بيروت الشفاف – كمال ريشا
اخيرا وبعد انتظار دام اكثر من اربعة اشهر تشكلت الحكومة اللبنانية من ثلاثين وزيرا من بينهم 13 وزيرا جديدا وفق صيغة 15 – 10 -5 اي 15 وزيرا للاغلبية و10 وزراء للاقلية وخمسة وزراء تم احتسابهم من حصة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان.
وفور اعلان الحكومة التي لم تفاجئ احدا في تركيبتها وتشكيلتها ولا في اسماء الوزراء والحقائب، ساد شعور لدى جميع الاطراف أنّ هذه الحكومة ليست تلك التي كان اللبنانيون يأملون تشكيلها، خصوصا قوى 14 آذار التي اعتبرت ان الحكومة بتشكيلتها الحالية سرقت منها الانتصار الذي حققته في الانتخابات النيابية في السابع من حزيران الماضي.
قوى الرابع عشر من آذار اعتبرت ان الحكومة الحالية خاضعة في توازناتها الداخلية لامكان التعطيل من جانب المعارضة وقوى 8 آذار إضافة الى اسماء الوزراء الذين اقترحتهم المعارضة والذي يمثل بعضهم رمزا للحقبة السابقة بسوداويتها على خانة العماد عون، إضافة الى دخول عدد من وزراء المعارضة على الملف الاقتصادي الذي اطلقه الرئيس الشهيد رفيق الحريري وحالت عهود الوصاية دون اكتمال تنفيذه.
وتعزّي قوى الرابع عشر من آذار نفسها بالعودة الى شعار الواقعية السياسية التي تستنتج آليات الحد من الخسائر في ضوء الواقع الميداني الذي تشهده البلاد لجهة وجود سلاح بيد فئة من اللبنانيين اعلنت مرارا ومارست التهديد المباشر باستخدامه في الداخل اللبناني خصوصا في السابع من ايار من العام 2008.
وانطلاقا من القراءة الواقعية فإن الاكثرية وقوى 14 آذار ترى ان وجود ونجاح رئيس الحكومة سعد الحريري في تشكيل الحكومة هو اول معالم الانتصار إضافة الى نوعية الاسماء التي تم اختيارها لتولي الوزارات، والاهم من كل ذلك إحباط مشروع المعارضة لإفراغ البلاد من المؤسسات بعد إفشال مشروع إنتخاب رئيس للجمهورية لفترة اكثر من ستة اشهر وتعطيل المجلس النيابي السابق لاكثر من سنة ونصف السنة إضافة الى تأخير تشكيل الحكومة لاكثر من اربعة اشهر.
وانطلاقا من الواقعية السياسية والموضوعية، فإن إعادة تموضع رئيس اللقاء الديمقراطي خارج قوى 14 آذار واستمراره داخل الاغلبية شكلت عاملا ضاغطا على هذه القوى وفي مقدمها الرئيس سعد الحريري، لانه حد من حركة الحريري ووضع قيودا على هامش المناورة لديه فضلا عن ان العديد من مكونات قوى الرابع عشر من آذار اصيب بخيبة امل من خلال قراءته للتقارب السعودي السوري انطلاقا من ان هذا التقارب سينعكس انعطافا استراتيجيا لصالح سوريا وان جنبلاط هو الذي ادرك قراءة هذا التحول وكان سبّاقا في اعادة تموضعه وسعيه الى الذهاب الى سوريا وإجراء مصالحات مع حزب الله وسائر مكونات المعارضة، ما اثار مخاوف هذه المكونات في قوى الرابع عشر من آذار من ان التقارب السعودي السوري يعيد انتاج نفسه وسوف يعيد لبنان حكما الى حقبة الوصاية السورية خصوصا وان المتعاطفين مع السياسة السورية في لبنان سعوا الى تشييع ان هذا التقارب انهى قوى الرابع عشر من آذار وتاليا على جميع الفرقاء اعادة تموضعهم.
واخيرا، لا بد من تسجيل الاعتراض الكتائبي على الحقيبة الوزارية التي اسندت لممثل الحزب. فقد اشارت مصادر تعمل على خط الوساطة مع الحزب ان الوزير سليم الصايغ سوف يلتحق بالركب الوزاري بعد ان يستكمل الحزب اجراءاته الاعتراضية وان الحزب يسعى الى انتزاع اي مكسب للقبول بالحقيبة انطلاقا من التجربة التي حصلت مع الوزير بطرس حرب الذي طالب بوزارة العدل واسندت اليه وزاره العمل نتيجة للتوازنات الدقيقة التي حكمت عملية التشكيل. الا ان قوى الرابع عشر من آذار طالبت بما يشبه الاجماع النائب حرب بالمشاركة الحكومة نظرا لاهمية الموقع والدور الذي يضطلع به الوزير حرب في صفوف الاغلبية وان حزب الكتائب لن يرضى باقل من الذي حصل مع النائب حرب لكي يوعز لوزيره للحلق بالركب الحكومي.
على الخط الآخر ومع الاشارة الى انه إذا كانت الاغلبية النيابية توزعت بين وزراء اللقاء الديمقراطي الثلاثة وسائر مكونات تحالف قوى الرابع عشر من آذار، فإن الوضع على جبهة قوى 8 آذار ليس بافضل حالا. فوزراء المعارضة توزعوا بين الموالين لسوريا وهم وزراء الرئيس نبيه بري ووزير يمثل النائب سليمان فرنجية وهناك ايضا الموالةن لايران من وزراء لحزب الله يضاف اليهم حصة العماد عون التي اغرق البلاد بتصريحات متناقضة خلال حقبة التعطيل التي تصدرها من انه يسعى الى استعادة حقوق المسيحيين وادخل على السياسة اللبنانية مفردات تخالف الدستور والاعراف القانونية والديمقراطية.
فحصة العماد عون في الوزارة لا تمت الى المفهوم الكلاسيكي للمصالح المسيحية والمارونية بشيء، والوزير العوني الوحيد في هذه الحكومة هو صهره جبران باسيل. اما سائر الوزراء الآخرين الذين سماهم العماد عون فليسوا من التيار العوني. فالوزير فادي عبود قريب من الحزب السوري القومي الاجتماعي، والوزير شربل نحاس من قدامى الحزب الشيوعي وكان على علاقة وطيدة بالحقبة السورية، اما الوزير سليمان فرنجية فهو من تيار المردة والوزير ابراهيم دده يان فهو من حزب الطاشناق. ولكل من هؤلاء الوزراء حساباته السياسية والحزبية التي وان كانت تتقاطع اليوم مع مصالح العماد عون فان الامر قد لا يكون كذلك في مرحلة لاحقة بدليل تسمية حزب الطاشناق، الذي هو في عداد تكتل الاصلاح والتغيير، للرئيس الحريري لتشكيل الحكومة في الاستشارات النيابية الملزمة خلافا لرغبة عون.
وخير تعبير لما حصل مع العماد عون هو ان النواب الذين تمت اعارتهم له لتضخيم كتلته النيابية تم استرجاعهم منه في التسميات الوزراية.
واذا كان لا بد من تسجيل موقف من التسميات في الحكومة الجديدة فانه يحسب لتيار المستقبل الذي يفاجئ اللبنانيين عند تشكيل كل حكومة باعطاء الفرص لكفاءات لبنانية خصوصا النسائية لتولى العمل في الشأن العام.
العماد عون ابرز الرابحين“نوضوها تشطح.. دارتها بصح..” مثل مغربي يقصد به أنهن أوقفنها مجاملة لكي ترقص فصدقت نفسها وقامت بالرقص. هذا حال الفيلسوف كاتب المقال وردود بعض القراء. لا أرى خسارة لميشيل عون — وأنا من المغرب على بعد نصف الكرة الأرضية من لبنان— الرجل مرغ أنف الحريري في الأرض وأخذ ما أراد ( أربع حقائب مارونية و الاتصالات والطاقة) وماذا ترك للقريطيميين وزارة العدل في دولة قضاؤها يحكم بالهواتف وتجاوزا ترك العدل للحريري جبر خاطر للمحكمة النكتة. الكتائب والقوات التي صدعت رأسنا بالحرية والاستقلال ماذا أخذت لاشيء ذا قيمة. ليس الذنب ذنب عون لأنه ذكي ولعب على تحالفه مع… قراءة المزيد ..
حكومة امر واقع في لبنان والعماد عون ابرز الخاسرين
لا شك أن الكاتب محلل بارع، وقد قرأت له مقالات وتحليلات عدة، بعضها مترجم إلى اللغة الفرنسية والإنجليزية، علماً بأن بعضها أيضاً قد ترجم إلى الايطالية وحتى التركية (ابحث على جوجل أو ياهو…) في تلك الكتابات، كان الكاتب يدخل جداول تفصيلية حيث يبرز تراتبيات حين يتحدث عن مقارنة وإلى ما هنالك. أما هنا وقد أخبرنا عن أكبر الخاسرين، أين الجدول المرجو عن التراتبية، من الخاسر الاكبر حتى الرابح الاكبر؟ لا شك أنها سهوة سيعوضها الكاتب اللامع لاحقاً.
حكومة امر واقع في لبنان والعماد عون ابرز الخاسرين
The Minority are true the loosers, for stages, once when Syria withdrew from Lebanon, second when they lost the Elections, but they are still in control of the country, and the proof when there was no new cabinet until Assad gave the orders to the Minority to go ahead of his visit to France, so the pleasure was for Assad and not Lebanon, and those to be blamed who brought Aoun to this extent of madness.
khaled-lebaneseaffairs.com
حكومة امر واقع في لبنان والعماد عون ابرز الخاسرين العماد عون ابرز الخاسرين كلام مئة بالمئة صح والدليل على ذالك كان يريد وزارة الإتصلات لصهره جبران باسيل وهو قالها علناً على المرئي والمسموع فلم يحصل عليها صهره كان يريد وزارة الداخلية أيضاً فلم يستطيع الحصول عليهاثم كان يريد عددالوزراء مناصففة بينه و بين الأكثرية فولدت الحكومة15أكثرية 10أقلية و 5 للرئيس الجمهورية وسقط إتفاق الدوحة من يده أيضاً لأنه كان يريد أستمرارية إتفاق الدوحة على حساب إتفاق الطائف والدليل على خسارته أيضاً عندما أدلى بتصريح بأنه لا غالب ولا مغلوب لو كان غالب لصرع الدنيا بأكملها وأقام لها مهرجاناً بل أنه… قراءة المزيد ..
حكومة امر واقع في لبنان والعماد عون ابرز الخاسرين فقر ثقافة ميشال عون السياسية، ظاهر فاقع كـ”الشعرة في العجينة” في هذه “الحكومة”، وما ساهم في تفجّر ظاهرة الفقر الثقافي السياسي هذا، “ليونة” سعد الحريري البالغة حدّ الميوعة التنازلية، المغذاة بطبعه الشخصي وبضغوط السلاح الداخلي والاستسلام الجنبلاطي المموّه “تحوّلاً”، وبالمقتضى السعودي معاً. ثمة ما يذكّر، في هكذا “حكومة”، بـ13 تشرين أول 1990 جديد، بعدوان سياسي لا عسكري، هذه المرة. وبطله، هذه المرة أيضاً، ميشال عون. كما أنه وبمعزل عما يعتري هذه الحكومة من محدّدات إعاقية صريحة، فإنها هي في واد، والشعب في واد آخر، رغم التقليد الإصطفافي لدى شرائح لا بأس… قراءة المزيد ..