هل قام جماعة “اللجان الثورية” التي يقودها “أحمد إبراهيم” بتخريب حفلة غنائية أقيمت في بنغازي وشارك فيها مغني إيرلندي، نكايةً بـ”سيف الإسلام”. أم أن “العقيد القذافي قد أمر لجانه بالتحرك، ربما لتلقين ابنه سيف الاسلام درسا، ربما يكون في القيادة والسيطرة”؟
وحسب موقع “أخبار اليبيا”: تدور احاديث بين الليبيين ان اللجان الثورية، الحزب الحاكم في ليبيا، هي الجهة التي تقف وراء احداث الشغب التي جرت الليلة في مدينة بنغازي، في الحفل الذي تم تنظيمه بمناسبة الملتقى الثاني للشباب الليبي.
وقيل ان سبب شغب اللجان الثورية جاء احتجاجا على عزف الموسيقى الغربية. ومعلوم ان العقيد معمر القذافي قد اشرف في سبعينيات القرن الماضي على تظاهرة لحرق الالات الموسيقية الغربية، وقامت اللجان الثورية بتنفيذ المحرقة.
ولا تزال المعلومات متضاربة حول حقيقة ما جرى، حيث تجاهلت وسائل الاعلام الرسمي الاشارة الى الاحداث، وتم قطع البث بعد ان تعالت الكراسي امام المنصة، واخراج الفنان الايرلندي السير بوب غيلدوف بعجل من على المنصة. وبدأت الفضائية الرسمية في بث نوبات من المآلوف.
واذا صحت المعلومات حول وقوف اللجان الثورية وراء الشغب، فهناك احتمالان، اما ان يكون العقيد القذافي قد أمر لجانه بالتحرك، ربما لتلقين ابنه سيف الاسلام درسا، ربما يكون في القيادة والسيطرة. او ان يكون احد مراكز القوى في البلاد، على سبيل المثال جماعة احمد ابراهيم، هو من يقف وراء ما جرى.
معمّر القذّافي “خط أحمر”
من جهة أخرى، ألقى سيف الإسلام القذّافي خطاباً “فاتراً” يوم أمس تراجع فيه عن بعض طروحاته السابقة، مما قد يعني أن “التأنيب” الذي وصله علناً من والده كان مؤثراً.
ولأول مرّة، فقد استخدم سيف الإسلام بعض تعابير والده حينما قال: “لدينا نوعين من المياه مياه عذبة لليبيين ومياه البحر لمن أراد سوءً لهذا الشعب .. مثل الطيار الأمريكي الذي ألقى البحر جثته عام 1986″! ولم يسبق لـ”سيف الإسلام” أن هاجم أميركا على هذا النحو!
وقال “سيف الإسلام”:
” نحن لن نعيش وضعاً غير استثنائياً للأبد … ولن تستمر البلد تعيش بإجراءات استثنائية … كل الأمور ستقنن .. وتنظم … فالإدارة تحتاج إلى تشريعات وقوانين واستقرار … ولابد من وضع مرجعية فكيف نعيش بدون عقد … ولكل مجتمع دستور أو قوانين لها روح توجه المجتمع وهي الثقافة السائدة … وليس عيباً أن تأتي في ليبيا وتقول أريد أن أطور … وليس حراماً أيضاً … في ليبيا عندنا نظام سياسي مبني على الديمقراطية المباشرة وسلطة الشعب … وعندما طبقنا النظرية واجهتنا مشاكل فالقبائل الكبرى تهيمن في عملية التصعيد بشراء المناصب .. والقبائل الصغرى مسحوقة …. فلن نعود لهذا الوضع … ولابد أن نطور ونبحث عن الخلل .. لنصل إلى الوضع الذي يلائمنا ..
4 خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها .
وأكد المهندس سيف الإسلام أن هناك خطوطاً حمراء في ليبيا وهي :
· أولاً الشريعة الإسلامية هي خط أحمر … من يقول أن ليبيا يجب أن تكون دولة علمانية… فكيف نلغي كتاب الله؟ وكيف نتعامل مع قضية تطبيق الحدود مثلاً… الإسلام هو خط أحمر يجب أن لا نخرج عليه ولا نقبل بغيره
أمن واستقرار ليبيا خط أحمر أيضاً.. بدون أمن ليس هناك تنمية ولا استقرار الأمن مهم للتطوير والبنية التحتية والإسكان
· وحدة التراب الليبي خط أحمر … كلنا مسلمون وعائلة واحدة .. ممنوع المساس بوحدة التراب الليبي
· معمر القذافي أيضاً خط أحمر
كما أكد سيف الإسلام في كلمته على ضرورة أن يكون هناك مؤسسات غير تابعة لأحد مثل :
· مصرف ليبيا المركزي لابد أن يكون مستقلاً وكذلك حساباته تكون اقتصادية بحتة بعيداً عن السياسة وحساباتها
· استقلالية المحكمة العليا وديمومة قضاتها فهي التي تفسر القوانين ولابد أن يتم تعيين قضاتها مدى الحياة
· المؤسسة الإعلامية لابد أن تكون حرة ومستقلة وغير تابعة لأمناء الإعلام أو غيرهم بل يساهم فيها أعضاء نقابات الصحفيين والأدباء والكتاب والفنانين حتى تفضح الفساد والتزوير وأي خلل يطرأ في المجتمع
كما أشار أيضاً إلى وجوب استقلالية مؤسسات المجتمع المدني مثل :
· القيادة الشعبية الاجتماعية … مؤسسة القذافي للتنمية والمؤسسات الأهلية , والروابط والاتحادات والنقابات والمنظمات غير الحكومية لابد أن يكون لها دور في صنع القرار
كما أضاف : لابد من وجود روح تحكم المجتمع … ولابد من مرور قانون العقوبات على الشعب ولابد أن تقسم الإدارة لقسمين واحد بالتعيين وآخر بالتصعيد ولابد من تعميق الحوار للتخلص من هيمنة القبلية ولابد من وجود منابر سياسية للنقاش ولبلورة الأفكار … وأشار في هذا الإطار إلى فكرة تدشين مركزاً جديداً للديمقراطية في ليبيا … وإطلاق نقاش عام حول الإدارة في ليبيا … وحول المؤتمر الإلكتروني ودوره في ترسيخ مبدأ الديمقراطية الليبية المباشرة
وحول ملف حقوق الإنسان قال :
لقد رجعت أملاك الناس التي أممت في السابق
ورجع معظم من كان في الخارج
وقاموا بالاعتذار لكل من أخطئوا في حقه
لكن تظل هناك موضوعات تهدد الأمن القومي الليبي من بينها :
· يأتي من يقول أنا مجاهد ويقوم بتفجير نفسه في الأبرياء … أو يذبح آمنين في بوابة أو موقع آخر
· كذلك الهجرة غير الشرعية تهدد الأمن القومي … ولن نسمح لأحد أن يستغل طيبة شعبنا الصغير الذي قاوم من أجل حريته وأمنه الأتراك والطليان
· كما لن نسمح بمن يتآمر على ليبيا تحت أي مسمى ومن يحاول أن يتحالف مع آخرين خلف البحر أو الحدود فليذهب للجحيم
وأكد المهندس سيف الإسلام إلى أن ليبيا تمضي إلى الأمام … ليبيا لن تمضي لنظام وراثي ولن ترجع إلى نظام ملكي ولن تعود إلى الديكتاتورية … ليبيا ستمضي إلى الأمام … وقال في ختام كلمته :
سنطبق نظامنا الحالي نظام الديمقراطية المباشرة بشكل أفضل وسنرسخه بطريقة أكثر قوة نقولها من هذه المدينة التي شهدت البيان الأول للثورة الذي يعتبر هو أساس الدستور الليبي وهو أهم وثيقة في أي عمل دستوري جديد.