تسود حال من البلبلة غير المعلنة صفوف حزب الله على مستويات مختلفة، سواء القواعد الشعبية وما يعرف بـ”البيئة الحاضنة”، وصولا الى المراتب القيادية العليا في الحزب الالهي.
تشير المعلومات ان الحزب الالهي مستبعد عن اي مفاوضات بشأن الوضع السوري، على الرغم من دفعه بألآف من مقاتليه الى الجبهات السورية الى جانب نظام الاسد. القيادات الالهية وجدت نفسها فجأة امام مواجهة دولية مع الولايات المتحدة والغرب ودول الخليج العربي، من دون ان يتم وضع هذه القيادات في صورة المرحلة المقبلة. فالمفاوضات حصلت في طهران بين جيفري فيلتمان والسلطات الايرانية، وبين السلطان قابوس والسلطات الايرانية، وفي موسكو بين الامير بندر والسطات الروسية ، وحركة موفدين الى الرئيس السوري بشار الاسد، ينصحونه بمغادرة السلطة، ولم يمر أحد على الحزب، الذي وجد نفسه فجأة أيضا، امام خيارات احلاها مر.
المعلومات تشير الى ان الحزب، وإزاء التجاهل المتعمد له من الحلفاء والاسياد والخصوم على حد سواء، لجأ الى بيئته الحاضنة محاولا استطلاع رأيها في الموقف الذي يجب اتخاذه في حال شن ضربة عسكرية على سورية، وهل يجب فتح جبهة الجنوب اللبناني مع اسرائيل لنصرة النظام السوري. فأجرى دراسة ميدانية في خمس قرى جنوبية حدودية هي : عيتا الشعب والخيام وبنت جبيل وعيناتا وحولا.
النتائج التي خلصت اليها الدراسة أظهرت عدم رغبة الاهالي بالإنخراط في اي حرب والتعرض مجددا لمعاناة الحروب واهوالها.
ومن اجوبة الاهالي على الاستطلاع برزت النقاط التالية:
– في العام 2006، كانت سوريا ملاذا آمنا للمهجرين الشيعة من الجنوب، فلجأ اليها اكثر من 200 الف جنوبي، اما اليوم، وفي حال نشوب حرب مع اسرائيل، فلا مكان نلجأ اليه!
– انه بعد حرب العام 2006، تبرعت العديد من الدول لاعادة اعمار هذه القرى الخمس التي شهدت تدميرا هائلا، حيث انجزت امارة قطر وحدها إعادة إعمار اربع قرى، من بين الخمس المستطلعة. اما اليوم، سأل الاهالي، من هي الجهة التي ستعيد اعمار القرى في حال تعرضها للتدمير الشامل على غرار ما جرى العام 2006؟
وحاول الاهالي إبعاد كأس الحرب عن ابنائهم المقاتلين في صفوف الحزب، إذ قال معظمهم إن المقاتلين الذي يقاتلون في سوريا، منهكون ولا يستطيعون خوض غمار حربين في وقت واحد، خصوصا بعد سقوط قرابة 600 من بينهم بين قتيل وجريح.