الكلام “المبدئي” للرئيس الإيراني حول حق السوريين في الإنتخاب بحرية، وتأييده الإصلاحات ودعوته الحكومة والشعب لـ”الجلوس مع بعضهم” (أين يجلسون؟ في ساحة العاصي بحماه مثلاً..؟) لن يسرّ نظام بشّار الأسد. فهو يعني أن النظام الإيراني يريد أن “يأخذ مسافة” عن نظام طاغية دمشق، أو أنه لا يريد أن يضع “بيضه” كله في سلّة بشّار الأسد، ببساطة لأنه يعتقد أن بشّار الأسد بات قريباً من السقوط!
“توقيت” المقابلة على تلفزيون “المنار” التابع لحزب الله يعني أن إيران والحزب يدركان أن النظام السوري وصل إلى حالة إنهيار “متقدمة”.
نحن من جهتنا، نقترح على “سيادة” الطاغية في دمشق أن يذكّر أحمدي نجاد وتلفزيون “المنار” بالمجازر التي ارتكبها “الباسيج” في شوارع طهران في العام 2009 لأن شعب إيران (قبل شعب سوريا) طالب بحقه في الإنتخاب بحرية!
باي باي بشّار، حتى نجاد تخلّى عنك!
الشفاف
*
وكالة الصحافة الفرنسية- دعا الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد، الحليف الرئيسي لنظام الرئيس السوري بشار الاسد الذي يواجه ثورة شعبية، الاربعاء الحكومة والشعب في سوريا الى الحوار للتوصل الى “تفاهم بعيدا عن العنف”.
وفي مقابلة مع محطة المنار التابعة لحزب الله، حليف طهران في لبنان، قال احمدي نجاد حسب الترجمة العربية التي قام بها مترجم “الشعب والحكومة في سوريا يجب ان يجلسوا مع بعضهم البعض ويصلوا الى تفاهم”.
وردا على سؤال حول سوريا حيث اوقعت القمع اكثر من 2200 قتيل منذ اذار/مارس، حسب الامم المتحدة، اجاب الرئيس الايراني “اذا كانت مشكلة في البلاد بين الشعوب والمسؤولين يجب ان يجلسوا مع بعضهم ويصلوا الى طريقة الحل بعيدا عن العنف. لا هذا يقتل ذاك ولا ذاك يقتل هذا. ان هذا القتل لصالح الصهاينة من اي جانب كان”.
واكد ان “الاصلاحات التي هم بحاجة اليها يقومون بها بانفسهم، الغربيون لا ياتون باي اصلاح”.
ومع اتهامها الغربيين بتأجيج واستغلال هذه الاضطرابات، دعت طهران مرات عدة الرئيس الاسد الى اجراء اصلاحات ضرورية للحؤول دون الاطاحة به وكما حصل في مصر وتونس.
وسوريا هي الحليف التقليدي لايران في المنطقة منذ الثورة الاسلامية في العام 1979.
واضاف احمدي نجاد “نحن بحاجة للحرية والعدالة والانتخابات الحرة” ولكنه اوضح ان “الشعوب التي تبحث عن الحرية والعدالة (…) يجب ان تعزز المقاومة ضد الكيان الصهيوني”.
واوضح “يجب ان يكون للشعب حق الانتخابات والانتخاب بحرية”.
يشار الى ان المظاهرات التي جرت في ايران بعد اعادة انتخاب احمدي نجاد في العام 2009 اوقعت عشرات القتلى واعتقل خلالها الاف الاشخاص.
وقال احمدي نجاد ايضا ” يجب الا نسمح للغربيين بان يهيمنوا على منطقتنا ثانية”.
واضاف “الغربيون لا يقومون بعمل لله ولا للانسانية بل من اجل المال والنفط والهيمنة السياسية”.
ومن جهة اخرى وردا على سؤال حول اقتراح روسيا استئناف المفاوضات بشأن الملف النووي الليبي المثير للجدل، اشاد الرئيس الايراني بالجهود التي تبذلها موسكو وقال “نحن اصدقاء روسيا”.
واضاف “نحن نرحب لكن حدودنا هي حقوقنا الاساسية واستقلالنا”.
واكد احمدي نجاد “نحن لا نريد القنبلة (النووية) لانها لا تفيدنا”.
واوضح “اذا جاؤوا (الغربيون) للتعاون فنحن مستعدون”.
وتخضع ايران لعقوبات غربية صارمة بسبب سياستها لتخصيب اليورانيوم.