ترجمة “الشفاف”
أعرب الجنرال (كولونيل جنرال) الروسي المتقاعد ليونيد إيفاشوف عن مخاوفه الشديدة في فبراير 2022، عندما اندلعت الحرب في أوكرانيا. وأعلن أن الحرب ستكون مكلفة للغاية ولن تكون مجرد نزهة على الإطلاق. علاوة على ذلك، فالحرب ستضمن عداء أوكرانيا لروسيا في المستقبل المنظور. كما جادل بأن استعدادات روسيا للغزو قد عززت بالفعل الدعم الغربي لأوكرانيا. [1]
الآن ، بعد انقضاء عامٍ كامل، يعتقد إيفاشوف أنه إذا كانت هنالك مآخذ على موقفه السابق، فهي أنه قلّل من أهمية العواقب السلبية للغزو على روسيا. يكتب أن مركز روسيا قد تدهور بشكل حاد في نظر “الحكمين” البارزين للسياسة الدولة. ويفعل خطأها، فقد عززت روسيا مكانة أمريكا في أوروبا وأعادت إحياء حلف “الناتو” المُحتضِر الذي كان قد انزلق إلى الهامشية، ومنحته إحساسًا جديدًا بالهدف.
مقتطفات من مقابلة إيفاشوف مع Evgeny Senshin من Republic.ru ، اتبع أدناه: [2]
س: إذا نظرت الآن إلى نداءك قبل سنة [لبوتين، لتحذيره من الحرب] ، ماذا سيكون شعورك؟ هل تتطور الأمور كما توقعت، أم أن الوضع أسوأ؟
ج: عندما كنا [في مجلس ضباط عموم روسيا] نعد ذفك النداء، لم نكتفِ باستخلاص النتائج من رؤوسنا والتعبير عن رأينا. لقد حللنا أولاً، على المستوى العملياتي والتكتيكي، ماهية العواقب في ساحة المعركة. لاحقًا، قمنا بتحليل نتائج هذه الإجراءات على المستوى الاستراتيجي. بادئ ذي بدء، كيف ستؤثر على العلاقات مع مناطق أوروبا؟ وكيف سيؤثر النزاع في العلاقات بين أوكرانيا و”كومنولث الدول المستقلة”؟ أجرينا مناقشة ، مع الخبراء المشاركين المدى الزمني للعدا (الذي سترتّبه الحرب) بين الأوكرانيين والروس (على الرغم من الزعم بأننا “شعب واحد”): إلى الأبد؟ أم لمدة 10 أو 50 سنة؟ وهكذا دواليك.
بطبيعة الحال، كنا ندقق في المستوى الجيوسياسي أيضًا. ولكن فيما يتعلق بالعلاقات الدولية ، ماذا ستكون نتائج انتهاكنا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة؟ من يمكنه دعمنا في هذا الصدد؟ لم نجد أكثر من عشر دول يمكنها دعم روسيا في العمل الذي كانت تستعد له حينها.
“بناءً على كل هذا، أخذ كل [مشارك] واجبًا منزليًا. وقام كل متخصص بحساب النتائج. تولى الاقتصاديون المهام المتعلقة بالاقتصاد والمتخصصون العسكريين المهام المتعلقة بالجيش. أنا شخصياً، أعددت تقريرًا عن العواقب الجيوسياسية. وبعد التفكير في السيناريوهات، مثل ألعاب قيادة الأركان، وبعد مناقشة النتائج، توصلنا إلى الاستنتاجات. وبناءً عليها، قمت أنا والمجلس الأعلى للضباط بنشر ذلك النداء (قبل سنة).
في الأساس، ما توقعناه حدث، ولكنه كان أسوأ بكثير من توقعاتنا. على المستوى العملياتي والتكتيكي، قلنا أنا لا نعتقد أننا سنكون قادرين على “تحرير” منطقتي “دونيتسك” و”لوهانسك” في غضون عام. (ملاحظة: استخدم مراسل المنشور [إيفاشوف] هذا الفعل [“حرر“]، لكن هيئة التحرير تختلف معه وتعتبر أن ما يحدث هو احتلال للأراضي الأوكرانية).
“لم نتوقع وقوع مثل هذه الخسائر الفادحة. على الرغم من أنني أشرت إلى احتمال وقوع عشرات الآلاف من القتلى للطرفين. لكن الأمور كانت أسوأ بكثير. لم نتوقع حدوث مثل هذا الدمار: في الواقع، تم تدمير بلدات وقرى صغيرة بأكملها بالكامل. علاوة على ذلك ، كتبت أننا سننتهي في وضع “دولة مارقة”، لكن، بصراحة، لم أكن أعتقد أننا لن نجد حتى حليف واحد له تأثير جاد على المستوى السياسي أو الاقتصادي أو العسكري – اللوجستي.
ستؤسّس الصين والولايات المتحدة عالماً ثنائي القطب – بدون مشاركة روسيا
“أخيرًا ، لم نتوقع أن يدفع هذا الوضع الصين والولايات المتحدة إلى التقارب في ما بينهما! في عام 2020 ، اعتُبِرَ الصينيون بمثابة “العدو” في “الحرب الباردة الثانية”، أثناء رئاسة ترامب. لكن، في الآونة الأخيرة، كان من المفترض أن يسافر وزير الخارجية الأمريكي [بلينكين] إلى الصين لتقديم خطة لتعاون كبير أو، بعبارة أخرى، لإعادة تقسيم العالم.
في الواقع، أعلن المؤتمر العشرون للحزب الشيوعي الصيني، بل وبدأ في تنفيذ فكرة أن الصين والولايات المتحدة، هما المسؤولان عن النظام العالمي على كوكبنا. لم يتم ذكر روسيا كلاعب سياسي على الإطلاق في هذه الصورة للعالم. وهكذا ، فإنهم الآن سيخلقون عالمًا ثنائي القطب، لكن بدون مشاركتنا.
إضافة إلى ذلك، لم نتوقع مثل هذه السلسلة من الأخطاء، الأفعال الخاطئة، في تنفيذ هذه العملية العسكرية. صحيح أن بوتين يوضح أن كل شيء يسير وفقًا للخطة. وبالفعل ، عندما ننظر إلى ما تم إنجازه في “العملية العسكرية الخاصة”، يمكن للمرء أن يرى “صورة واضحة لما كان متوقعاً أن يحصل”! لكن، لم تتوقّع الخطة أننا سنسلّم كل أوروبا للأمريكيين، بما في ذلك سوق الطاقة بأكمله. اليوم هم [الأمريكيون] يمسكون الأوروبيين من رقبتهم.
أحيت حرب أوكرانيا حلفَ “الناتو” بعد أن فقد معناه، ووحدت “الغرب الجماعي”
“لم أتوقع أن تتقدم فنلندا والسويد بطلب للانضمام إلى الناتو. هذه السلسلة الكاملة من الأحداث تسير حسب الخطة. بصراحة ، هذه هي المرة الثالثة التي ننقذ فيها “الناتو”! بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ، فقد حلف “الناتو” [ككتلة] معناه. لقد تنازلنا لهم عن جزء كبير من الأراضي الواقعة في أوروبا الشرقية؛ سمحنا لهم بدمج بعض الدول السابقة الأعضاء في “حلف وارسو”. لقد عملنا بشكل مكثف مع “الناتو”، وطرحنا عليهم سؤالاً: “بعد الآن، ستدافعون عن أنفسكم الآن ضد من؟“
كان العديد من الجنرالات والضباط يعتبرون أنفسهم عاطلين عن العمل. ثم أنشأوا برنامج “الشراكة من أجل السلام“. كان عليهم أن يتحملوا مثل ذلك الهراء. لقد شاهدت تجمعًا لوزراء الدفاع من 42 دولة ، وصعد مسؤول إنجليزي إلى المنصة وبدأ يتحدث عن التهديدات الرئيسية التي سيواجهها “الناتو”. جاء “انتشار أسلحة الدمار الشامل” في المرتبة الأولى ثم “الإرهاب الدولي”. ثم “المخدرات” في المرتبة الثالثة، وتلتها “الهجرة غير الشرعية“!
“بطبيعة الحال ، طلبت من قادة الفرق، وقادة أجنحة جوية، ومن قادة بعض طراداتهم، أن يخبروني كيف سيحاربون “تجارة المخدرات” أو “الهجرة غير الشرعية”، على سبيل المثال! قلت لهم: “ماذا تعتبروننا؟ هل تعتبروننا أغبياء؟ ومع ذلك، وافقنا على مشاريعهم!
في المرة الثانية، جاء الصراع اليوغوسلافي لينقذ حلف “الناتو”! والآن نحن نقوم بإنقاذه (للمرة الثالثة).
لقد سلمنا حلف “الناتو” للأمريكيين بالكامل: “افعلوا ما يحلو لكم”! كانت معظم الدول الأوروبية تخفض إنفاقاتها الدفاعية باستمرار. لكننا وضعنا أوروبا كلها في أيدي الأمريكيين. لقد تحدثنا طوال الوقت ونستمر الآن في الحديث عن “غرب جماعي” مزعوم، على الرغم من عدم وجود ذلك “الغرب الجماعي”. كانت هناك كتلة هائلة من التناقضات. لكننا اليوم أنشأنا هذا “الغرب الجماعي” بأيدينا!
لم يكن بوسعنا ان نتوقع كل هذا! لذا (يقولها بسخرية ضمنية!) أنا أتفق مع بوتين في أن “كل شيء يسير وفق الخطة…”!!
“أنا أنظر إلى هذه العملية برمتها على أنها عملية ديناميكية. بدأت الأمور بالسؤال: نعطي أم لا نعطي أسلحة فتاكة لأوكرانيا، أم فقط السترات الواقية من الرصاص؟ واليوم السؤال هو، بالفعل: هل نعطي أوكرانيا طائرات “إف-١٦”، أم لا؟ اليوم لم نعد نتحدث عن عشرات من دبابات “أبرامز” و”تشالنجر”! فآخر الأخبار هي أنهم وعدوا أوكرانيا بحوالي 400 دبابة. توجد بالفعل اتفاقيات لـ320 دبابة. لذا، كل شيء جدي. لم تعد توجد قيود باستثناء القيود على الصواريخ والطائرات المقاتلة. كل شيء يتدفق. وذلك كله لأن روسيا رَمَت أوروبا في أيدي الأمريكيين “.
أوكرانيا تحشد الذكاء، أذكى الناس في جميع المجالات؛ في روسيا، بدلًا من الفكر، يقوم بليّ الأذرعة، ويرهبون الناس ويسجنونهم!
“عندما بدأت الأعمال الحربية، أعلن القائد الأعلى للقوات المسلحة الأوكرانية “فاليري زالوجني” على الفور:” النواب والمسؤولون والصحفيون البارزون – لا تأتوا إلى هنا. نحن أنفسنا سنقدم لكم المعلومات اللازمة. هذا هو الوضع معهم”.
“وما هو وضعنا نحن؟”
ما زلت لا أفهم من كان كبير مستشاري بوتين في القضايا العسكرية. كان إما “ياشا كيدمي”، أو [محرر مجلة الدفاع الوطني] “إيغور كوروتشينكو”، أو أي شخص آخر! أعلن كل هؤلاء السادة: “سنأخذ أوكرانيا في غضون ثلاثة أيام!”. “في أوديسا ، سوف يتم استقبال جنود المشاة الروس بالأحضان”!” – وبعد ذلك، بدأت الحرب. في أوكرانيا، لم يتحدثوا مثلنا! كانوا يستعدون بجدية [للحرب] …
“سأتحدث بشكل مجرد. لنأخذ بلدين. دولة واحدة [روسيا] تقوم بتعبئة عامة. بطبيعة الحال ، يتجنب العديد من المسؤولين “الأقوياء“، أبناء رجال الأعمال، هذه التعبئة. كل الباقين متوفّرون، [و] بمساعدتهم سوف نحقق تفوقًا عددياً في ساحة المعركة.
ودولة أخرى [أوكرانيا] تحشد الذكاء، أذكى الناس في جميع المجالات: في الاقتصاد ، والاستخبارات، والقضايا الأمنية، والشؤون العسكرية، وما إلى ذلك. وأنا مقتنع بأنه بدون أي تعبئة عامة، فإن هذا الذكاء الجماعي سيهزم أي جيش يضن الملايين! الذكاء دائمًا يتفوّق على ساحة المعركة…
“إذا تم إسكات وإرهاب أصحاب العقول الرصينة، فأنت تصبح أكثر غباءً وفاسدًا، ولكن ليس أقوى بأي شكل من الأشكال! نحن نُهزم بالفكر. وفي بلادنا، بدلاً من الفكر، يتم لي أذرعة الناس، ويتم إرهابهم ويسجنون! في مثل هذه الحالة ، الدولة التي يكون ذلك حالها تخسر دائمًا، ولا يكون لديها وقت طويل لتعيشه “!
[1] انظر نشرة MEMRI الخاصة رقم 9772 ، جنرال روسي متقاعد شديد المحافظين يعارض الحرب مع أوكرانيا التي ستجعل روسيا وأوكرانيا أعداء إلى الأبد ، 15 فبراير 2022.
[2] Republic.ru ، 9 فبراير 2023.
النص الأصلي نُشِر بالإنكليزية على موقع MEMRIO
ردّاً على أسئلة عدد من القرّاء: نعم، الكولونيل جنرال الروسي المتقاعد ليونيد إيفاشوف يعيش في روسيا!
تعليق غير عادل يا سامر
اولاً بوتين هو الدي غزا اوكرانيا ..وأوكرانيًا دافعت عن سيادتها وارضيها بشتى الطرق
ثانياً واقول لك عن تجربة شخصية حيث درست في موسكو ٨ سنوات .. روسيا متخلفة كثيراً عن امريكا اقتصادياً وتكنولوجيا وعسكرياً واخلاقياً ولن تصل مواصيل امريكا او اوروبا
حتى الآن غير قادرة على صنع وتسويق تليفون او تليفزيون ..يا اخي في الثمانينات من القرن الماضي كانت غير قادرة على صناعة محارم الورق للتواليت..
كافي الاصطفاف مع الدكتاتوريات..!
كنتم في الماضي تمجدون هتلر وصدام والقذافي وعرفات والاسد وناصر والان بوتين..
يقول الرسول كن للظالم خصماً وللمظلوم عوناً..
انت تعمل العكس..!
رأيي الشخصي هو أن رئيس أوكرانيا الحالي – زلينسكي – هو الذي يتحمل المسؤولية الرئيسية في توريط بلاده في هذه الحرب القذرة، ذلك أنه سمح لبلاده أن تكون أداة تحارب بها أمريكا روسيا بهدف إضعافها واخراجها من المنافسة معها. كان المفروض بهذا الرئيس أن يسعى بكل الوسائل لتجنيب بلاده هذه الحرب، وذلك عن طريق ضمان حقوق المواطنين الناطقين بالروسية الذين يقطنون شرق أوكرانيا ، وتكريس وضع أوكرانيا كدولة محايدة بين روسيا والغرب.
اتفق تماماً مع الجنرال الروسي.. كانت اوكرانيا مخ الاتحاد السوفيتي.. كل ما حققه السوفييت في مجال الفضاء وبناء الترسانة النووية كان بفضل اوكرانيا.. وفي مرحلة دراستي للطب في موسكو ..لاحظت ان معظم الدكاتره المميزون كانوا من اوكرانيا
حينما يتحدث الجنرال الروسي عن انتصار “الذكاء الأوكراني” على الجيوش التي تضم “الملايين”، فإنه يضع الملح على جروح أمة العرب! هل يلمّح الروسي اللعين إلى هزيمة جيوش العرب “بالملايين” أمام “الذكاء الإسرائيلي” في حرب ١٩٦٧؟ وهل يسخر من غباء “البعث” و”ديماغوجية” عبد الناصر، واستبداده؟ ليكن في عِلمِه أن إسرائيل لم تشنّ حربها “العدوانية” لاحتلال أراضٍ عربية، بل “لإسقاط الأنظمة التقدمية”!! وقد فشلت! بعد ٥٦ عاماً من “العدوان” ما زال “البعث”حاكماً في سوريا (والجولان محتلاً!)، وما زال النظام المصري حيا يُرزَق! من يدري، ربما كان “حظ” الروس مثل حظ العرب، ويحكمهم إبن بوتين، أو حفيد ستالين!