كما كان مرتقبا حضر الى دار “سيدة الجبل” في “أدما” نفر من قدامى قياديي “القوات اللبنانية” أعلن باسمهم “حنا عتيق” المعروف بـ”الحنون”، جملة إعتراضات على مسيرة حزب القوات اللبنانية، ورئيس الحزب الدكتور سمير جعجع.
عتيق اعلن “انطلاق الحركة التصحيحية التي ستعيد القوات اللبنانية الى ثوابتها التاريخية..”! وفي ما يلخّص اعتراضاته واعتراضات رفاقه، قال: “ان مسألة اختيار القيادة هي من المسائل المقفلة على البحث داخل تلك القوات والقائد نفسه منذ العام 1985 يمارس صلاحياته بشكل مطلق، ومن يريد ان يكون قواتيا، ان يكون ولاؤه الشخصي لذلك القائد الشرط الاول لقبوله في صفوفه..” وأضاف: “هل هناك فعلا من مشروع سياسي للقوات اللبنانية ام الهدف بالتباهي بالحصول على عدد من النواب والوزراء؟ ايكون الحفاظ على المسيحيين من خلال التهجم على بكركي لتحجيم دورها بعد تقليص صلاحيات ودور رئيس الجمهورية؟ اين اموال القوات واملاكها، فأبناء الشهداء يحتاجونها لتعليمهم وللقمة عيشهم كما يحتاجها المعوقون والمصابون والمحررون بعد سنوات اسر طويلة.”
“إن بكركي هي مرجعيتنا والارشاد الرسولي بشأن لبنان موجهنا”!
وكان لافتاً إشارة عتيق إلى “المراجعات المزعومة التي .. تهدف الى.. كسر المناضلين ووضعهم في قفص ايديولوجي غريب عنهم”!
هل الإنفتاح “القواتي” على “اللبنانيين غير المسيحيين” ودعمهم اللافت للثورات العربية هو المقصود بـ”القفص الإيديولوجي الغريب عنهم”؟ “قدامى القوات” معهم حق! هذا فعلاً “جديد” في “القوات”، بمنظور ١٩٧٥-١٩٧٦!! ومثله “الإعتذار” الشهير الذي تفرّد به جعجع بين السياسيين اللبنانيين!
هل يريد قدامى القوات العودة إلى “العصر الذهبي للطائفية والحرب الأهلية وحواجز الخطف على الهوية”؟ أم هل يجدون “إيديولوجيتهم” في تأييد نظام الأسد، كما يفعل ميشال عون مثلاً؟ وفي السياق نفسه، فإن بعض “الرهبانيات المارونية” المعارضة لـ”بكركي” كانت، في السبعينات من القرن الماضي حليفاً لـ”القوات القديمة”. أما “بكركي” نفسها، فلم تكن معهم “على نفس الموجة”! لذلك، لا يصحّ كثيراً شعار “مرجعيتنا بكركي”، والأفضل أن يُقال “بكركي الراعي مرجعيتنا”!
في أي حال، فالتعبير الذي استخدمه عتيق “اننا القوات والقوات لنا تعود” ليس مفاجئاً كلياً. فقد لوحظَ بعد خروج الدكتور سمير جعجع من الإعتقال أنه آثر الإبتعاد عن قسم من الجهاز العسكري القديم لـ”القوات”، من غير أن يقدّم “القواتيون” تفسيراً واضحاً لذلك الإبتعاد (أو الإبعاد)، الذي تدخل ضمنه إعتبارات من نوع “اختراق الأجهزة الأمنية اللبنانية” (تحت التعذيب الشهير..) في عهد لحود لبعض “القدامى”. وهذا، حتماً، مصدر لـ”ضغائن” قد تستمرّ طويلاً. ولكنه، أيضاً، يدعو للتساؤل عن دور ما لـ”الأجهزة” في تحريك “القدامى”!
مصادر “القوات اللبنانية” وضعت مجموعة ملاحظات على تحرّك بعض من يسمّون انفسهم “قدامى القوات” في دير سيدة الجبل في فتقا.
الملاحظة الاولى النافرة هي استعمال نفس الادبيات البعثية الخشبية من زمن بائد، اي “حركة تصحيحية” داخل :القوات اللبنانية”. وأضافت المصادر: لماذا لا ينتسب من يريد من هؤلاء الى “حزب القوات” الذي قدّم شرعة عمل حزبي، واثبت قدرة على التنظيم والديموقراطية، فيشاركون ترشيحاً واقتراعاً لاي منصب؟ او لماذا لا يؤسس هذا البعض حزباً لهم عوض التمثّل والتماثل مع “حركات تصحيح” حافظ الاسد وصدام حسين وجعفر النميري.
اما الملاحظة الثانية، فهي في نوعية الحضور التي تشير إلى الاتجاه السياسي الحقيقي لهذه الحركة ومن وراءها: فجورج كساب وفؤاد مالك، كانا في “الحلقة الضيقة” يوم اعتقل النظام الامني السوري- اللبناني المشترك “سمير جعجع”. لكن الاول اسرعَ قلب السترة والانضواء في صف المستزلمين الطويل، خصوصاً انه صديق صدوق للوزير الاسبق الموقوف ميشال سماحه. والثاني لم يتمهل، بل بادر الى محاولة سحب بساط القوات وترخيص الحزب لصالحه، هو ومن جنّده من اجهزة السوريين في حركة لم تلبث ان ماتت سريعاً. اما جو اده ومسعود الاشقر، فقد توثـّق ارتباطهما بالاجهزة تلك مع عهد اميل لحود خصوصا، ولم يعودا على علاقة بالقوات منذ امد بعيد اصلاً.
وليكتمل المشهد مع جوزيف الزايك الذي التصق كلياً بعون وحزب الله بعد العام 2005.
وتضيف المصادر ان تعداد هذا البعض من الاسماء هو لايضاح المشهد امام الراي العام بما يتناسب وحقيقته وبوصفه “إحياء لميتٍ وهو رميم”! وقول المصادر إنه على الرغم من انكشاف حلقة كبيرة من حلقات هندسته الاستخبارية بشخص ميشال سماحه، فان النظام السوري لن يعدم وسيلةً لمحاصرة سمير جعجع ومحاولة الغائه (محاولة الاغتيال التي تعرّض لها مؤخراً) او الهائه بتفاصيل رخيصة، نتيجة تأييده المطلق للثوار في سوريا.
“سيدة الجبل” أقفلت أمام سمير فرنجية وفارس سعيد وفتحت لـ”الحنون”!
وفي سياق متصل اصدر امين سر “لقاء سيدة الجبل” بهجت سلامة بيانا ابدى فيه استغرابه فتح ابواب الدار امام مجموعة حزبية مشيرا الى ان اللقاء الذي تأسس عام 2001 في أعقاب “نداء مجلس المطارنة الشهير” كان طلب من رؤساء “دار سيدة الجبل”، السماح بعقد الدورة الـ11 للقاء جرياً على عادة اللقاء السنوية، فكان الجواب بأن الدير لا يمكنه السماح بعقد لقاءات كهذه، خصوصا أن وسائل الاعلام ستقوم بتغطية هذا النشاط.
ويضيف سلامه، اما حقيقة الرفض فنجمت عن تخوف رؤوساء الدير من ان يلجأ المؤتمرون الى توجيه النقد للبطريرك الراعي بسبب مواقفه من الثورة السورية.
ويضيف: اما اليوم، السلطات نفسها التي رفضت السماح لمدنيين ومثقفين من الاجتماع في سيدة الجبل تفتح باب الدار لمن يسمون أنفسهم “حركة تصحيحية في القوات اللبنانية”، وكما ظهر من بيانهم فهم لا يسعون سوى الى بث التفرقة والمزيد من التشرذم في وقت نحن احوج ما نكون فيه الى وحدة الصف.
إقرأ أيضاً:
“حركة تصحيحية” لـ”قدامى “القوات”: برعاية “الراعي”.. و”الأجهزة”؟
سمير جعجع إنسان شاذ بكل معنا الكلمي فهو من قتل داني شمعون و المونسنيور خريش و أهان البطرك الراحل خريش والآن بلش بحملته الإعلامية ضد البطرك الراعي قتل عيلة فرنجية، أعدم الجيش البناني, ساهم بتهجير أهلنا من الجبل والآن عم يدعم السلفي الجهادي، Samir jeajea the murderer the cause of every Christian in the Middle East is to spit on you, because we don’t believe in killing beings like you.
“حركة تصحيحية” لـ”قدامى “القوات”: برعاية “الراعي”.. و”الأجهزة”؟
هلق بكركي وكل العالم عملاء للأجهزة؟!
“حركة تصحيحية” لـ”قدامى “القوات”: برعاية “الراعي”.. و”الأجهزة”؟
مع ذلك، قال للخورية: مع هذه البغلة يعرف المرء وجهتها بالتمام، فلا يخطر ببالها أن تسير مباشرة إلى الهاوية، في حين أن هذا الشيخ و هذا البطرك يحملان كل المسيحيين على ظهريهما و يركضان مهشمين قرونهما كالتيوس.
إذهب و صلِّ في الكنيسة، قالت له زوجته، فإذا كان الله راضيًا عنا، فسيضع منذ الغد بغلاً في القصر و بغلاً في البطركية.
(أمين معلوف- صخرة طانيوس- الطبعة العربية الأولى 1994 – منشورات «ملف العالم العربي» – الصفحة 107)
“حركة تصحيحية” لـ”قدامى “القوات”: برعاية “الراعي”.. و”الأجهزة”؟
مع ذلك، قال للخورية: مع هذه البغلة يعرف المرء وجهتها بالتمام، فلا يخطر ببالها أن تسير مباشرة إلى الهاوية، في حين أن هذا الشيخ و هذا البطرك يحملان كل المسيحيين على ظهريهما و يركضان مهشمين قرونهما كالتيوس.
إذهب و صلِّ في الكنيسة، قالت له زوجته، فإذا كان الله راضيًا عنا، فسيضع منذ الغد بغلاً في القصر و بغلاً في البطركية.
(أمين معلوف- صخرة طانيوس- الطبعة العربية الأولى 1994 – منشورات «ملف العالم العربي» – الصفحة 107)