بيروت تحت الإحتلال. بيروت تحت الإذلال.لكن: “«انهم مجانين. فعلا لا يدركون ماذا يفعلون. يظنون ان إظهار بعض المسدسات والبنادق على شاشة تلفزيون المنار يكفي ليثبتوا انهم انتصروا. يضحكون على جمهورهم وعلى من لا يعرف بيروت جيدا. لكنهم لا يستطيعون ان يضحكوا علينا وأن يستخفوا بذكائنا. ما حصل خلال الايام الثلاثة الماضية لم ينته، لأنهم قرروا ذلك. زرعوا الحقد في قلوبنا وعليهم ان يتحملوا النتائج».
المقال التالي من “الشرق الأوسط”
بيروت: سناء الجاك
«عادت أمل» شعار طازج احتل جدران الشوارع والأزقة في بيروت الغربية ولاحظه الأهالي الذين استغلوا «الهدوء النسبي» للخروج وتفقد ما حل بالمدينة بعد سيطرة الميليشيات على الارض. وسارعت غالبيتهم الى شراء المواد الغذائية وتخزينها تحسبا للمجهول الآتي.
«عادت أمل» (الحركة التي يرئسها رئيس مجلس النواب نبيه بري) الى مظاهرها وطقوسها وحواجزها التي كانت سائدة خلال الحرب الاهلية. وعاد عناصرها ليقفوا هذه المرة جنبا الى جنب مع عناصر من الحزب السوري القومي الاجتماعي في منطقة البسطة. هذا المشهد تكرر في أكثر من منطقة وزاد من خشية الأهالي الذين لم يستفيقوا بعد من صدمة وقوعهم تحت حصار الوضع الامني الجديد. لكنهم غالبوا الصدمة وخرجوا لتفقد محيط سكنهم، ثم حاولوا التنقل، مشيا في ساعات الصباح الاولى، وفي السيارات قرابة العاشرة. فقد بدا واضحا ان المسلحين تساهلوا مع سعي البعض الى ازاحة السواتر الحديدية والعبور من شارع الى آخر.
لكن «التشكيلة الحزبية» على الحواجز صفعت ذاكرة الذين يعرفون ان هؤلاء المسلحين الذين كانوا حتى الأمس القريب مواطنين عاديين، خلعوا عنهم قميص المواطنة ولبسوا «القميص الوسخ» للمناطق الغربية في بيروت، تماما كما كانت الحال خلال الحرب الاهلية. لا يصدق العابرون ان هذه «التشكيلة» هي صاحبة القرار على الارض. فالجميع يعرف ان القوة الفعلية والتخطيط لتنفيذها هما مسؤولية حزب الله الذي يملك السلاح والتنظيم الكفيلين بالسيطرة على مناطقهم.
الضحية الاولى لحركة التجول الخجولة كان قانون السير، وذلك من باب ان «للضرورة أحكامها». هذه الاحكام قضت بأن تصبح كل الطرق والشوارع مباحة للسائقين كيفما ارتأوا. لكن الانتهاك بقي مقبولا لغياب الازدحام. اما الضحية الثانية فكانت الطرق والشوارع التي امتلأت بالنفايات والحطام والسيارات المحترقة. لم تنفع محاولات شركة «سوكلين» المولجة جمع النفايات، تنظيف الشوارع، فالعاصفة التي اجتاحتها تحتاج الى أكثر من الهدنة الصباحية.
الحواجز بين الأزقة كانت أشبه بمقاهي الرصيف. مقاعد وكنبات لاستراحة المحاربين. كانوا يجلسون جماعات باسترخاء ولا مبالاة وكأنهم في أمكنتهم الطبيعية. يراوح عدد كل مجموعة بين الثلاثة والخمسة عناصر. بعضهم من سكان الاحياء والبعض الآخر غرباء قدموا لـ«النضال». حولهم تنتشر آثار السهر من بقايا مشروبات غازية وقشور المكسرات والفاكهة وتغطي المكان وتعيد الى الذاكرة الطقوس التي كانت متبعة قبل نوفمبر (تشرين الثاني) 1989، تاريخ انتهاء الحرب الاهلية مع اتفاق الطائف. الصمت والوجوم استمرا سمة العابرين، يضاف اليهما غضب كامن. يقول هيثم من سكان النويري، بصوت هامس: «انهم مجانين. فعلا لا يدركون ماذا يفعلون. يظنون ان إظهار بعض المسدسات والبنادق على شاشة تلفزيون المنار يكفي ليثبتوا انهم انتصروا. يضحكون على جمهورهم وعلى من لا يعرف بيروت جيدا. لكنهم لا يستطيعون ان يضحكوا علينا وأن يستخفوا بذكائنا. ما حصل خلال الايام الثلاثة الماضية لم ينته، لأنهم قرروا ذلك. زرعوا الحقد في قلوبنا وعليهم ان يتحملوا النتائج».
في منطقة رأس النبع انتشار متواضع لشباب حزب الله. نعرفهم من الشرائط الصفر حول سواعدهم. يقترب أحدهم من غسان، وهو أحد سكان المنطقة، ويسأله اذا كان احد قد أساء إليه. لا يجيب غسان يمشي بضع خطوات ثم يقول لجاره بائع الخضار: «لم يعد ينفع الحزب هذا الادعاء الكاذب بالأخلاقيات والحرص على الناس. فعلوا ما يريدون ثم سلموا قميص بيروت الوسخ الى حركة أمل والحزب السوري القومي الاجتماعي ليعيث عناصرهما فسادا، وهم يعرفون جيدا ماذا يمكن لهؤلاء ان يفعلوا. فهم ينتظرون مثل هذه المناسبة لتصفية حساباتهم مع الذين رفضوا الوجود السوري وأدواته في لبنان. بالامس كانوا يعبرون في مواكب دراجاتهم النارية ويطلقون ابواقها مرفقة برشقات الرصاص ابتهاجا. واليوم يريدون ان نصدق انهم حريصون علينا».
لكن البعض لم يجد في سقوط أحياء بيروت الغربية بيد الحركة والحزب غضاضة. حتى ان امرأة من سكان بربور لم تتوان عن رش موكب الدراجات المحتفلة بالرز وماء الزهر ورافقت احتفالهم بزغرودة أثارت حفيظة جيرانها. وفي منطقة الحمرا لم يكن الوضع أفضل. الهدنة الصباحية لم تلغ التوتر المسائي الذي كرسه انتشار المسلحين الذين عمدوا الى سؤال المارة عن اسمائهم ومناطقهم. سيدة كانت تزور مريضا في مستشفى كليمنصو سألها مسلح من «القومي» عن اسمها فاستدل على طائفتها وقال لها: «انت مارونية. يمكنك ان تمري».
فرز الامكنة يعيدنا أيضا الى أدبيات الحرب الاهلية. حسان يطلب من صديقه حازم مرافقته الى منزله لشرب فنجان قهوة ومناقشة الاوضاع والمستجدات الراهنة. يرفض حازم ويبرر الامر فيقول: «لا اجرؤ بعد اليوم على زيارتك. منزلك يقع تحت سيطرة الحزب السوري القومي وانا اخافهم».
حسن، وهو شيعي، ينظر الى ما يجري من زاوية مختلفة. يقول: «لا استطيع ان اخرج من جلدي. أحب حزب الله والسيد حسن نصر الله. لكن لا أحب ما يفعلونه ببيروت». ويؤكد انه شعر بالخجل من جاره الذي فتح بيته خلال حرب يوليو (تموز) لأهله الهاربين آنذاك من العدوان الاسرائيلي على جنوب لبنان.
مغامرة التجول في شوارع بيروت الغربية تنتهي مع انتهاء الهدنة الصباحية. تعود الأجواء الى التوتر. اتصال ينبئ من خرج من بيته بأن الطرق بدأت تقفل. لكن العودة ليست بسهولة المغادرة. والإقفال هذه المرة لم يتم بسواتر حديدية يمكن إزاحتها وانما بمكعبات اسمنتية تحتاج رافعة لنقلها من مكانها. الامر الذي يفرض على سكان بربور مثلا الدوران حول المفارق المؤدية الى داخل المنطقة. هنا لا ينفع إلا الإقناع والتحايل على المسلحين ومحاولة استمالتهم بإسم الجيرة وبذكر بعض المعارف من المسؤولين الامنيين في المنطقة. ليأتي الجواب دائما بأن الاوامر تمنعهم من فتح الطريق. لكن الاصرار يفيد والعودة بالسيارة الى المنزل تصير ممكنة، ليواريها صاحبها في مرآب تحت الارض خوفا من اصابتها برصاص طائش او قصف عشوائي.
تعود الشوارع الى سباتها. الهدنة الصباحية قد لا تتكرر. لكنها تردّ من عايش الحرب الأهلية الى الثمانينات من القرن الماضي، آنذاك كان المقاتلون يحددون دوام الحياة ودوام الموت او الانزواء في المنازل.
«حزب الله» يسلم «القميص الوسخ» في بيروت الى ميليشيات «امل» والسوري القوميالذكورة الحولاء د. خالص جلبي العطش إلى “القوة” والمزيد من امتلاكها مرض ذكوري. هذا ما قرره “بروس كارلتون” الخبير في علم التطور. الذكور هم الذين يشنون الحروب، والذكور هم الذين يتحاربون فيَقْتلون ويُقتَلون. والذكور هم الذين أنشأوا “المؤسسة العسكرية” ورسموا قدر المجتمع بمرض التراتبية، وخططوا كل نظام المجتمع على صورة “الثكنة”، كما أشار إلى ذلك “رجاء جارودي” في كتابه “في سبيل ارتقاء المرأة”. والذكور هم الذين شوهوا التطور الإنساني برمته، برؤية العالم بعين ذكورية حولاء؛ فلا يمكن أن يمشي المرء برجل واحدة، إلا في قصة “شق وسطيح”، ولا يمكن… قراءة المزيد ..
«حزب الله» يسلم «القميص الوسخ» في بيروت الى ميليشيات «امل» والسوري القومي
الى حمورابي ولكن لم تذكر انه مليشي طائفي ارهابي تعلم عبادة الاشخاص من النظام الايراني المليشي وتعلم الارهاب ايضا منهم
«حزب الله» يسلم «القميص الوسخ» في بيروت الى ميليشيات «امل» والسوري القوميوُلدالسيد حسن نصر الله في بلدة البازورية الجنوبية القريبة من مدينة صور ( 10كلم شرقي صور ) عام 1960. إضطر وهو صغير وبسبب ضيق حال العائلة وإنعدام فرص العمل في بلدته الجنوبية التي كانت تشكو كغيرها من قرى وبلدات المنطقة من الفقر والإهمال والحرمان للنزوح مع عائلته إلى مدينة بيروت وهناك أقامت العائلة في منطقة الكرنتينا إحدى أحزمة البؤس المنتشرة حول أطراف العاصمة ، وفي هذه المنطقة قضى السيد حسن نصرالله أغلب أيام طفولته . عمل في أولى أيام حياته بمساعدة والده عبد الكريم نصرالله في بيع الخضار و… قراءة المزيد ..