خاص بـ”الشفاف”
في تطوّر مثير لفضيحة الفساد التي تهزّ حكومة إردوغان منذ أسابيع، كشف نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” المعارض، أوموت أوران، أن رجل الأعمال الإيراني-التركي، “رضا زرّاب”، هو الذي حوّل مبلغ ١،٥ مليون دولار لعميل “قوة القدس” الإيرانية في أميركا، منصور أربابسيار، لمحاولة إغتيال سفير السعودية في واشنطن عادل الجبير قبل ٣ سنوات.
وزعم نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” أن مصدر معلوماته هو تقرير رسمي صادر عن “جهاز الإستخبارات التركي” (“إم أي تي”) صدر في ٢١ أكتوبر ٢٠١١. وتساءل إذا كانت الحكومة التركية قد أبلغت السعودية والولايات المتحدة بما لديها من معلومات.
وإذا صحّت معلومات أوموت أوران، الذي يسند كلامه إلى تقرير جهاز الإستخبارات التركي (رئيس الجهاز مقرّب جداً من إردوغان) فهي تشكّل إثباتاً جديداً، ومباشراً، على أن الحرس الثوري الإيراني كان المسؤول عن محاولة اغتيال الجبير.
فالإيراني-التركي “رضا زرّاب” (أو “ضرّاب”) كان يدير عمليات “الدولة الإيرانية العميقة” في تركيا بموجب أوامر الإيراني “باباك زاماني” الذي تدور تحقيقات حوله في إيران نفسها. أي أنه كان مجرّد “موظّف” عند “باباك زاماني” الذي كان، بدوره، يعمل في خدمة جهاز الحرس الثوري الإيراني، وقد وصف نفسه بأنه “باسيج مالي”!
وقال نائب رئيس “حزب الشعب الجمهوري” في سؤال برلماني: “هل أن “رضا زرّاب، الذي يفيد تقرير صادر عن “”جهاز الإستخبارات التركي” (“إم أي تي”) أنه حوّل مبلغ ١،٥ مليون دولار لعملية إغتيال السفير السعودي في واشنطن هو عضو في “قوة القدس” التي تشكل جزءاً من فيلق الحرس الثوري الإيراني؟” وطلب أن يجيب رجب طيّب إردوغان على سؤاله! ومعلوم أن رجب طيّب إردوغان كان قد دافع عن “رجل الأعمال المحسن رضا زرّاب” الذي تربطه علاقات وثيقة بإبن إردوغان وزوجته.
ويُذكر أن المواطن الإيراني-الأميركي “منصور أربابسيار” كان قد حُكِم بالسجن لمدة ٢٥ سنة في مايو ٢٠١٣ بعد إقراره أمام المحكمة، في أكتوبر ٢٠١٢، بأنه استأجر مهرب مخدرات مكسيكي لمحاولة اغتيال عادل الجبير في العام ٢٠١١.
وأضاف نائب رئيس ”حزب الشعب الجمهوري” في سؤاله: ”هل رضا زرّاب عضو في الإستخبارات أو القوات المسلحة الإيرانية؟ وهل لديكم معلومات بهذا الخصوص؟”
وأضاف أن ”تقريراً صادراً عن “جهاز الإستخبارات التركي” (“إم أي تي”) بتاريخ ٢١ أكتوبر ٢٠١١، تسرّب إلى العلن، يفيد أن ”زرّاب” أرسل مبلغ ١،٥ مليون دولار إلى أربابسيار لمحاولة اغتيال الجبير وأن جهاز ”إف بي أي” الأميركي كشف التحويل”!
وأضاف موجّهاً سؤاله إلى رجب طيب إردوغان: ”هل تم إبلاغكم بالمعلومات التي وردت في وثيقة “جهاز الإستخبارات التركي” (“إم أي تي”) التي وقّعها ٦ أعضاء في الجهاز وتم رفعها إلى ”السيد وكيل جهاز الإستخبارات” بتاريخ ٢١ أكتوبر ٢٠١١، وجاء فيه أن زرّاب هو المالك الحقيقي لشركتي ”أزرا” و”مجوهرات هاسير” التي حوّلت المال لمنصور أربابسيار الذي كان يخطط لاغتيال سفير السعودية في اميركا، عادل الجبير؟”
هل تم إبلاغ السعودية؟
وأنهى نائب وزير ”حزب الشعب الجمهوري” سؤاله بالتساؤل حول ما إذا كانت حكومة تركيا قد أطلعت الولايات المتحدة أو السعودية على معلوماتها وفقاً للأعراف الدولية، وعما إذا كانت هاتين الحكومتين قد أرسلتا معلومات بهذا الصدد إلى تركيا!
وتأتي هذه المعلومات الجديدة بعد أسبوع من بدء محاكمة قَتَلة رفيق الحريري من أعضاء حزب الله اللبناني (التابع لـ”قوة القدس” نفسها). والأرجح أنها ستفاقم الصراع بين الحرس الثوري والرئيس روحاني الذي كان قد طالب الحرس الثوري بـ”الإنسحاب من الإقتصاد” في إشارة واضحة إلى شبكات “باباك زاماني” التابعة لـ”الحرس الثوري”.
وقد يكون للموضوع عواقب كبرى على العلاقات السعودية-التركية، والأميركية-التركية، إذا تبيّن أن الحكومة التركية “نامت” على ما كانت تملكه من معلومات، منذ أكتوبر ٢٠١١، حول تورّط “قوة القدس” في الحرس الثوري الإيراني في محاولة اغتيال السفير السعودي عادل الجبير!
إقرأ أيضاً:
خاص بـ”الشفاف: فضيحة إردوغان-زنجاني، وانقلاب روحاني على “دولة قاسم سليماني العميقة”
جهاز الإستخبارات التركي: “رضا زرّاب” حوّل مبلغ ١،٥ مليون دولار لاغتيال سفير السعودية بواشنطنبتاريخ 18/10/2011 نشرت لي صحيفة “السياسة الكويتية” مشكورة مقالة بعنوان، حماقة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن! 18/10/2011 حماقة محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن! الكشف عن محاولة اغتيال السفير السعودي عادل الجبير من قبل الحرس الثوري الإيراني في واشنطن يضع الجمهورية الإيرانية وقادتها وأحمد نجاد ومرشدها الروحي علي خامنئي في مأزق صعب مع المجتمع الدولي وتحديدا ً مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية. هذه العملية تعتبر خرقا ً للإتفاقيات الدولية والأعراف الديبلوماسية المتفق عليها بين جميع الدول لحماية سفاراتهم وسفرائهم, وإيران هي أحد أطراف هذه… قراءة المزيد ..