مع استمرار الفوضى في الضفة وعودة الهدوء النسبي إلى غزة
غزة ـ لندن: «الشرق الاوسط»
في الوقت الذي اكدت فيه حركة حماس أن اجهزة الامن التابعة للسلطة تشن حربا عليها في الضفة الغربية، حمل قيادي بارز في الحركة، معتقل في السجون الاسرائيلية الرئيس الفلسطيني محمود عباس (ابو مازن) المسؤولية عن «أي أذى تتعرض له عائلته وأطفاله على ايدي عناصر الأمن التابعين له».
وقالت حماس في بيان لها إن عناصرها «تعرضوا لأكثر من 205 اعتداءات خلال خمسة أيام في الضفة الغربية» تضمنت حالة إعدام واحدة وحالات اختطاف وإطلاق نار وتخريب ممتلكات.
من جانبها، اتهمت حركة فتح القوة التنفيذية وكتائب القسام التابعتين لحماس، باقتحام منزل الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات وكذلك رفيق دربه خليل الوزير (ابو جهاد)، وهي تهمة لم تردها حماس بعد.
واتهم جمال الطويل رئيس بلدية البيرة، المعتقل في رسالة بعث بها من السجن، وقام المكتب الاعلامي لحماس بتعميمها على وسائل الاعلام، عناصرَ من اجهزة الامن ومسلحين من كتائب شهداء الاقصى، التابعة لحركة فتح، داهموا منزله وحاولوا اختطاف زوجته. واضاف أنه عندما لم يعثر رجال الامن على زوجته، اعتقلوا شقيقيها وصهرهما كمساومة حتى يسلموهم زوجته. واضاف الطويل «يكفي الأسير همه وهو يعرض يوميا وفي كل لحظة إلى ظلم السجان وسياسته القمعية ويعيش في سجون تفتقر إلى أدنى متطلبات العيش الإنساني الكريم»، معتبراً أن هذا السلوك «المدان والجبان يرسل برسالة تحمل في طياتها أبعادا مختلفة بالغة الخطورة، وهي أن الأسرى وأبناء المقاومة لا ظهر لهم ولا سند ولا حماية، وعليهم أن يبقوا في قلق دائم سواء كانوا داخل السجون أو خارجها، وان القلق يشمل أسرهم وأطفالهم وزوجاتهم، وان المجتمع عاجز عن حمايتهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم». وشدد الطويل على أن «هذا السلوك يعد تجاوزا لكل الأعراف الإسلامية والعربية والإنسانية والأخلاقية». واضاف «أنني أوجه نداء لأصحاب الضمائر الحية الذين يحافظون على البوصلة في هذه الأزمة الخطيرة أن يأخذوا دورهم في لجم هذا التوغل على قيمنا وأعرافنا، وإنني أضع أبنائي وعائلتي أمانة في أعناقهم وأعناق كل الشرفاء في وطننا العزيز». من ناحية ثانية، شهدت محافظات شمال الضفة الغربية عمليات حرق واقتحام للمؤسسات التابعة لحماس، إضافة لاختطاف واعتقال عدد من عناصرها. ففي طولكرم، اعتقلت أجهزة الأمن الفلسطينية عبد الرحيم متروك في مخيم طولكرم، إضافة لاعتقال طارق رضوان وفادي زبن من قرية كفر رمان شرق المدينة. وداهمت الأجهزة الأمنية عددا كبيرا من منازل نشطاء حماس في المدينة ومخيماتها وضواحيها، وأقامت عددا من الحواجز على مفترقات ومداخل المدينة ومخيماتها. وأكد مستشفى الزكاة في طولكرم تعرضه لعمليات اقتحام ودهم من قبل عناصر الأجهزة الأمنية الفلسطينية وفتح وعبثت بمحتوياته.
وفي قلقيلية، بلغ عدد عناصر حماس الذين اعتقلوا ثلاثين منذ ظهر أمس، أبرزهم الشيخ رياض ولويل، ومحسن حردان. واقتحم مسلحون بلدية قلقيلية واحرقوا مقر نقابة العمال الإسلامية في المدينة بالكامل، ودمروا مقر النادي الإسلامي وإذاعة محلية للأطفال. وفي جنين، اقصى شمال الضفة الغربية اختطف مسلحون آدم بشارات المقرب من حماس من بلدة طمون شرق جنين. وأحرقوا مقر جمعية جذور للتراث والفنون والمدرسة الإسلامية الأساسية في مدينة نابلس، الى جانب احراق روضة في بلدة قوصين بكامل محتوياتها، بحجة انتماء أصحابها لحماس. واقتحمت عناصر من فتح مقر البلدية وأعلنت حل المجلس البلدي وتعيين لجنة مؤقتة من فتح بدلا منها، إضافة إلى دهم مقر إذاعة جبل النار ومؤسسة الإيمان لتحفيظ القرآن الكريم، ومؤسسة التطوير والازدهار ومركز الراشد للتنمية البشرية ومركز معالم للتطوير والاستشارات الهندسية وتخريبها بالكامل. واقتحم مسلحون مصنع الصفا للألبان التابع للجنة زكاة في نابلس، واجبروا موظفيه للخروج منه فورا تحت قوة السلاح، مهددين بحرقه بالكامل خلال ساعات. وفي مدينة سلفيت، قام عناصر من فتح باقتحام مقر الكتلة الإسلامية في جامعة القدس المفتوحة في المدينة وحطمته بالكامل، إضافة إلى حرق سيارة الشاب محمد أبو يعقوب من قرية كفل حارس بالقضاء.
وفي الطرف الآخر، اتهم الناطق الرسمي باسم فتح أحمد عبد الرحمن «عصابات وميلشيا حماس، باقتحام صباح اليوم (امس) منزل القائد الرمز الرئيس الشهيد ياسر عرفات، وكسر الباب الخارجي ودخول المنزل عنوة تحت تهديد السلاح، وسرقته ونهب محتوياته، إضافة إلى سرقة أوراق الرئيس الشهيد أبو عمار، والدوس على صورته وملابسه العسكرية وتحطيم أوسمته والهدايا التي تلقاها من رؤساء العالم وميدالية جائزة نوبل للسلام».
وقال «إن أفراد تلك العصابات اقتحمت غرفة زوجته وابنته في الدور الثاني من المنزل وسرقوا الملابس النسائية وداسوا على صورة الرئيس الشهيد مع ابنته زهوة وزوجته سهى عرفات». واضاف «أن هذه الجريمة وقعت بعد أن تعهد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس بان بيت الرئيس الشهيد ياسر عرفات لن يمسه أحد». وتابع القول «إن هذه الجرائم إنما تكشف للعالم كله حقيقة تنكر قيادة حماس للنظام السياسي الفلسطيني وللديمقراطية التي أوصلت حماس إلى السلطة، حيث اعتبرتها مجرد سلم للانقلاب على الشرعية الوطنية للانفراد بالسلطة وفرض دكتاتورية الرأي الواحد واللون السياسي الواحد وتدمير التعددية السياسية وفرض واقع إرهابي وتحويل قطاع غزة إلى جمهورية صومالية جديدة».
واتهمت فتح ايضا القسام والتنفيذية بسرقة منزل خليل الوزير (أبو جهاد). ونقلت وكالة الانباء الفلسطينية «وفا» عن انتصار الوزير )أم جهاد) عضو اللجنة المركزية لفتح تأكيدها في اتصال هاتفي، سرقة المنزل بالكامل، بما فيه أوراق ومقتنيات شخصية خاصة بزوجها وبخط يده، بالإضافة إلى أوراقهم الثبوتية والشخصية للعائلة، ومصاغها الشخصي.