في 15 آذار/مارس، وقع احتجاج علني نادر في دمشق طالب فيه المتظاهرون بأن يرفع الرئيس بشار الأسد حالة الطوارئ المفروضة في البلاد ويفرج عن المعتقلين السياسيين. وقد أُبلغ كذلك عن وقوع احتجاجات في المدن السورية: درعا، دير الزور، وحلب.
وهذه الاحتجاجات، التي جاءت بناء على دعوة على موقع “فيسبوك” للتواصل الاجتماعي باسم “الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011” وأخذت منها لقطات فيديو تم تداول مقاطعها على الهواتف المحمولة قد أظهرت المتظاهرين في مسيرة في منطقة الحريقة والحميدية في البلدة القديمة في دمشق وهم يرددون “الحرية”، و “الشعب السوري ما بينذل”. وقُدر عدد المتظاهرين ما بين 200 و 350 شخص، على الرغم من أن الرقم الدقيق غير معروف. وقام أنصار حزب البعث وأفراد الشرطة الذين كانوا يرتدون ملابس مدنية بتفريق الحشود. ومن المقرر القيام بتجمع آخر أمام وزارة الداخلية السورية في ظهر يوم الأربعاء 16 آذار/مارس.
وتظهر الاحتجاجات أن التوقعات الأخيرة عن حصانة نظام الأسد من الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي تجتاح العالم العربي كانت سابقة لأوانها. فعلى مدار عقود من الزمان اعتُبر نظام الأسد في سوريا أكثر الأنظمة قمعاً في المنطقة. وكانت حالة الطوارئ قد فرضت في البلاد بعد استيلاء حزب البعث على السلطة عام 1963.
وقد أصبح النظام حتى أكثر قمعاً في العامين الماضيين، وقد استمر ذلك حتى حينما حاولت إدارة أوباما التعاطي دبلوماسياً مع دمشق، بتركيزها بوجه خاص على إحياء محادثات السلام المتوقفة بين سوريا واسرائيل.
إذا كانت هناك في أي وقت مضى حالة كانت فيها الولايات المتحدة تبحث عن تغيير سياسي، فإن سوريا، جنباً إلى جنب مع إيران، هما اللتان تناسبان هذا التغير. وكانت إدارة أوباما قد أرسلت مؤخراً روبرت فورد كأول سفير لواشنطن في دمشق منذ شباط/فبراير 2005، للضغط على سياسات سوريا الإقليمية والمحلية.
وقد رفض نظام الأسد حتى الآن قبول انتقادات واشنطن حول سجله في مجال حقوق الإنسان والديمقراطية. وتوفر احتجاجات الخامس عشر من آذار/مارس الفرصة لفورد لكي يكرر دعوات واشنطن للحريات المعروفة على نطاق العالم — سواء كانت دمشق ترغب بذلك أم لا.
أندرو جيه. تابلر هو زميل الجيل القادم في برنامج السياسات العربية في معهد واشنطن.