بيروت- “الشفاف خاص
قبل ايام من 16 آذار، ذكرى إغتيال الزعيم الوطني اللبناني كمال جنبلاط، وحيث اعلن نجله رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط انه “سيختم جرحا في هذه المناسبة”، توقف المراقبون عند الوضع الذي يعيشه جنبلاط بعد ان قدّم ما قدّمه من أضحية وقرابين على طريق دمشق من دون ان تسفر عن فتح ابواب العاصمة السورية أمامه.
وفي ظل تكهنات بشأن ما سيعلنه جنبلاط، في المناسبة، فهو يحتفظ لنفسه بحق كشف المستور يوم السادس عشر من آذار، إلا أن الاكيد انه لن يعلن اعتزال السياسة ولا تسليم نجله تيمور رئاسة الحزب الاشتراكي.
وتشير مصادر مقربة من جنبلاط الى ان رئاسة الحزب تخضع لقانون الحزب الداخلي الذي تجري ورشته التنظيمية على قدم وساق. وتاليا، هي وإن كانت ستؤول لتيمور من بعد والده، إلا أنها ستمر حكما بالجمعية العامة وبمجلس قيادة الحزب، الامر الذي لم يبدر اي مؤشر الى اليوم بشأنهما. فلم تتم دعوة الجمعية العامة للانعقاد، بل ان اوساطا حزبية اشتراكية اعربت عن اعتقادها بدعوة الجمعية العامة للانعقاد اواخر حزيران او بداية تموز المقبل من اجل إقرار الخطوات التنظيمية والبحث في طرق استكمالها وتفعيلها في ما بعد.
وتشير معلومات مقربة من جنبلاط الى انه صرف النظر عن موضوع زيارة دمشق، بعد ان كان امين عام حزب الله حسن نصرالله ابلغه بثلاثة مواعيد مع كل من وزير الخارجية السوري وليد المعلم ونائب الرئيس السوري فاروق الشرع على ان يختتمها بلقاء الرئيس السوري بشار الاسد.
إلا ان المواعيد السورية تم التراجع عنها قبل صياح الديك ثلاثا. وتم ابلاغ جنبلاط بمجموعة جديدة من الشروط المذلة من بينها ان ملفه السوري سينتقل من يد الامين العام لحزب الله حسن نصرالله الى غريمه الدرزي طلال ارسلان، من دون ان تقدم القيادة السورية اي مبرر واضح لهذه النقلة المباركة من يد “الامين العام” الى يد “الأمير”.
جنبلاط هاله حجم التنازلات الجديدة التي طلبت منه، وفهم ان زيارته غير مرحب بها في دمشق، فابلغ نصرالله انه قدم ما قدمه من تنازلات على حسابه ومن رصيده وقال لنصرالله: “انت تعلم حجم ردة الفعل الشعبية المندِّدة بما قمت واقوم به في صفوف الطائفة الدرزية وفي صفوف الحزب الاشتراكي. ولكن هناك سقفا للتنازلات لا استطيع ان اتجاوزه، خصوصا عندما يتعلق الامر بكرامتي الشخصية وبكرامة الطائفة الدرزية. لذلك انا غير مستعد ولست جاهزا للمضي قدما في سياسة التنازلات الى ما لا نهاية”.
مصادر في الحزب الاشتراكي اللبناني ابدت استغرابها من الموقف السوري بعد ان كانت القيادة السورية حددت مواعيد لجنبلاط، واعربت عن اعتقادها بأن المستجدات التي طرأت على الموقف السوري نتيجة الزيارة النجادية الى دمشق وتفعيل الدور الممانع للحركات اللبنانية والفلسطينية تحت المظلة السورية الايرانية قد تكون وراء الشروط السورية المستجدة للتنصل من المواعيد الجنبلاطية. إضافة الى الاستغراب الاكبر من إفتعال دور مستجد للنائب طلال ارسلان بعد ان كانت الراية عُقِدت للوزير السابق وئام وهاب.
وتشير القيادات الاشتراكية الى ان العمل جارٍ على استكمال الورشة التنظيمية بعد ان قاربت من انهاء المرحلة الاولى، والتي لم تكن نتائجها مفاجئة لقيادة الحزب. إذا انها المرة الاولى التي يجري فيها العمل جديا على تنقية صفوف الحزبيين من المتسللين والنفعيين الذين استغلوا ظروف الحرب حاجة الحزب الى الانصار والمحازبين ورفد الحزب بالمقاتلين من اي جهة كانوا.
قيادة الحزب اعتبرت انه اذا اسفرت المرحلة الاولى عن بقاء قرابة 30 % من الحزبيين فانها تكون حققت انجازا تستطيع البناء عليه لاعادة رسم الشكل التنظيمي للحزب الاشتراكي للمرحلة المقبلة.
جنبلاط لن يعتزل السياسة في 16 آذار وصَرَفَ النظر عن زيارة دمشق الرجوع عن الخطأ فضيلة، والعودة عن الخطأ قبل الوقوع فيه رجولة، كان يجب أن يصغي وليد جنبلاط إلى ناسـه وحزبه ومحازبيه ومن يخافون عليه من نظام الطاغية الإستبدادي ومعاونيه وعملائه. نصرالله هو من أوعز للنظام الإستبدادي بتحويل الملف إلى طلال أرسلان لكي يوسع الشرخ في الطائفة من جهة ولكي يقضي على تردد لئام وهاب من التخلص من وليد جنبلاط ورد الملامة على الأمير بأنه ورطه ووهرفه، وبذلك يكون نصرالله قد أصاب أكثر من عصفور – ببعرة – واحدة لا تنفعه بشيء: يتخلص من وليد جنبلاط لأنه يعتبره خصم… قراءة المزيد ..