الرئيس وليد جنبلاط إلى برنامج ” في السياسة” على محطة الـ ANB :
03 كانون الثاني, 2008
“حزب الله” مسؤولا معنويا عن الاغتيالات
نرفض اعطاء الثلث المعطل في الحكومة للمعارضة و لـن أعطي قـرار لبنان لإيران وسوريا
التسوية لا تسير بتصنيف الناس خونة وتسهيل الاغتيالات
ولن نمشي على قاعدة الثلث المعطل ودولة ضمن دولة واقتصاد يدمّر
اكد رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط رفضه اعطاء المعارضة الثلث المعطّل “لان ذلك يؤدي الى تدخل سوري – ايراني في لبنان”، معتبراً ان “حزب الله هو المسؤول معنوياً عن الاغتيالات في لبنان بسبب جزره الامنية”. واعلن انه والرئيس فؤاد السنيورة وقوى 14 آذار يريدون التسوية السياسية “في اقرب فرصة على اساس المسلمات الاساسية، ومنها نقاط الاجماع في الحوار الوطني”.
وفي اطلالة تلفزيونية على شاشة “اي ان بي” ضمن برنامج “في السياسة” شدد جنبلاط على التسوية السياسية، معتبراً ان “لا مهرب منها وإلا تصل البلاد الى افق مسدود”، متداركاً بأن “المشكلة تكمن في ان فريقاً او اكثر يمثل الامتداد للنظام السوري، وللجمهورية الاسلامية الايرانية، والسؤال لهؤلاء: هل تعترفون بالتنوّع والكيان والاستقلال في لبنان ام ان البلد في رأيكم ساحة وخريطة للمآرب النووية الايرانية، وللامتدادات الامبراطورية الايرانية وولاية الفقيه حتى على قسم من الطائفة الشيعية الكريمة؟ وساحة لسوريا بدأت منذ العام 1973 بمكافأة ومباركة اسرائيلية – اميركية (للرئيس حافظ) الأسد بعد الحرب في ذاك التاريخ لضرب القوى الوطنية والفلسطينية؟”.
وسأل: “هل اصبح حزب الله جمعية خيرية كالمقاصد، او بيت اليتيم الدرزي، او كاريتاس، او العاملية يوزع المال يمنة ويسرة، الا يستطيع العيش كحزب سياسي؟ انه يوزع المال الايراني والسلاح بذريعة ان الدولة العادلة والقوية لم تقم وبذريعة الدفاع عن لبنان، وهو يقوم بالحرب بقرار خاص به”. واتهم الحزب “بالاقدام بعد حرب تموز على حرب الغاء ضدنا، علماً ان الانتصار آنذاك في صيف 2006 سرقه (الرئيس السوري) بشار الاسد منه ولم يتركه للحزب”، مشيراً الى “تلك المحطة عندما رفضنا والرئيس فؤاد السنيورة وبالتنسيق مع الرئيس نبيه بري صدور قرار دولي تحت الفصل السابع وسميناه بالاجماع “6 ونصف” فأصبح يتضمن سيطرة الجيش والدولة في الجنوب، ومعالجة السلاح، وتأكيدنا فيما خص القرار 1559 ان موضوع السلاح لا يعالج الا بالحوار، وكان ذلك شخصياً مع الرئيس جاك شيراك والشيخ سعد الحريري على ابواب البيت الابيض”.
واضاف: “حزب الله لا يريد تسوية، ولن اتحدث عن الحواشي التي تسلّح وتموّل ومنها حواشي الجاهلية”. وتابع: “لي الحق في الوجود والكيان، اما تحويل لبنان ولاية للفقيه فتلك غلطة تاريخية لانه عندما يُلغى لبنان الديموقراطي المتنوّع نعطي تبريراً لدولة اليهود واسرائيل، وكذلك لمزيد من التهجير لفلسطينيي الـ1948. دولة حزب الله لا ادري كيف ستخرج؟”.
واشار الى “موافقتهم خجلاً على المحكمة الدولية ليحاربوها بعد حين بالاعتصام والاستقالة واقفال مجلس النواب. لقد نجحنا واصبحت المحكمة خارجاً، ولكن اذا تسلم احدهم وزارة العدل فيصبح هناك خطر على مجريات الامور وتأخير للمحكمة من خلال العلاقة بالنسبة الى القضاة والتحقيق والضباط المحتجزين، والدولة حتى هذه اللحظة تقوم بالتراضي ان من خلال الامن، او القضاء، او الحدود، او القرار 1701. وكيف ننسى وقد نجح الجيش ببسالة في نهر البارد مع ان (الامين العام لـ”حزب الله”) السيد نصرالله وضع له الخطوط الحمر؟”، مشيراً الى الاغتيال السياسي، و”فبركة ابو عدس”، ثم “القاعدة”، ثم اسرائيل، وقال: “من الغريب ان تغتال اسرائيل كل معارضي الوجود السوري في لبنان”.
هل ان النظام السوري لزّم الى اسرائيل هذا الامر؟ اين الاثباتات الدامغة تعقيباً على خطاب نصرالله ان اسرائيل قتلت كل أعداء سوريا في لبنان؟ نعم لاسرائيل ملف حافل من الاغتيالات للمناضلين… والغريب أيضاً ان النظام السوري اغتال كمال جنبلاط لأنه رفض الدخول السوري الى لبنان، وعندما رأى الشيخ بشير (الجميّل) انه لا يمكن الحكم من خلال اسرائيل ورفض شروط مناحيم بيغن هل قتلته اسرائيل؟ لا، بل بعض الزمر من لبنان من الموالين لسوريا. المفتي حسن خالد هل كان صهيونياً؟ كان عربياً، وكذلك الرئيس رينيه معوض وغيرهم. ان المحاور الأساسي هو سوري – ايراني مع امتداد “القاعدة” ولهما حزب الله مع الحواشي”.
وأضاف: “من خلال أدبيات (نائب الأمين العام لـ”حزب الله”) نعيم قاسم لا شيء اسمه الطائف وكذلك السيد حسن نصرالله. يريدون من خلال استراتيجية السيطرة والارهاق والتجويع والافقار وشل البلاد الوصول الى السيطرة على البلاد في شكل كامل”، مذكّراً بأن “شروط التسوية وُضعت خلال جلسات الحوار الوطني، ومنها المحكمة التي أُقرت بسرعة البرق قبل ان نُرهق في ما بعد لاخراجها دولياً، والمخيم (الاعتصام) ما زال موجوداً”. وسأل: “في هذا المجال، هل يحتفل احد بمرور سنة على تعطيل بلاده ووسط مدينته؟! لم يحصل مثل ذلك في التاريخ، ثم كان بند العلاقات مع سوريا كأنك تطلب من نظام البعث علاقات ديبلوماسية بين الشام وحلب وترسيم الحدود بينهما. لن يقبل بذلك”.
ورأى ان “حرب الالغاء بدأت بخطاب الاسد الذي قال فيه اننا منتج اسرائيلي، فخطاب نصرالله، والخطبة “الروحانية” لـ (مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران السيد علي) خامنئي وهو يحمل رشاش كلاشنيكوف ودعوته الى اسقاط المشروع الاميركي في لبنان”.
ورداً على كلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم أمس قال جنبلاط: “ليس للمعلم اي صفة للحديث عن لبنان”. ورأى ان “لا فرق بين احمد جبريل وشاكر العبسي”، وقال: “ليست لنا علاقة بالقرار 242 في ما يتعلق بشبعا بل القرار 194”. وأضاف: “لأن حزب الله يملك جزراً أمنية يتحمل المسؤولية المعنوية عن الاغتيالات، ولن ادخل “المغارة” والى (الحديث عن) آصف شوكت، وعماد مغنية، ووفيق صفا “ليس شغلتي”.
وقال ان النائب ميشال عون “ليس المحاور الرئيسي بل الرئيس نبيه بري لكونه رئيس المجلس، ونحن وافقنا على مبادرته على مضض. وكانت نظريات مختلفة حول النصاب بالثلثين وبدأ من عندنا تعطيل النصف زائد واحد. ووافقت لكون البطريرك الماروني لا يريد النصف زائد واحد. وحتى الاميركيين قالوا بوضوح اذا كان البطريرك صفير يريد النصف زائد واحد فممكن ان نساعد، لكن البطريرك لا يريد. وبعد ذلك وفي اجتماع تاريخي لقوى 14 آذار قلنا اذا كان النصف زائد واحد سيؤدي بالبلاد، وإن باحتمال واحد في المئة الى فتنة سنية – شيعية، أو شيعية – درزية، او مسيحية – اسلامية، فنحن ضد خيار النصف زائد واحد. ثم نسمع ونرى الاسلحة توزع والتدريبات في مناطق الجبل والاقليم وغيرها، وكذلك في المناطق المسيحية وانصار سوريا. قلنا اننا نريد الدولة، ونحن لا نستطيع تحميل الدولة والاجهزة الامنية خصوصاً بعد نهر البارد اكثر من طاقتها، ولا برج البراجنة والسيطرة الكاملة على الحدود من قوسايا الى الناعمة.
اسقطنا النصف زائد واحد وقبل خروج “السيئ الذكر” اميل لحود من قصر بعبدا كان اجتماع مصغـّر بيني وبين الرئيس فؤاد السنيورة والنائب سعد الحريري، واكد السنيورة انه لا يريد اطالة مدة تسلم صلاحيات الرئيس بعد خروجه، ووافقنا بعد تشاور مع الحلفاء على تعديل الدستور واختيار العماد ميشال سليمان رئيساً. هل ما قمنا به خطأ؟! فالجيش الذي حمى اللبنانيين ورفض اوامر رستم غزالة، وانتصر في البارد، ألا يستحق ان يكون العماد سليمان مخرجاً وحلاً، خصوصاً ان المعارضة وايران وسوريا تريد الفراغ، والمعارضة مهما تقدم لها ستبقى عند مشروعها الالغائي والسيطرة على الدولة؟”.
وأكد التمسك بترشيح سليمان، معتبراً ان اغتيال اللواء الركن فرنسوا الحاج “كان رسالة دامية” الى كل اللبنانيين فحواها: “نحن نختار الرئيس وليس انتم ومن غير المسموح لارادة لبنانية مستقلة ان تختار رئيساً. ثم لستم انتم من يقرر اذا ما سيكون هناك رئيس او فراغ بل نحن”.
وأعطى انموذجا عن “تصرفات الرئيس بشار الاسد”، قال: “عندما التقى الوفد الاميركي الاخير سأله الوفد عن سبب اعتقال أهل الرأي في سوريا فأجاب الاسد: “اتخذت الاجراءات للافراج عنهم”. لكن حتى الآن ما زالوا معتقلين (…)”.
الحوار مع عون
وعن اللقاء مع النائب عون، قال: “عرض عون عبر الدكتور نبيل الطويل ان يزورني مرتين، المرة الاولى اعتذر لأسباب أمنية، وفي الثانية بحجة أنني هاجمت في تصريح حزب الله، قائلا “لا أستطيع زيارة شخص يهاجم حلفائي”. لم يأت، اذا أراد فنحن نفوض الشيخ سعد التحاور ولا مانع لدي، وانا موجود في بيتي ولا أملك الصبر ثماني ساعات كي أذهب الى باريس للقائه، لكن الشيخ سعد مفوض”. (وهنا سمع جنبلاط اطلاق رصاص) فقال “بدأ اطلاق النار، طلع السيد على الشاشة، هذه من مظاهر الدولة ضمن الدولة. نتسلى، أو أنه الفرح والخرطوش الفائض. الحدود فلتانة…)”.
وسأل: “كيف يفوض الرئيس بري العماد عون ويتخلى تاليا عن صلاحياته الدستورية؟ ولكن سأستمر في مفاوضة بري كرئيس مجلس ويمثل رأي المعارضة وهو يبقى في رأيي صاحب حيثية لبنانية مستقلة”، معتبرا ان “التسوية تكون على أساس المسلمات والكيان وتتم من خلال مسلمات الحوار واستيعاب سلاح المقاومة في منظومة تحفظ الخصوصية بشرط أن يكون قرار الحرب والسلم بيد لبنان، ورأينا ما أدى اليه السلاح المأجور من خراب في نهر البارد وخسائر فادحة بحق جنودنا وضباطنا الابطال من الجيش. وهناك سلاح سوري كقوسايا والناعمة وحلوى. هذه قواعد سورية على ارضي. اذا وافقوا على المسلمات فغدا يصبح هناك رئيس، العماد سليمان، وتكون الحكومة منطلقا للحوار ولاستيعاب السلاح”.
ايران وسوريا
واعتبر ان “تصريحات بعض المسؤولين في حزب الله بمثابة تحريض على الاغتيال السياسي”، وقال: “ليت السيد حسن يسكت اليوم جماعته وهو يتحدث عبر التلفزيون”.
واضاف “خرج نصرالله بإملاء حول تعيين قائد الجيش والمسؤولين عن الامن العام والمخابرات، اذا كنت تريد تسلم بلد فتسلمه كله وليس بالتقسيط، هو يريد تعيين قادة الامن والحكومة. انا موجود ووصي عليكم. انما اذ ذاك تصبح اللعبة مختلفة ولن يعود ثمة مجال للتحاور ديموقراطيا. ويتطلب الامر قرارا جماعيا لقوى 14 آذار بأن نجلس في بيوتنا وتتغير صيغة لبنان ويطلع (نصرالله) على بعبدا وننتهي. هكذا الامر مطروح. وهذا جدول الاعمال“.
اضاف: “ليسمح لي السيد نصرالله لن اعطي القرار اللبناني لايران وسوريا، ولست مذنبا انا والسنيورة ايضا كي نطلب من الاسد و(الرئيس الايراني احمدي) نجاد صكوك براءة او نطلب السماح، لكن اذا “زحنا او دفننا” فيصبح ذلك ممكنا”.
واشار الى “حملة خبيثة من حزب الله ذات طابع مذهبي”. واذا كنا لنفتح هذا البازار لا احد ينجو منها، والبلد لا يتحمل طائفة واحدة او فئة واحدة. مرت ظروف وفشلت وحتى اصحاب اللون الواحد انتهوا بالاقتتال بعضهم مع بعض. فلننتبه جميعا، وعندما اتخذنا القرار بالتراجع عن النصف زائد واحد كان الكلام واضحا اننا لا نريد ان نحول بيروت بغدادا ثانية، ولن نحول لبنان بغدادا، اذا كان من قرار جماعي للجلوس في بيوتنا فليكن. لكننا لن ندعهم يدخلون بيوتنا. وليتسلموا السلطة… ولكن ان نعطي بشار وبعض المتدينين في ايران الحكم في لبنان فلا”. وكشف عن صيغة حكومية قدمها تتضمن 6 وزراء لرئيس الجمهورية و10 “لكن للمعارضة و14 للموالاة” المعارضة رفضتها لأنها ترفض كل شيء”.