نقلت جريدة “النهار” عن مسؤول اميركي بارز أن “النظام السوري قام باستئجار الرعاع لمهاجمة السفارة ومنزل السفير”. ورأى ان “هذه التكتيكات المشابهة لتكتيكات العصابات تعكس حال اليأس التي يعيشها النظام السوري الآن”. ولاحظ انه “وقت يقتل قطاع الطرق التابعين للنظام المتظاهرين المسالمين الذي يطالبون بالعدالة والكرامة، يتقاعس النظام عن حماية المنشآت الديبلوماسية” بموجب اتفاق فيينا المتعلق بأمن المنشآت الديبلوماسية.
ووجه المسؤول الاميركي انتقادا لاذعا الى وزير الخارجية السوري وليد المعلم الذي يعرفه جيدا، قائلاً انه لو بقي لديه أي احترام لسمعته “لكان استقال من منصبه”. واضاف انه جرى نقل جماعات من “الشبيحة” في أوتوبيسات من مناطق ساحلية الى دمشق، للتظاهر امام السفارة وكان بعضهم يحمل أعلاما روسية وأعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي.
وقدر المسؤولون الاميركيون في دمشق وواشنطن عدد المتظاهرين أمام السفارة بنحو 300 تسلق بعضهم اسوار المجمع وكسروا بعض النوافذ والكاميرات الامنية ونزعوا لافتات السفارة، وكتبوا اهانات على الجدران منها وصف السفير فورد بأنه “كلب”، وتسلق بعضهم سطح السفارة قبل ان تتولى عناصر من أمن السفارة التابعين لمشاة البحرية “المارينز” ومطاردتهم وترغمهم على الهرب. وخلال الاقتحام كان السفير فورد في منزله.
وجاء الاقتحام، الذي تزامن مع اقتحام مماثل للسفارة الفرنسية في دمشق عقب اجتماع متوتر بين السفير فورد والمعلم (كان مقررا قبل زيارة فورد لحماه، كما أوردت “النهار” الاسبوع الماضي) احتج خلاله السفير على ضعف الاجراءات الامنية السورية حول السفارة بعدما تعرض المجمع لرشق بالنفايات والخضر من بعض المتظاهرين خلال عطلة نهاية الاسبوع. كما احتج المعلم بدوره على زيارة فورد لحماه.
وذكر المسؤولون بوجود “نمط” سوري في مهاجمة السفارات الاجنبية ومنها السفارة الاميركية ومنزل السفير الاميركي في 1998 عندما كان السفير ريان كروكر سفيرا لواشنطن في دمشق.
وسارعت وزارة الخارجية الى اتهام تلفزيون “الدنيا” الذي يملكه جزئيا رامي مخلوف ابن خال الرئيس الاسد بالتحريض على مهاجمة السفارة الاميركية. وجاء في بيان للوزارة: “ندين بقوة رفض الحكومة السورية حماية سفارتنا ونطالب بتعويض الاضرار، وندعو الحكومة السورية الى تحمل مسؤولياتها”.
وصرحت الناطقة باسم الوزارة فيكتوريا نيولاند ان السفير فورد ابلغ المعلم قلقه لان السلطات السورية لا تقوم بما فيه الكفاية لمنع وقوع الحوادث حول السفارة، وان المعلم “تعهد أداء افضل… واليوم وجدنا قطاع الطرق يتسلقون جدران السفارة” ويلحقون الاضرار المادية بالسفارة وبمنزل السفير. وقالت ان مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الامن الديبلوماسي أريك بوزويل استدعى القائم بالاعمال السوري لتقديم احتجاج رسمي . وحملت الناطقة الحكومة السورية مسؤولية توفير الحماية للسفارة. وتابعت “ومن الواضح انهم اخفقوا في ذلك”. وانتقدت في هذا السياق تلفزيون “الدنيا” من دون ان تذكره بالاسم. وتوقعت ان يقدم السفير فورد في دمشق احتجاجا رسميا مماثلا.
ونفت الناطقة نيولاند بشدة الادعاءات السورية أن السفير فورد بزيارته لحماه كان يحرض على النظام السوري وقالت: “ننفي ذلك نفيا قاطعا”. ودافعت عن زيارة فورد للمدينة، قائلة انه في غياب وجود وسائل الاعلام الحرة في سوريا من الضروري ان يتولى السفير الاميركي هناك ليس فقط نقل مواقف واشنطن الى المسؤولين السوريين بل ايضا ان يشرح لنا “الاوضاع الصعبة ” في سوريا كي تستطيع واشنطن ان تبني سياساتها على الوقوف مع الشعب السوري “بدل التحدث مع حكومة من الواضح انها غير مهتمة بمعالجة المشاكل، بل بايجاد الاعذار والقاء اللوم على اطراف ثالثين”.
وعن تقويمها للمؤتمر الوطني الذي دعت اليه الحكومة السورية قالت ان شخصيات بارزة في المعارضة قاطعت المؤتمر، و”ما نتطلع اليه هو حوار حقيقي، وتغيير حقيقي، ووضع نهاية لاعمال الضرب والتعذيب والاعتقالات ووضع نهاية لاستخدام قوى الامن ضد الشعب، ولحوار وطني واسع”.