيه، (ذلك مبلغهم من العلم)، الذين حرفوا كتابي ووضعوا اسم لجنتهم عليه ليواري به الظواهري سوأة جريمته.
وكان الأخ ياسر السري «عمل لجوءاً سياسياً» في لندن قبل ذلك، وعلم بما فعلوه في كتابي، فطلب مني نسخة ليطبعه في لندن، وعلمت جماعة الجهاد فأرسلوا تهديداً إن هو طبعه (بلطجة)، لكنه طبعه ووزعه في لندن ومنها انتشر.
لم ترد على سؤالي عن موقفك من الظواهري: شخصي أم موضوعي؟
– الخلاف موضوعي، كان أيمن الظواهري عالة علي، في المستوى التعليمي والمهني والشرعي وأحياناً الشخصي، تعاقد على العمل كجراح مع مستشفى الهلال الكويتي في بيشاور عام 1986، وهو لم يتدرب على الجراحة من قبل ولا قضى نيابة جراحة في أي مستشفى وحصل على ماجستير الجراحة نظرياً ومن المذاكرة في كتبي، واشتغل قليلاً في السعودية كطبيب عام وفي تجنيده عمل في التخدير، ولما تسلّم العمل في مستشفى الهلال الكويتي طلب مني أن أقف معه أعلمه العمليات، فظللت أعلمه حتى بدأ يقف على قدميه، ولولا ذلك لكان افتضح لأنه تعاقد على مهنة لم يمارسها، وكان مولعاً بالإعلام والظهور فكتبت كتباً شرعية ونشرات ووضع اسمه عليها لأدفعه دفعة شرعية وإعلامية.
تنكر الظواهري لهذا كله وجحد النعمة ولم يشكرها، وعض يدي التي امتدت إليه بالإحسان. غش وتدليس وخيانة أمانة وكذب وبلطجة. وما زالت فيه هذه الطباع حتى عض هو وأصحابه في «القاعدة» يد الملا محمد عمر الذي استضافهم وحماهم في أفغانستان وأمرهم ألا يصطدموا بأميركا لأنه هو (محمد عمر) ودولته لا طاقة لهم بهذا الصراع، وكانوا بايعوه كأمير للمؤمنين على السمع والطاعة، فخانوه ونكثوا بيعته ونفذوا أحداث 11/9/2001 من وراء ظهره وأطاحوا إمارة أفغانستان الإسلامية وحولوا الملا محمد عمر من سلطان دولة إلى رجل حرب عصابات، وتسببوا في سقوط آلاف القتلى من العرب والأفغان مع الهجوم الأميركي على أفغانستان في 7/10/2001 وكل هذا في رقابهم.
هذا جزء من حقيقة أيمن الظواهري وأميره بن لادن – من دون التزييف والدجل الإعلامي الذي يسبغه عليهما أتباعهما – لا أخلاقية متناهية، وذكرت هذا ليحذر منهم الشباب الناشئ المفتون بهم والذي لا يعرفهم.
تحريف كتاب
نحن نعلم أن الظواهري اعتذر لك عن ما جرى من تحريف لكتابك «الجامع» فلماذا استمر الخلاف بعدها؟
– من أقبح ما اعتذر به أيمن الظواهري وجماعته عن تحريفهم كتابي «الجامع» قولهم إنهم كانوا ينفقون عليّ أثناء كتابتي له، فكان عذرهم أقبح من ذنبهم، فهل كان أحد منهم ينفق علي من ماله أو من مال أبيه، إنها أموال المسلمين (تبرعات)، وعاش أكابر العلماء على ذلك (على أموال الأوقاف) كابن الصلاح والنووي وابن تيمية وابن القيم وابن كثير وغيرهم، فهل جاء ناظر الوقوف ليبدل ما لا يعجبه في كتبهم، وأنا ما أخذت من أموال التبرعات نفقة معيشة إلا فترة قصيرة للتفرغ لإتمام الكتاب. وقال الشاطبي في «الموافقات» إن «من قام بحاجة المسلمين وجب على المسلمين القيام بحاجته وإنما يكون ذلك من بيت المال»، وهذه القاعدة دليلها إجماع الصحابة رضي الله عنهم فإنهم منعوا أبا بكر الصديق من الاشتغال بالتجارة ليتفرغ لشؤون المسلمين، ثم من بعده عمر وسائر الخلفاء، فهل جاء أحد من الرعية ليبدل فتوى أحد الخلفاء بدعوى أنهم يأكلون من مال المسلمين؟
قال البخاري رحمه الله في كتاب الأحكام من صحيحه «باب رزق الحاكم… وأكل أبو بكر وعمر»، وروى البخاري خبر أبي بكر في كتاب البيوع (حديث 2070) وشرحهما ابن حجر رحمهم الله. وكان سيد قطب رحمه الله مستشاراً في وزارة التربية والتعليم فهل بدل جمال عبد الناصر كتبه؟
فعل الظواهري وجماعته ما لم يفعل أحد قبلهم من خيانة الأمانة وتحريف كتب العلم الشرعي، واعتذروا بعذر هو أقبح من ذنب، وهل كانت مهنتي لا تغنيني، وكانوا كلهم يعيشون على التبرعات وما قدموا شيئاً نافعاً للإسلام؟ وبقيت كلمة أخيرة هنا ما كنت أحب أن أقولها، وهي أن أموال التبرعات التي يقولون إنهم يعطونني منها نفقة أنا الذي أرسلتها إليهم، فقد اتصل بي الأخ خالد الفقي مطلع 1993 وقال لي إن معه نصف مليون ريال سعودي (133 ألف دولار) تبرعات سيرسلها إلي في بيشاور، فقلت له أعطها للإخوة لإعاشة الأسر والإخوة المنقطعين فعاشوا منها وتزوجوا. ثم دعوت عليهم أن يمزقهم الله كما مزقوا كتابي فمزقهم سبحانه أشتاتا.
«الجهاد» و«القاعدة»
طالما وصل الحديث إلى ابن لادن كيف نشأت العلاقة بين جماعتي «الجهاد» و«القاعدة»؟
– عندما وصلت بيشاور في 1983 لم يكن بها من العرب إلا نحو عدد أصابع اليدين، ثم ظهر الشيخ عبد الله عزام وأسس «مكتب خدمات المجاهدين» أواخر 1984 وكثرت الدعاية للمشاركة العربية في الجهاد الأفغاني فتزايد الوجود العربي تدريجاً ونشأت جماعة الجهاد قبل القاعدة، ومرت القاعدة بأربع مراحل:
– المرحلة الأولى (مرحلة المعسكر والجبهة) أواخر عام 1987، كان بن لادن يجمع الأموال من السعودية ويسلمها للقادة الأفغان وللشيخ عزام، فاشتكى بعض الشباب لابن لادن من تجاوزات في «مكتب الخدمات» فقرر بن لادن إنشاء عمل مستقل عن الشيخ عزام، بدأ بمعسكر التدريب وجبهة قتال في منطقة جاجي في أفغانستان قرب الحدود مع باكستان، وساعدته في ذلك كوادر من جماعة الجهاد الذين بفضل مهاراتهم العسكرية العالية توافد عليهم الشباب بكثرة، وزاد عدد معسكرات التدريب بالتبعية.
– المرحلة الثانية (مرحلة التنظيم) في عام 1989، لما كثر الشباب ومن جنسيات مختلفة، وإن كانت غالبيتهم من السعودية واليمن، بدأ بن لادن يطلب منهم البيعة لنفسه كأمير للجهاد، فتحولت «القاعدة» من معسكر وجبهة إلى تنظيم.
– المرحلة الثالثة (مرحلة غربلة التنظيم) عام 1990 لاحظ بعض من بايع بن لادن من ذوي الخبرة في العمل الإسلامي أن بن لادن يغير أهدافه وخططه سريعاً من الجهاد الأفغاني إلى الرمي بثقله في الجهاد في اليمن الجنوبي قبل انتهاء الجهاد الأفغاني، إلى محاولة اغتيال محمد ظاهر شاه (ملك أفغانستان السابق) في إيطاليا، إلى تجهيزه للاشتراك في حرب الخليج الثانية ضد العراق لما احتل الكويت، فطالبه بعض أتباعه بأن يكون للقاعدة منهج (دستور) يحدد أسس قيامها وأهدافها والتي بناء عليها يأخذ بن لادن البيعة من الشباب، فرفض بن لادن أن يتقيد بأي منهج ليعطي لنفسه حرية التصرف في أتباعه كما يشاء وطرد من طالبه بمنهج، ومن وقتها – وللأسف – أصبح لا يتبع بن لادن إلا أحد رجلين: رجل جاهل بدينه أو رجل منتفع بدنياه، وأصبح على الكل السمع والطاعة العمياء وإلا فالمصير معروف (من اعترض طرد) وأصبح أكثر أتباعه من صغار الشباب من السعودية واليمن الذين تحركهم العاطفة الإسلامية أكثر من الضوابط الشرعية وكذلك من الأعاجم (من آسيا وأوروبا) الذين فهمهم للدين محدود وتحركهم العاطفة، وبخاصة من أسلم منهم حديثاً ولم يتعلم دينه.
– المرحلة الرابعة (مرحلة المواجهة العالمية) عام 1993، وذلك في السودان، عندما كشف بن لادن عن رغبته في الصدام مع القوى الدولية، خصوصاً أميركا، فتركه بعض أتباعه وحتى من أقاربه وأصهاره، وكان إعلانه عن «الجبهة العالمية لمحاربه اليهود والصليبيين» عام 1998 مجرد تحصيل حاصل لما كان يجري الإعداد له من 1993 من رصد الأهداف الأميركية والأوروبية التي يمكن ضربها في أنحاء مختلفة من العالم.
هل معنى ذلك أن للمصريين الفضل في تأسيس «القاعدة»؟
– أفراد جماعة الجهاد هم الذين أسسوا القاعدة وأداروها وحاولوا أن يحسنوا توجيه بن لادن وأن يقللوا من تفلتاته الشرعية، ثم قطعت صلتي بالجميع عام 1993 لما رأيت الأغلب متبعاً لهوى نفسه، وقال الله تعالى «ومن أضلُّ ممن اتَّبع هواه بغير هدى من الله إن الله لا يهدي القوم الظالمين» (القصص 50).
ولهذا فإنني أقول إنه ليس لـ «القاعدة» منهج ولا فكر ولا منظّر ولا مفت إلا ما يراه بن لادن برأيه الشخصي و(من اعترض تم طرده). هذا المسلك هو الذي أدى إلى وقوع أحداث 11/9/2001، ومن بقي مع بن لادن كان عملهم تبرير أخطائه وآرائه بشبهات من الشريعة يلبسون بها على الجهال. وانضم الظواهري إلى «الجبهة العالمية» في 1998 ومعه نفر قليل فصلتهم «جماعة الجهاد» وأعلنت عن ذلك.
**
قصة الحوار مع «الدكتور فضل» … السلطات سهّلت والحديث استغرق عشر ساعات … في يومين
مُنظر «جماعة الجهاد» المصرية الدكتور السيد إمام عبد العزيز الشريف أطلق وثيقته «ترشيد الجهاد في مصر والعالم»، لكنه لم يصمت خلف أسوار سجن طرة حيث يقضي عقوبة صدرت في حقه من محكمة مصرية، فالرجل الذي أحدث ضجة كبيرة وآثار جدلاً واسعاً حول أسباب كتابته الوثيقة والأسس الشرعية لتحريمه أفعال الجماعات الإسلامية الراديكالية ضد أنظمة الحكم، وكذلك ضد الأجانب سواء في أوطان الجماعات أو في الغرب، إذ آثر أن يرد على منتقدي الوثيقة، وعلى الذين اتهموه بموالاة الحكومة المصرية والخضوع لضغوطها ليكتب الوثيقة.
الشريف، الى اليسار، مع الزميل محمد صلاح
كان مدير مكتب «الحياة» في القاهرة الزميل محمد صلاح دعا في مقالة له الشريف المعروف بين الأصوليين باسم «الدكتور فضل» إلى حوار حول وثيقته يرد فيه على أسئلة واستفسارات طرحها خبراء في شؤون الجماعات الإسلامية، ومناوئون للإسلاميين، ومؤيدون لهم، ورموز من الإسلاميين المصريين المقيمين في الخارج، وضعت علامات استفهام حول موقفه من زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن ونائبه الدكتور أيمن الظواهري، وأيضاً حول بعض العبارات والنقاط التي وردت في الوثيقة وأسباب كتابتها داخل السجن المصري وليس قبل أن يسلّم إلى مصر عام 2004 حين كان يعيش حراً طليقاً في اليمن، وتأثير وثيقته في مستقبل الجماعات الأصولية الراديكالية.
وتلقت «الحياة» من المحامي منتصر الزيات ما يفيد بأن الدكتور فضل قَبِل الحوار مع «الحياة» ومستعد للإجابة عن الأسئلة حول نشاطه السابق والوثيقة وما أثارت من جدل، لكن شرطه الوحيد الالتزام بنشر ما يقوله من دون حذف أو اختصار تفادياً بما قد يحدث إذا فسر بعض عباراته بما لا يقصد.
وقدمت «الحياة» عبر المحامي الزيات طلباً إلى وزارة الداخلية المصرية للسماح لها بدخول سجن طرة حيث يوجد فضل وإجراء الحوار معه، وأفاد الزيات انه حصل على تصريح بإجراء الحوار مع فضل داخل السجن.
وكانت «الحياة» أجرت سلسلة حوارات في عقد التسعينات من القرن الماضي مع خمسة من قادة التنظيمات الإسلامية أثناء فترة العنف الديني، جرت في جزء من السجن يطلق عليه اسم «سجن المزرعة»، أما الحوار مع «الدكتور فضل» فجرى في جزء آخر اسمه «سجن شديد الحراسة». في غرفة أحد الضباط، واستكمل في الهواء الطلق في الفناء الملحق بالسجن، وأبدى «فضل» تفهماً لكل ما أثير حول وثيقته من ردود فعل، ورحب بشرح الوثيقة والنقاط الغامضة فيها، والرد على منتقديه، وكشف معلومات عن النقاش الذي جرى بينه وبين عدد من قادة «الجهاد» الموجودين داخل السجون المصرية أثناء إعداده الورقة، كما روى تفاصيل العلاقة بينه وبين بن لادن والظواهري وطبيعة الحياة في الأماكن التي أقاما فيها في باكستان والسودان. وخلص إلى أن «القاعدة» تحولت إلى مجرد أفكار يسعى بن لادن والظواهري إلى تصديرها إلى شباب في بلدان عدة لينفذوا ما صار التنظيم يعجز عن تنفيذه. ورأى أن «القاعدة» انتحرت حين نفذ عناصرها هجمات أيلول (سبتمبر) 2001.
و«الحياة» توجه الشكر إلى وزارة الداخلية المصرية للتسهيلات التي وفرتها لإتمام الحوار، كما تثمن دور المحامي منتصر الزيات.
http://www.daralhayat.com/special/issues/12-2007/Item-20071207-b5cd7958-c0a8-10ed-00c1-a41e8318c8b6/story.html
جرى الحوار مع الدكتور فضل على مدى يومين واستغرق نحو عشر ساعات وتنشره «الحياة» في ست حلقات.