حول زيارة الرئيس سليمان إلى “عرسال” ذكرت “المركزية” أن ”
الرئيس سليمان فاجأ اللبنانيين عموما والبقاعيين خصوصا بزيارة تفقدية لثكنة قيادة الفوج الحدودي البري في رأس بعلبك حيث استقبله قائد الجيش العماد جان قهوجي وقائد الفوج وعدد من الضباط، ثم انتقل الى عرسال متفقدا الحاجز الذي تعرض امس للاعتداء الاجرامي واستمع الى شرح تفصيلي من الضباط عن كيفية حصول الاعتداء.
ومن عرسال اكد سليمان انه سيأتي الوقت الذي يتم فيه توقيف ومحاكمة من ارتكب العمليات الارهابية والاعتداء على الجيش وسينال الفاعلون عقابهم.
ودعا العسكريين الى المحافظة على معنوياتهم المرتفعة، فثمة من يحاول ان يستعمل الجيش غطاء له وتقسيمه لتأمين هذا الغطاء من قبل فئة معينة مذهبية وقال: فليفهموا ان لا وجود للمذهبية ونغمة انقسام الجيش انتهت.
*
لكن، ماذا يقول “العرساليون” عن الحادث؟
روت مصادر عرسالية تفاصيل الحادث الذي ذهب ضحيته هذه المرة ثلاثة شبان من الجيش من الطائفة السنية مشيرة الى وجود جندي رابع لاذ بالفرار بسيارة الهامر بعد منتصف الليل وتماما عند الساعة 3:30 تقريبا.
وأضافت المصادر انه وفي هذا التوقيت سمع أهالي عرسال أطلاق نار وخرجوا ليستطلعوا الامر فبدا وكأن أطلاق الرصاص يحصل من مكان حاجز الجيش وذلك على دفعات متتالية وعندما اقترب بعض الاهالي من مصدر إطلاق النار سائلين عما يجري، أدركوا ان أطلاق الرصاص يقع من داخل مركز الجيش الواقع هناك.
وأضافت المصادر ان القصة الحقيقية هي أن العناصر الموجودين على هذا الحاجز منذ مدة، هم على خلاف مع بعضهم البعض. وفي ليلة الحادث المشؤوم، جرى تلاسن بين أحد العناصر “السنّة” مع عنصر “شيعي”، فأطلق عليه النار بسبب الاحتقان الطائفي السائد في البلاد، والذي تعزز على خلفية مشاركة حزب الله في المعارك في سوريا.
وأضافت ان عناصر من الجيش من الطائفة “السنية” هبوا لنجدة زميلهم، فمردت العناصر الشيعية بضربهم وإطلاق النار عليهم. وقد فر الجناة بسيارة “الهامر” التي لا يملك منها في المنطقة إلا عناصر الجيش.
المصادر العرسالية حذرت من الفتنة التي بدأت تطل على لبنان وتطال المؤسسة العسكرية.
مصادر سياسية في بيروت اعتبرت ان رواية “العراسلة” معقولة، خصوصا ان موقع الجيش المستهدف ليس نقطة مراقبة او مجرد حاجز امني حدودي، بل هو موقع كبير وفيه آليات عسكرية من مختلف الانواع! فكيف يمكن لمسلحين ان يتوقفوا عند الحاجز ويتلاسنوا مع العناصر، ثم يجردوهم من اسلحتهم ويطلقوا النار عليهم من دون ان ينتبه رفاقهم او يساعدوهم او يتصدوا لهم؟
وأضافت المصادر السياسية ان الحادث خطير، وفي حال صحت رواية اهالي عرسال عن ان اشباكا وقع بين العناصر، على خلفية كون الموقع هو نقطة عبور بين “عرسال” والمناطق التي تسيطر عليها المعارضة في سوريا، وان عناصر الموقع من “السنة” يسهلون عبور جرحى المعارضة السورية الى “عرسال” ومنها الى مستشفيات لبنان، فإن ما حصل ينذر بتطور خطير على وحدة الجيش اللبناني. وربما كان ذلك ما استدعى تدخل رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان مباشرة حيث زار عرسال والموقع المستهدف.