أظهرت الارقام النهائية لانتخابات نقيب المهندسين في بيروت مفارقات عدة ابرزها خسارة قوى الرابع عشر من آذار لهذا المنصب بفعل تحول الهوى الجنبلاطي من 14 الى 8 آذار.
وقبل الدخول في تشريح الارقام لا بد من التوقف عند الاحصاءات الاولية التي رافقت عملية الاقتراع امس كما وزعتها القوات اللبنانية.
إن قراءة الارقام تشير الى ان المسيحيين صوتوا بنسبة قاربت 61 في المئة لصالح مرشح قوى الرابع عشر من آذار ولكن نسبة التجييش المسيحي للمشاركة في الانتخابات وإن كانت مرتفعة نسبيا إلا أنها بقيت دون سقف الخمسين في المئة ولم تقارب نسبة التجييش السني التي بلغت اعلى نسبة وصلت الى 54 في المئة.
ومع ذلك تشير احصاءات أخرى الى ان القوات اللبنانية هي الاكثر تنظيما بين الفرقاء المسيحيين ومن ثم باقي الاحزاب حيث تضم دائرة المهندسين في القوات اللبنانية 1211 مهندسا في حين ان مهندسي الكتائب عددهم 97 مهندسا يليهم 83 مهندسا لحزب الكتلة الوطنية و 44 مهندسا لحزب الوطنيين الاحرار و17 مهندسا لحركة التغيير والباقي هم من المستقلين الذين يشكلون الكتلة الانتخابية الاكثر عددا بين المهندسين المسيحيين المنتمين الى ثورة الارز.
تشير الاحصاءات ايضا ان تيار المستقبل ما زال يحافظ على الغالبية في صفوف الطائفة السنية بحيث إقترع 75 في المهندسين السنة لصالح مرشح ثورة الارز في حين شكل إجتماع المعارضة السنية من قوى مختلفة ما نسبته 25 في المئة من الهندسين السنة.
أما أسباب الخسارة فتعزوها قوى الرابع عشر من آذار الى إنقلاب النائب وليد جنبلاط حيث خرج عن القرار الجنبلاطي خمسة في المئة فقط من المهندسين الدروز فصوت خمسمئة مهندس لصالح المرشح العوني ما اعطى الارجحية للنقيب ايلي بصيبص .
وإن كان من نافل القول ان المهندسين الشيعة لم يخرجوا على التكليف الشرعي بالتصويت للمرشح المدعوم من حزب الله وحركة امل، فإن أقل نسبة تصويت جاءت من المهندسين الدروز الذين صوت من بينهم 28 في المئة، ما يعني عمليا ان قرابة 22 في المئة من الهندسين الدروز فضلوا البقاء في المنزل وعدم التصويت خلافا لإرادة جنبلاط، إلا أنهم في الوقت نفسه لا يريدون التصويت لصالح مرشح قوى 8 آذار.
وتضيف مصادر قوى الرابع عشر من آذار أن من بين المكاتب الهندسية الكبرى التي غيرت في معادلة التصويت لصالح مرشح قوى 8 آذار مكتب خطيب وعلمي وهم بالمناسبة من سنة إقليم الخروب، الذي كان على لائحة حكومة الرئيس السنيورة سابقا كإستشاري موثوق في حين انه حاليا على لائحة وزارة الاشغال العامة والنقل التي يتولاها الوزير غازي العريضي ما يعني ان شبكة مصالح هذا المكتب تحولت بفعل التحول الجنبلاطي وكذلك المهندسين العاملين مع النائب نعمة طعمه والعالمين في شركة موركس .
مراقبون اعتبروا ان مؤشرات انتخابات نقابة المهندسين أعطت الوزير جنبلاط نفسا بحيث اصبح قادرا على إستخدام هذا المؤشر ليعّـلم على قوى الرابع عشر من آذار وأنه الاقوى والاقدر على إدارة الطائفة الدرزية والنحو بها في أي إتجاه يريد.
فجنبلاط إستطاع ان يثبت أنه الاقوى والمطاع فلم يشذ عن قراره سوى خمسة في المئة فقط من المهندسين في حين ان تحالفه مع العماد عون يكسبه ايضا اربعين في المئة من اصوات المسيحيين أقله حتى الآن، إضافة الى خمسة وعشرين في المئة من أصوات السنة في إقليم الخروب، ما يعني ايضا ان قوى الرابع عشر من آذار لن تستطيع التعويل على هذه الارقام لتقول لجنبلاط ان مواقعه النيابية في خطر نتيجة تحوله من 14 آذار الى الوسطية ومنها الى 8 آذار.